أصبح مشروع الصرف الصحي العملاق بقرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبري خطرا داهما علي أرواح أهالي القرية البالغ تعداد سكانها حوالي40 ألف نسمة بعد أن تحول إلي مقبرة تبتلع الضحايا الأبرياء. والذين وصل عددهم حتي الآن إلي ست ضحايا من العاملين بالمشروع, كان آخرهم اربعة اشخاص ابتلعتهم احدي بيارات المشروع في حادث مأساوي أثناء قيام أحدهم بتنظيف البيارة فسقط مغشيا عليه داخل البيارة نتيجة استنشاق الغازات وعندما حاول ثلاثة عمال آخرين من زملائه انقاذه لحقوا به, وهو الحادث الثاني خلال عام بعد أن ابتلعت احدي البيارات العام الماضي اثنين من العاملين بالمشروع أيضا. بدأ العمل بمشروع الصرف الصحي لقرية صفط تراب منذ عدة سنوات ضمن خطة الدولة التي اعتمدت94 مليون جنيه لميزانية مشروعات الصرف الصحي بمحافظة الغربية ولكن لم ينته العمل في المشروع حتي الآن بسبب البطء الشديد من جانب شركات المقاولات التي تولت تنفيذ المشروع وتم تغييرها اكثر من مرة, الأمر الذي أثار الذعر في قلوب أهالي القرية خوفا علي أطفالهم بعد تكرار سيناريو حادث ابتلاع الضحايا للمرة الثانية. المثير للدهشة أنه تم افتتاح المحطة الرئيسية للمشروع العام الماضي بشكل رسمي رغم عدم استكمال المشروع بشكل نهائي حتي الآن. ويقول السعيد عبدالحي مدرس من أبناء القرية: إن مشروع الصرف الصحي بالقرية بدأ العمل في تنفيذه منذ حوالي20 عاما ورغم ذلك لم يتم الانتهاء منه بشكل نهائي حتي الآن بسبب البطء الشديد في العمل بالمشروع وتغير شركات المقاولات التي تتولي عملية تنفيذ المشروع بشكل دائم ومستمر خاصة وأن هذه الشركات تعمل بالمشروع من الباطن وبعيدا عن تدخل الجهات المسئولة عن المشروع ولذلك تأخر الانتهاء من المشروع رغم أنه كان من المفترض الانتهاء منه منذ عدة سنوات. بينما يقول عبدالعزيز صبيحة بالمعاش: إن المحطة الرئيسية للمشروع تم افتتاحها العام الماضي رسميا وهو ما يؤكد أن العمل بالمشروع يسير بشكل عشوائي وخاطئ, حيث كان يجب الانتهاء من محطات الرفع والخطوط الفرعية للمشروع قبل افتتاح المحطة الرئيسية وأن يتزامن هذا الافتتاح مع استكمال المشروع بشكل كامل وفي توقيت واحد. وأضاف أن جميع منازل القرية اصبحت عائمة علي مياه الصرف الصحي التي تسربت في جوف الأرض نتيجة اعتماد جميع منازل القرية علي البيارات الموجودة أمام كل منزل ويتم كسحها عن طريق عربات الكسح بشكل مستمر وهو ما أصبح ينذر بحدوث كارثة تهدد منازل ومباني القرية بسبب تشبع باطن الأرض المقامة عليها هذه المنازل والمباني بمياه الصرف الصحي. أما سعد الشاذلي موظف فيؤكد ان البيارات التابعة لمشروع الصرف الصحي موجودة في معظم شوارع القرية الضيقة ومفتوحة علي مصراعيها دون أي تأمين مما يجعلها مصيدة للأطفال المهددين بالسقوط داخلها ولعل الحادث المؤلم والمأساوي الأخير الذي راح ضحيته أربعة من الأبرياء يؤكد ذلك. وأضاف أن هناك اهمالا في تأمين هذه البيارات المكشوفة والتي ابتلعت احداها الضحايا الأربعة وهي بيارة بعمق عشرة أمتار وغير مجهزة بدليل تكرار الحادث نفسه العام الماضي وراح ضحيته اثنان من العاملين بالمشروع وهو ما أصبح يتطلب وقفة حاسمة من جميع الجهات المسئولة بمحافظة الغربية.