شهدت صناعة السينما بعد قيام ثورة يناير ركودا ملحوظا حيث توقف العديد من مشرعات الافلام بسبب الظروف الاقتصادية والامنية.. ولكن خلال موسمي عيد الفطر وعيد الاضحي بدأت بوادر انفراجة في أزمة السينما وحققت الايرادات خلال هذه الفترة طفرة غير مسبوقة. حول هذه الانفراجه وأسبابها ومستقبل الانتاج السينمائي دار هذا التقرير. في البداية يقول المخرج السينمائي الدكتور محمد القليوبي أن الجمهور كان يعيش حالة من العطش السينمائي وحينما تنتهي هذه الحالة ستعود السينما المصرية لسابق عهدها.. وقال ان الارقام الفلكية التي تحققها أفلام حلمي ومكي ترجع في الأساس إلي أن جمهور السينما الآن جمهور يعشق الأفلام الكوميدية كرد فعل لحالة الكآبة التي تسيطر علينا كمصريين هذه الأيام وأيضا لأن حلمي ومكي لهما جمهورهما من الأساس.. وقال القليوبي: السينما الآن في حاجة إلي نجوم جدد بدلا من النجوم الذي استهلكوا لأن السينما تحتاج لتجديد دمائها دائما. ويؤيد المنتج محمد العدل هذا الكلام مضيفا أن أفلام العيد دائما لها طبيعة خاصة وجمهور خاص يفضل اللون الكوميدي وإذا أردنا التخصيص فأن موسم عيد الأضحي بالتحديد تنطبق عليه هذه الظروف بسبب حالة الإحباط التي تسيطر علينا جميعا.. وأكد العدل أن الموزع يفرض شروطه علي المنتج ويطلب الأفلام الكوميدية باعتبارها هي الكارت الرابح وعن نوعية إنتاجه خلال الفترة القادمة يقول إذا وجدت ورقا جيدا يعالج أحد الموضوعات المهمة بالفعل سأشرع في إنتاجه ولكننا هذه الأيام مشغولون في إنتاج عملين للتليفزيون وبنفس الوقت نراقب السوق لنواكب أي تغيرات فيها. ويري الناقد السينمائي طارق الشناوي أن الإيرادات التي حققتها افلام العيد وخاصة أكس لارج و سيما علي بابا دليل علي أن هذه الأفلام جيدة لأن الجمهور كان يعيش حالة تشبه الإحباط نتيجة العوامل التي لازمت سوق السينما في فترة الثورة وهي نفس العوامل التي أحاطت باقتصادنا عموما وعن فيلم كف القمر يقول الشناوي انه لم يفشل ولكن المسألة خضعت لمزاج الجماهير الذي تأثر بالعوامل التي تحدثنا فيها من قبل وكان الإقبال علي الأفلام الكوميدية هو حلها الوحيد وهذا يعني أن مزاج الجماهير في الوقت الحالي كان هو الفيصل في المنافسة والإقبال الجماهيري. ويقول المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي أن إيرادات الأفلام بداية من عيد الفطر وحتي يوم الأحد الماضي كانت مبشرة بالخير ولكن بدأت من يوم الاثنين الصورة تختلف والإيرادات تتراجع وهذا مؤشر غير جيد علي الاطلاق, واستكمال رمزي: عموما النتيجة الظاهرة ان الجماهير مندفعة ناحية الكوميدي الآن وهذا يعني أن الإنتاج القادم سيكون أغلبة كوميديا وهذا ليس عيبا ولكن أرجو عدم الاستسهال ولا ننسي ان إنتاج السينما في السابق كان ينتج منه40% كوميدي كما ارجع رمزي سوء الحظ الذي يلازم كف القمر إلي طرحه في وقت غير مناسب واضاف مع انه فيلم جيد وإنتاج ثقيل بمقاييسنا نحن السينمائيين ولكن طرحه في هذا التوقيت كان غير موفق وأعرب رمزي عن أمله في أن تتخلص سوق السينما من العوامل التي تعرقل الإنتاج. وأيد المنتج صفوت غطاس فكرة إنتاج الأفلام الكوميدية مؤكدا ان السبب لا يعود لأفلام العيد الكوميدية التي حققت نجاحا كبيرا وإنما يعود بالأساس للحالة النفسية للجمهور التي تسعي ناحية الكوميدي وأضاف غطاس أعتقد في الفترة القادمة سيكون الكوميدي والاستعراضي أصحاب الصدارة في الإنتاج السينمائي مستقبلا. ظروف السوق الآن تتطلب إنتاج الأفلام الكوميدية التي يلهث خلفها الجمهور المتعطش للابتسامة ويؤكد المخرج محمود كامل أن الاتجاه العام ناحية السينما بعد ذلك سيتجه للأفلام الكوميدية وهذا ما لا يجب ان يقع فيه صناع السينما ولكن للأسف سوف يستسهل المنتجون هذا النوع بعد أن حققت الأفلام الكوميدية حدا كبيرا من الإيرادات واستكمل كامل إذن هذا أمر لابد منه وعلينا ان نختار وبدقة الورق المكتوب علي الرغم من أنني أفضل ألا يقع صناع السينما في هذا وعلينا أن ننتج كل أنواع الأفلام ولا نعول علي الإيرادات فواجب السينما توجيه ذوق الجماهير وعلينا ان نبتعد عن مقولة الجمهور عايز كدا لأن هذه جملة غير صحيحة علي الإطلاق.