لايستطيع احد أن يتجاهل شهرة محافظة أسوان التي اكتسبتها من النخيل المميز الذي يغطي مراكزها الإدارية الخمسة, فما ينتجه هذا النخيل من محصول البلح من الممكن ان ينعش حالتها التجارية والاقتصادية, وعلي عكس ما كان يطالب به أبناء أسوان اتجه فكر الدولة في العصر السابق لابتكار فكرة تقوم علي إنشاء جمعيات لتسويق البلح, دون ان تفكر في كيفية استغلال النخيل أو البلح في إضافة صناعات تكميلية تهدف للعديد من الإيجابيات علي المجتمع, فكانت النتيجة المزيد من التدهور في المحصول والمزيد من الخسارة التي تعرضت لها الجمعية وفروعها بسبب الفكر الحكومي الذي كانت تدار به. عموما فإن الفرصة الآن تبدو ذهبية بعد أن تحررت الافكار وانتهي شبح الخوف من طرح المشروعات التي تعود بالفائدة علي المجتمع ككل وليس علي الأفراد والأمل ان تجد صناعات النخيل والبلح طريقها إلي النور في أسوان, فربما ساعدت هذه الصناعات كثيرا علي مواجهة البطالة, واتاحت العديد من فرص التشغيل للشباب المتحفز داخل القري. وأوضح عبد الله خميس من مركز أسوان ان المركز يعتبر هو الأكبر إنتاجا علي مستوي المحافظة وقد اكتسب شهرة عالمية من خلال طرح إنتاجه سواء محليا أو عالميا, ولكن من المؤسف, وعلي حد قوله, إننا لانهتم بالتوسع في زراعته والأكثر أسفا ان غالبية المزارعين يلجأون إلي زراعة القصب الذي يحتاج إلي كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة الملوثة علي عكس النخيل الذي لاتتطلب زراعته هذه الكميات بالإضافة إلي انه لايشغل حيزا كبيرا من المساحة كما انه اقل تكلفة. ويضيف: إنه لابد من ان تولي وزارة الزراعة اهتماما أكبر بزراعة النخيل, وأن يكون هناك طرح لاستثمار منتجات النخيل في صناعات استكمالية كبيرة عن طريق هيئة الاستثمار, خاصة وأن الأراضي متوافرة والمناخ الصحراوي الجاف مناسب جدا لزراعته في الجنوب, وتحديدا علي ضفاف بحيرة السد العالي. ويشير الخبير الزراعي المهندس سمير مرغني بيومي إلي أن النخيل كان هو المحصول الرئيسي لمنطقة النوبة القديمة, وعقب تهجير الأهالي إلي مركز نصر النوبة تبنت وزارة الزراعة مشروع انقاذه من الغرق, واستيراد فصائل جديدة من شمال السودان من قرية سكوت ثم تعثر المشروع بعد ذلك وتوقف. وأضاف: الاحصائيات تقول ان عدد النخيل في المحافظة مليون و463 ألف نخلة مثمرة و799 ألف نخلة غير مثمرة ويصل إنتاج البلح إلي950 ألف طن موضحا ان أهم الاصناف هي الإبريمي والبرتمودة والدجنة والجرجودة والشامية والكولة والسكوتي مؤكدا ضرورة ان تتوجه اهتمامات الدولة للتركيز علي الصناعات التكميلية في الزراعات المختلفة حتي تكون هناك استفادة كاملة من أي منتج, فمثلا من الممكن ان تقوم صناعات في أسوان علي تصنيع العسل الأسود من البلح, والأثاث من الجريد كما يمكن طحن النوي وإنشاء مصانع لتجفيف البلح علي مستوي متميز. وقال الدكتور حسين الطحطاوي مهندس زراعي أن أسوان في حاجة ملحة للعديد من المصانع الاستثمارية التي تقوم علي المنتجات الزراعية ومنها الطماطم والقصب صاحب ال28 منتجا والبلح, ويطالب بأن تكون هناك معامل للأنسجة لتوفير الفصائل للمزارعين بأسعار مناسبة, والاهتمام بعمليات التقليم بشكل علمي وكذا التلقيح في المواعيد المحددة وجني الثمار بطريقة سليمة, وأشار إلي إمكان طرح إنشاء مصانع استثمارية لتعبئة التمور بمختلف اصنافها وإعادة دراسة إنشاء مصنع خشب الكونتر عن طريق جريد النخيل وهو المشروع الذي كان احد المستثمرين قد عرض اقامته بمدينة ومركز دراو من قبل.