في تجربة جديدة تم انشاء أول مدرسة لرعاية المتفوقين والعمل علي تأهيلهم والاهتمام بقدراتهم بمدينة السادس من أكتوبر حيث قرر وزير التربية والتعليم د. أحمد جمال موسي انشاء المدرسة لتدريس مادتي العلوم والتكنولوجيا علي أن يتم تعميمها علي مستوي الجمهورية علي ان يشكل مجلس إدارة المدرسة بقرار من الوزير وتقبل هذه المدارس الطلاب المتفوقين من خريجي مرحلة التعليم الأساسي من جميع المدارس علي مستوي الجمهورية وفقا لضوابط ومعايير موضوعية تحددها الوزارة علي أن تتم رعاية الموهوبين والاهتمام بقدراتهم والقيام بالتقويم المستمر للأداء لتحقيق فكرة المدرسة الذكية حيث تم تجهيزها علي أعلي مستوي لتضاهي مثيلاتها في الخارج. أولياء الأمور رحبوا بالفكرة حيث تري سلوي سعيد ربة منزل وأم لثلاثة أطفال أن الفكرة تستحق الاهتمام علي ان يراعي فيها عدم الوساطة والمحسوبية في إلحاق الطلاب حتي يتم تأهيلهم علي أعلي مستوي وتقديم الدعم المعنوي لهم. ويقول فوزي اسماعيل ولي أمر لطفلين انه يتمني ان يلتحق ابناؤه بهذه المدرسة علي ان يتم تأهيل مهاراتهم وتمني ان يمتاز قبول الطلاب بالعلانية والشفافية وألا تكون هناك مبالغة في مصروفاتها حتي تتمكن الأسر بكل مستوياتها من الحاق ابنائهم بها. اساتذة التربية وضعوا ملامح نجاح هذه التجربة حتي يمكن تعميمها علي مستوي الجمهورية فيري الدكتور محمد محيي استاذ التربية بمركز البحوث التربوية ان التجربة تستحق الاهتمام علي أن يتم تعميمها بكل المحافظات علي أن تنشأ وفقا لمعايير محددة منها أن يتم اختيار الطلاب وفقا لمعايير محددة من حيث تفوقهم وقدرتهم التحصيلية وتعاملهم مع التكنولوجيا بالإضافة إلي اختيار مدرسين علي درجة عالية من الكفاءة وأن يكونوا حاصلين علي الدكتوراه مثلما حدث في مدرسة السادس من أكتوبر علي أن يتم تدريس مناهج تمتاز بتطبيق الأنشطة لتناسب المناهج التي تخص الرياضيات والعلوم التي تهتم بها المدارس علي ان يتم تصميم الامتحانات لتتناسب مع طبيعة المواد التي تدرس. ويضيف ان رجال الأعمال يمكن أن يساهموا في تمويل مثل هذه المدارس خاصة وانها تحتاج العديد من التجهيزات علي أن تكون مثل المدارس داخلية حتي يمكن تعميم التجربة والاستفادة منها: بأكبر عدد ممكن من الطلاب. واعترض الدكتور يسري عفيفي استاذ التربية علي تطبيق مثل هذه التجربة باعتبار أن ذلك يعد نوعا من التمييز موضحا أن فصيل الطلاب المتفوقين عن باقي الطلاب يؤثر بشكل سلبي علي أقرانهم وتجعلهم يعانون من العزلة والاحباط حيث يجب وجود الطلاب المتفوقين بالفصول ليعطوا نشاطا ومنافسة بين الطلاب. ويضيف أن أغلب الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية لا يحققون نجاحا في المرحلة الجامعية وهذا خير دليل علي أن التفوق الدراسي لابد من اثرائه وتقديم المعونات التي ترفع من مستواه الذهني علي أن يتم الاهتمام بالفصول الدراسية بشكل عام وليس فصل الطلاب عن بعضهم البعض. وتوضح الدكتورة علية سيف استاذة التربية بمركز البحوث التربوية أنه من المقرر أن يتم إلحاق الطلاب بعد تخرجهم من المدرسة بجامعة زويل علي أن يراعي شرط الالتزام لدي الطلاب وأن يتم تقديم المناهج الدراسية في شكل عملي وأن تراعي الدقة في التطبيق حتي تحقق أهدافها كما حدث بالدول المتقدمة ويتم تشكيل لجنة مشكلة من المعلمين واساتذة الجامعات ومركز البحوث التربوية ليتم وضع المعايير اللازمة للدراسة بها ليتحقق لنجاح المرجو منها بتخريج علماء يخدمون الوطن علي أن يراعي نموذج الامتحانات الذي يقدم للطلاب لقياس قدراتهم. ويري الدكتور أحمد العروسي أستاذ التربية بمركز البحوث التربوية أن الهدف الأساسي من المدارس التكنولوجية هو فرز واقتناء الطلاب المتفوقين وتأهيلهم حتي يمكن تعظيم الاستفادة منهم ومتابعتهم وتنمية قدراتهم العقلية موضحا أن المدرسة حققت نجاحا كبيرا في الدول العربية ودول مثل الصين وماليزيا علي أن يتم تطوير مهارات الطلاب منذ الصغر باكتشافها مبكرا. يضيف أنه سبق أن تم انشاء مثل هذه المدرسة بمدينة نصر ولكن توقف العمل بها لعدم متابعتها ومعاناة الطلاب من أزمات نفسية لذلك لابد من دراسة الظروف النفسية لنجاحهم علي أن تكون مزودة بأحدث المعامل واجهزة الكمبيوتر لتجهيز الطلاب تكنولوجيا مؤكدا أن التجربة تستحق الاهتمام ويجب أن تتم رعايتها لضمان استمرارها وألا تكون مجرد تجربة مرتبطة بوزير كما حدث في العديد من المشروعات والأفكار السابقة.