رحب اسرائيليون أمس بصفقة تبادل الأسري التي يتم بموجبها الإفراج عن الجندي جلعاد شليط بعد خمس سنوات في الأسر مقابل إطلاق سراح الف سجين فلسطيني. لكن المشاعر كانت مختلطة إزاء التبادل الذي تم الاتفاق عليه بعد مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية( حماس). وقال وزير الامن الداخلي ماتان فيلنائي لراديو اسرائيل' نحن نثبت.. أن كل جندي من جنودنا يمثل عالما في حد ذاته بالنسبة لنا وسنبذل جهدا فائقا لنعيده الي الوطن. الاتفاق صعب لكنه افضل ما يمكن التوصل اليه في ظل هذه الظروف.' وأضاف أن الشروط التي تمت مناقشتها منذ أخذت المفاوضات السرية طابعا جديا قبل نحو ثلاثة اشهر لم تعط لحركة حماس التي تحتجز شاليط كل ما طلبته. وقال فيلنائي' حصلنا علي أقصي ما استطعنا الحصول عليه. ونثبت مجددا أننا سنبذل جهودا فائقة لإعادة جنودنا الي الوطن. هذا هو الوضع بالنسبة لكل أسرة تعيش في اسرائيل.' وحصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو علي موافقة الحكومة بالأغلبية علي التبادل في جلسة خاصة عقدت ليلا. وكان يقع تحت ضغط شعبي مستمر لإعادة شاليط الي بلاده. لكن بعض الوزراء عارضوا الاتفاق وحذروا من أنه سيشجع علي احتجاز النشطاء الفلسطينيين المزيد من الرهائن. وقال عوزي لانداو وزير البنية التحتية الوطنية وهو واحد من ثلاثة في الحكومة المؤلفة من29 وزيرا لم يدعموا الاتفاق' الإفراج عن الإرهابيين رسالة بسيطة مفادها أن عمليات الخطف تؤتي ثمارها. الإرهاب يؤتي ثماره. ونقل راديو' صوت اسرائيل' عن كوهن قوله إن عقد صفقة التبادل قد يشجع ما وصفها بالمنظمات الارهابية علي اختطاف المزيد من جنود الاحتلال الاسرائيليين, مضيفا مع ذلك ان الصفقة هي الطريق الأمثل لإعادة الجندي جلعاد شاليط إلي ذويه. وقد وحدت صفقة تبادل الأسري التي تمت برعاية مصرية الفصائل الفلسطينية تحت علم واحد( علم فلسطين), وبدا ذلك في المسيرات الحاشدة التي انطلقت أمس من مقر خيمة الاعتصام الدائمة أمام مقر الصليب الأحمر وطافت شوارع مدينة غزة ابتهاجا بالصفقة. وأعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن شكره وتقديره للحكومة المصرية لمساهمتها في نجاح اتمام صفقة تبادل الأسري لإعادة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط, كما وجه شكره إلي الحكومة الالمانية لدعمها طوال الخمس سنوات الماضية لإبرام هذه الصفقة. في غضون ذلك أكد الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين( إحدي الفصائل الثلاث التي قامت بأسر جلعاد شاليط) أبو مجاهد ان الجندي الإسرائيلي لا يزال في مكان احتجازه, نافيا ما تردد حول تسليمه لإحدي الدول في إطار بدء الخطوات العملية لتنفيذ صفقة تبادل الاسري. بينما قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة' حماس', إن شاليط لن يكون الأخير طالما احتجز الاحتلال أسري فلسطينيين, مؤكدة التزمها تجاه كل أسير خلف قضبان الاحتلال بأن تحرره وأن تفك القيد الذي حول معصمه وأن يخرج إلي أهله سالما. وأكد أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام إن عملية تبادل الاسري تمت وفق شروط المقاومة ووفقا للمعاير التي وضعتها المقاومة منذ اليوم الأول لأسر شاليط.