نستطيع المراهنة علي الذكاء الشعبي في عملية الاختيار والانتقاء بين هذا العدد الهائل من المرشحين للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة, وبعيدا عن الجدل المثار حول السماح لاسماء وشخصيات معينة بالترشح. فإننا نعيد للأذهان انه كانت لدينا ترسانة من القوانين واللوائح والقواعد والمبادئ المعلنة ولكنها لم تفلح في انتاج مجالس نيابية تعبر عن مصالح الوطن والمواطن, بل إن الحقائق المؤسفة تشير إلي استخدام ذلك كله من أجل تجميل النظام وإثبات سلوكه الديمقراطي خاصة أمام العواصم العالمية الكبري والرأي العام. الانتخابات القادمة تختلف في أجوائها وتفاصيلها عن كل ما سبقتها طوال العقود الماضية والسبب أنها لن تخضع لأي ضغوط سياسية أو اقتصادية أو إعلامية وحتي إن حدثت اخطاء وتجاوزات من بعض القوي السياسية فإن التأثير سيكون محدودا مقارنة بالعدد المتوقع من الناخبين والذي سيسجل رقما قياسيا يتجاوز عشرات الملايين من البشر في سابقة هي الأولي في تاريخ مصر والمنطقة بأسرها. الذكاء الشعبي سيكون القوة القادرة علي توجيه الأصوات وحسم النتائج والفرز الصحيح بدون ضجيج او افتعال.. اللافتات والشعارات والكلمات الرنانة واللقاءات الإعلامية وغيرها من وسائل الدعاية المعروفة والتقليدية ستأتي بتأثير ضئيل لأن المواطن لا يعتمد في قراره علي مشاهداته اللحظية ولكنه يسأل ويطرح رؤية محددة يريد أن يعرف مدي تجاوب هذا المرشح أو ذاك لسبل تحقيقها, وصدقا نقول لمن يختار سبل الخداع والتضليل التي كانت سائدة في الماضي ان الانتخابات القادمة ستكون درسا قاسيا لكل أصحاب الاقنعة الكاذبة مهما تكن مهاراتهم ووسائلهم في اخفاء معالمهم الحقيقية!!. ونسبة التسرب إن حدثت ستكون ضئيلة وسيأتي البرلمان باغلبية حقيقية تمثل إرادة الشعب وآماله وطموحاته في بناء دولته الحديثة التي ينتظرها العالم اجمع. الشعب سيكون علي قدر الحدث التاريخي ولن يسمح لأحد مهما يكن بإهدار وإجهاض ثورته, وبعد الانتخابات سيكون المجال مفتوحا لاستكمال رفع انقاض النظام السابق تمهيدا للبناء الجديد..