سيطرت حالة من القلق والتوتر علي مدينة أسوان مساء أمس, بعد وفاة الشاب النوبي محمد رمضان هلال30 عاما متأثرا بجراحه إثر طلق ناري تعرض له من سلاح شرطي سري يدعي محمد الجارحي ثالث أيام عيد الأضحي بمرسي الحديقة النباتية. وخشية اندلاع احداث شغب نتيجة لحالة الغضب والاستياء لابناء النوبة, حيث ينتمي القتيل الي نجح القبة بغرب أسوان تم إخلاء مبني مديرية الأمن بكورنيش النيل تماما من الضباط والمركبات, في الوقت الذي فرضت فيه الشرطة العسكرية حراسة حول المبني. وأمام مشرحة أسوان العمومية تجمهر المئات من النوبيين في انتظار تسلم الجثمان قبل صدور تصريح الدفن من النيابة العامة وسط حالة من الغليان والتوتر الذي ينذر بإمكان حدوث رد فعل قوي. كان الحادث قد وقع بسبب خلاف بين الشاب الذي يعمل مراكبيا والشرطي السري, علي خلفية طلب الأخير منه عدم تحميل زائري الحديقة النباتية من أمام المرسي إلا أنه رفض واحتد الخلاف مما دفع الشرطي لإخراج سلاحه الميري أطلق عيارا ناريا استقر في بطن المراكبي, بينما أصيب زميله بخدوش, وعلي الفور تم نقله الي مستشفي أسوان التعليمي, حيث أجريت له جراحة عاجلة لاستئصال جزء من الكبد والبنكرياس والحويصلة المرارية وفشلت محاولات اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان في نقله إلي معهد ناصر للعلاج بسبب خطورة حالته وإثر هذا تجمع المئات من الشباب النوبي أمام مديرية الأمن وأمطروها بوابل من الحجارة, وقامت القوات بتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع وإعادة فتح كورنيش النيل أمام حركة السيارات. من جانبه, قال الدكتور حسن عبد القادر مدير عام مستشفي أسوان التعليمي إن الشاب المتوفي كانت حالته مستقرة تماما صباح أمس وتناول الطعام وكان في حالة معنوية جيدة إلا أن تدهورا طرأ علي الحالة نتيجة لتحرك جلطة بسبب اثر العيار الناري, مما تسبب في الوفاة, وقال إنه تم نقل الجثة من قسم العناية المركزة إلي المشرحة العمومية وهي موضوعة تحت تصرف النيابة العامة.