قرية حجازة قنا هي احدي القري الاكثر فقرا داخل محافظة قنا فالقرية تعاني من النقص الشديد في الخدمات فمياه الشرب غير صالحة والخدمات الصحية متدنية بالاضافة الي انتشار الامية وظاهر تزويج الفتيات القاصرات, ورغم تقدم الاهالي بالعديد من الشكاوي للمسئولين لتحسين الخدمات بالقرية فإنهم لم يجدوا آذانا صاغية حتي الان. يقول محمد ابوالوفا سائق: ان مشكلة الوحدة الصحية بحجازة بحري هي النقص الشديد في الامكانيات مما يضطر غير القادرين للجوء الي العيادات الخاصة وتحمل اعباء تفوق طاقاتهم, واضاف ان المشكلة لاتتوقف عند هذا الحد بل تتعداه الي مصيبة وكارثة حيث تقوم بتسجيل الاطفال في سن تفوق اعمارهم الحقيقية وخاصة الفتيات وذلك لتزويجهن في سن مبكرة ولاتتعدي14 عاما. وقالت سعاد محمد حسن من سيدات القرية: إن مياه الشرب غير صالحة ونعاني من ارتفاع نسبة الملوحة, حيث سبق وعلي حد قولها تحليل عينات منها واثبتت النتائج عدم صلاحيتها للاستخدام الادمي, واضافت ان الاهالي يضطرون لاستخدامها لعدم وجود البديل مما عرض الكثير منهم لأمراض الفشل الكلوي والتهابات الكبد الوبائية. وتتدخل فاطمة احمد محمود من العاملات بمشروع تعليم الفتيات قائلة: إن هناك ظاهرة خطيرة نتيجة انتشار نسبة الامية وهي الزواج المبكر للفتيات الصغيرات عن طريق التسنين, حيث تلجأ الاسر لعقود الزواج العرفية لحين بلوغ السن القانونية, ليتم بعدها توثيقها بعقود رسمية وبالتالي ينتج عن ذلك اطفال يتم تسجيلهم بالمخالفة لتواريخ ميلادهم الحقيقية. وتضيف: ان انتشار ظاهرة ختان الإناث والامية بشكل كبير يهدد السلام الاجتماعي داخل القرية رغم حملات التوعية التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا من المسئولين لمواجهة ذلك. وانتقدت فاطمة غياب المشاركة السياسية للسيدات وعدم وجود اي برامج لتنظيم الاسرة مشيرة الي ان سيدات حجازة في حاجة ملحة لخدمات الصحة الانجابية غير المتوافرة حاليا وتطالب بأن تكون مطالب مواجهة الامية واقامة مشروعات صغيرة للفتيات محل اهتمام المسئولين بعد الثورة التي يجب ان تصل ثمارها الي القري المصرية المحرومة من الخدمات.