الاضحية: شعيرة من شعائر المسلمين, في عيد الأضحي المبارك فمشروعيتها, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من وجد سعة لأن يضحي ولم يضح فلا يقربن مصلانا وقد استنبط أبو حنيفة, رحمه الله تعالي, من هذا الحديث أنها واجبة فمثل هذا الوعيد, لا يلحق بترك غير الواجب. وقال غير الاحناف إنها سنة مؤكدة, ولهم أدلتهم فهي واجبة مرة في كل عام علي المسلم الحر البالغ العاقل المقيم الموسر. ومن حديث أنس رضي الله عنه, قال: ضحي رسول الله صلي الله عليه وسلم بكبشين املحين أقرنين, فرأيته واضعا قدميه علي صفاحهما, يسمي ويكبر, فذبحهما بيده الشريفة. وحكمتها: أن المسلم الموسر, يعبر بها عن شكره لله تعالي علي نعمة الهدي ومنها نعمة البقاء علي قيد الحياة من عام إلي عام, فخيركم من طال عمره, وحسن عمله, ومنها نعمة السلامة والصحة ومنها نعمة التوسعة في الرزق. وهي فضلا عن ذلك, تكفير لما وقع من الذنوب, وتوسعة علي اسرة المضحي, وأقربائه, وأصدقائه وجيرانه وفقراء المسلمين. ومن شروط وجوبها اليسار فالموسر هو مالك نصاب الزكاة زائدا علي حاجاته الأساسية, أو هو الذي لا يحتاج إلي ثمن الأضحية خلال العام كله, علي اختلاف بين المذاهب في تحديد معني الموسر. وينبغي ان يكون الحيوان المضحي به سليما من العيوب الفاحشة التي تؤدي إلي نقص في لحم الذبيحة أو تضر بآكلها فلا يجوز أن يضحي بالدابة, البين مرضها, ولا العوراء, ولا العرجاء ولا العجفاء والجرباء ويستحب في الأضحية أسمنها وأحسنها وكان صلي الله عليه وسلم يضحي بالكبش الأبيض الأقرن. ووقت نحر الأضحية بعد صلاة عيد الأضحي, وحتي قبيل غروب شمس اليوم الثالث من أيام العيد, علي أن افضل الأوقات هو يوم العيد ما بعد صلاة العيد وحتي قبل زوال الشمس ويكره, تنزيها, الذبح ليلا. ولا تصح الأضحية إلا من النعم, من الإبل, والبقر, والغنم من ضأن ومعز, بشرط ان يتم الضأن ستة أشهر, وأن تتم المعز سنة كاملة عند بعض الأئمة. ويجزئ المسلم أن يضحي بشاة عنه وعن أهل بيته المقيمين معه والذين ينفق عليهم, وهم جميعا مشتركون في الأجر. ومن مندوبات الأضحية ان يتوجه المضحي نحو القبلة وأن يباشر الذبح بنفسه, ان قدر عليه, وأن يقول: باسم الله, والله اكبر, اللهم هذا منك وإليك, اللهم تقبل مني, ومن أهل بيتي وله ان يوكل غيره وعندها يستحب ان يحضر اضحيته ويستحب ان يوزعها ثلاثا, فيأكل هو وأهل بيته الثلث, ويهدي لأقربائه وأصدقائ وجيرانه الثلث, ويتصدق بالثلث الأخير علي الفقراء والمسلمين لقوله تعالي: (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر) الحج:36 قال تعالي:( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها و لكن يناله التقوي منكم, كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم بشر المحسنين) الحج:36 37