عادت مشكلة المياه الجوفية بالإسماعيلية تطل برأسها من جديد وتهدد المساكن والأراضي الزراعية علي حد سواء بعد أن ارتفع منسوبها ووصل لدرجة الخطورة واصبح الوضع لا يمكن السكوت عليه. رغم أنه قتل بحثا من قبل وصدرت بشأنه توصيات لم يتم تفعيلها في عهد النظام البائد وقد حان الوقت ان تشارك جميع الأجهزة المعنية في تقديم الحلول العاجلة لها. يقول محمد فتح الله موظف: إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في حي عرايشية مصر والجزء الشرقي من حي السلام ينذر بوقوع كارثة بعد أن تسربت المياه للشوارع وأسفل المنازل وتسببت في هبوط البعض منها بشكل ملحوظ وتأثرت اساساتها, وهذا معلوم لدي المسئولين التنفيذيين لكن الجميع ملتزم الصمت ويدير ظهره لمشكلة مزمنة وليست وقتية ويحاول ان يلقي بتبعاتها علي الآخرين. ويضيف أسامة عبدالعال تاجر أن البدرومات في عمارات حي الشيخ زايد اقتحمتها المياه الجوفية وغالبيتها تحولت مع أزمة الاسكان إلي شقق يسكنها البسطاء الذين فوجئوا بأنهم يعيشون علي صفيح ساخن فالمياه غطت أثاثهم المتواضع و هرب البعض منهم من هذه الأماكن واضطروا للإقامة عند أقاربهم حتي يحافظوا علي أبنائهم من الأمراض التي تسببها المياه الجوفية الراكدة, وقال: مرت علينا لجان كثيرة تأتي للدراسة والبحث وتقدم الوعود لنا دون فائدة والوضع كما هو عليه عذاب ومأساة لا يرضي عنها أحد, ويشير مؤمن عبدالهادي سائق إلي أن المياه الجوفية كونت بركا ومستنقعات في القنطرة شرق وأصبحت تهدد المساكن بالانهيار وعندما استفسرنا عن سر ذلك فأخبرونا بأن الأرض التي أقمنا عليها منازلنا منخفضة وتقع علي مقربة من المجري الملاحي لقناة السويس ومعرضة بين الحين والآخر لارتفاع منسوب المياه الجوفية داخلها لكن المسئولين قدموا الوعود لنا بإنشاء مصرف بطول7 كيلو مترات يساعد علي القضاء نهائيا علي مشكلة زيادة المياه الجوفية لأنها لن تؤثر فقط علي المنازل وإنما سوف تدمر المنطقة الصناعية بالكامل ونطالب اللواء جمال امبابي محافظ الإسماعيلية بأن يأتي لزيارتنا ويفعل هذا المشروع الخدمي الذي يحافظ علي حياة اكثر من50 ألف نسمة من التشرد والدمار. ويوضح جمال إسماعيل مدرس أن هناك مخزونا من المياه الجوفية في منطقة الكيلو2 يرتفع كل عام ويدمر الحدائق المثمرة سواء المانجو أو الموالح والتي هجرها اصحابها وبدأوا في بيع أرضها وللأسف هذه الظاهرة مازالت قائمة دون حلول والمياه الجوفية بدأت تزحف نحو المساكن وكل ما نخشاه أن تنهار فوق رؤوس قاطنيها والسبب في ذلك هو تأخر إقامة مصارف لسحب المياه أو بيارات للصرف الصحي داخل هذا التجمع السكني الذي نعاني فيه مشاكل. ويؤكد عطية شومان تاجر: إن مساكن مدينة المستقبل التي يتم بناؤها حديثا بملايين الجنيهات للشباب حديثي الزواج تسربت اليها المياه الجوفية بعد أن غطت منطقة الكرايم المجاورة لها وهناك من أعد دراسة بشأن هذا الملف وقام بعرضها علي المجلس الشعبي المحلي المنحل الذي أصدر توصياته في حينها بإقامة مصرف لتحريك المياه الجوفية التي ارتفع منسوبها وكونت بركة كبيرة في الكرايم زاد من خطورتها قيام بعض المصانع الاستثمارية بإلقاء الصرف الصناعي الخاص بها في هذا المكان حتي اتسع وأصبح يهدد مدينة المستقبل ولابد من اعتماد المبالغ المالية اللازمة للبدء في إنشاء المصرف فورا ودون تأخير حتي ولو بالجهود الذاتية. ويتابع فوزي عبدالعاطي مزارع الكلام: الأراضي الزراعية بمركز ومدينة التل الكبير هي الأكثر تضررا من غيرها, حيث ارتفع منسوب المياه الجوفية وهجرها اصحابها وهناك من بدأ يزرع محصول الأرز مستغلا هذه المشكلة لكن المسئولين حاربوا كل من لجأ لتلك الحلول الواقعية ونذكر ان لجنة الزراعة والري في مجلس الشعب المنحل قامت بزيارة ميدانية وقدموا وعودهم لنا بأن مشكلة المياه الجوفية سوف تنتهي بالتوسع في اقامة الصرف المغطي وذهب هؤلاء بكلامهم المعسول ووعودهم الكاذبة. وبقي الوضع علي ماهو عليه. من جانبه أرجع المهندس سعيد عبدالعظيم وكيل وزارة الري بالإسماعيلية مشكلة زيادة منسوب المياه الجوفية علي مستوي المحافظة إلي حدوث تسرب في خطوط مياه الشرب والصرف الصحي في باطن الأرض نتيجة أعطال قد تحدث في أي وقت ولابد من مراجعة دورية لها ولا توجد علاقة للمجاري المائية في زيادة منسوب المياه الجوفية وتجب إقامة مصرف زراعي حول أراضي جمعية العاشر من رمضان التي تقتحم مياهها الناتجة عن الري بالغمر مناطق عدة منها الكيلو2 والمستقبل حتي انها دخلت علي حي ثان, وطالب المزارعين باتباع نظام الري بالتنقيط لأنه الوحيد الذي يساعد علي القضاء علي ظاهرة المياه الجوفية, وقال: ليس لدينا مانع من تقديم خبراتنا في معالجة هذه المشكلة التي نعترف بخطورتها.