استغل سائقو السرفيس بمحافظة بني سويف حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد وقاموا برفع تعريفة الركوب بموقف بني سويف العام داخل وخارج المحافظة. ضاربين بالتعريفة التي حددتها المجالس التنفيذية بالمحافظة عرض الحائط, مما جعل صرخات الآلاف من طلاب الجامعات والعاملين بالقاهرة والجيزة من أبناء المحافظة وقاصدي المصالح الحكومية والوزارات بالعاصمة تتعالي دون أن يستجيب لها أحد في ظل غياب الرقابة المرورية ومسئولي إدارة المواقف عن مراقبة ومتابعة تعريفة الركوب المحددة. وعن هذه المشكلة يقول محمود أحمد( طالب بالفرقة الثالثة خدمة اجتماعية): أسافر يوميا للمعهد بالقاهرة وأرجع في نفس اليوم وأضطر لركوب الميكروباض واستسلم للتعريفة التي يحددها السائق وغالبا ما تكون15 جنيها للطريق الغربي و20 للطريق الشرقي, مع العلم بأن التعريفة التي حددتها المحافظة8 جنيهات فقط ويعاني والدي من دفع40 جنيها يوميا من ميزانية الأسرة فقط لسفري ولا نستطيع السفر بالقطار والأتوبيسات, لأن القطارات مواعيدها لا تتناسب مع محاضرات الطلاب ولا توجد بها أماكن والأتوبيس لا يكفي العدد الكبير من المسافرين يوميا للقاهرة والمنيا. ويضيف عصمت سرحان( محاسب بالضرائب العقارية بالقاهرة): أسافر يوميا أنا والعديد من الموظفين للقاهرة إلي مقر أعمالنا ونرجع في نهاية اليوم ونظرا لارتباطنا بمواعيد الحضور بالمصالح التي نعمل بها نضطر لركوب الميكروباص لأنه الوسيلة السريعة والمتوافرة وقمنا بالشكوي مرارا وتكرارا لإدارة الموقف لتطبيق تعريفة الركوب المقررة دون جدوي, فالسائق فور أن يخرج بنا من الموقف يفرض أجرته علينا واللي مش عاجبه ينزل في الطريق وفي ظل خوف الجميع علي مصالحه ندفع الأجرة التي تقتص من رواتبنا مايصل للنصف شهريا. أما علي حسين( سائق من المنيا) فقد فجر قنبلة من العيار الثقيل حيث بادرنا قائلا: هناك مافيا اسمها الإدارة وهي عبارة عن مجموعة من البلطجية يقومون بتشغيل مجموعة من السيارات لحسابهم بمعني أن صاحب الميكروباص يتركه للبلطجي وهو الذي يحدد من يقوده ويتحكم في رفع الأجرة لصالحه لأنه يأخذ علي المائة جنيه ثلاثين جنيها فمعظم أصحاب السيارات يخشون المشاجرات والبلطجة فيتركون سياراتهم لمافيا الإدارة. وأكد مصطفي عبدالخالق( اجر سيارات)أنه يتجه يوميا للقاهرة ومحافظات قبلي للتعامل مع المرور هناك وأن مشكلة رفع تعريفة الأجرة يلجأ لها السائقون في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وكثرة المخالفات المرورية التي تصل بالآلاف, فضلا عن ارتفاع سعر البنزين والسولار ودفع إتاوات موقف المنيب, مما يضطر السائق لرفع التعريفة, وبالرغم من ذلك فتعريفة الميكروباص أرخص من القطار وأفضل من أتوبيسات المحافظة ووزارة النقل الكثيرة الأعطال والتي لا تصل بالناس إلي وجهتهم في المواعيد المرغوبة. ومن جانب آخر, أكد محمد سيد( رئيس المواقف بمحافظة بني سويف) أن إدارة المواقف بالمحافظة قامت بعمل أكشاك تحصيل للأجرة مقدما لحماية الراكب من جشع السائق ورفض الركاب ذلك بحجة أن الميكروباص من الممكن أن يتعرض للعطل في الطريق وتضيع علينا الفلوس, كما قامت وزارة النقل بالتعاقد مع الشركة المصرية المتحدة التي قامت بتوفير العديد من الأتوبيسات لمحافظات وجه بحري وقبلي جنبا إلي جنب مع خدمات شركة الوجه القبلي للنقل والسياحة بتعريفة ثابتة لمحاربة جشع سائقي الميكروباصات. وعن الإجراءات القانونية التي تتخذها إدارة المواقف تجاه السائقين المتلاعبين بتعريفة الركوب قال رئيس المواقف: يقوم مراقب المواقف بعمل مذكرة لإدارة المرور لتنفيذ قرار المحافظ بتغريم السائق غير الملتزم بالتعريفة مبلغ500 جنيه ووقف للميكروباص3 أشهر ونظرا للظروف الحالية للعلاقة بين الشرطة والشعب تكتفي الشرطة بتسجيل الغرامة في ملف المرور الخاص بالميكروباص ولن يتم تجديد التراخيص الخاصة به دون دفع تلك الغرامات.