عكس التيار وخروجا عن المألوف وبعيدا عن كل التوقعات حقق إنبي مفاجأة من الوزن الثقيل بفوزه بكأس مصر للمرة الثانية في تاريخه بعد تغلبه علي الزمالك1/2 في المباراة النهائية التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس في ستاد القاهرة وسط ما لا يقل عن70 ألف متفرج ازدحمت بهم مدرجات الإستاد جاءوا وكلهم أمل وشوق لعودة عصر البطولات للزمالك ولكن خذلهم فريقهم وسقط من جديد. والمثير أن إنبي حقق الفوز في ظل ظروف صعبة للغاية بداية من خسارته لنجومه قبل الدوري مثل وليد سليمان مرورا بتمرد أبرز لاعبيه إسلام عوض نهاية بما شهدته المباراة فأولا خسر جهود قلبي دفاعه عمرو فهيم وعبد الظاهر السقا للإصابة.. والثاني أن الزمالك تقدم عليه بهدف مبكر في الشوط الثاني سجله عمرو زكي في الدقيقة الرابعة.. ثم تعادل عادل مصطفي من ركلة جزاء في الدقيقة السابعة وفي الدقيقة35 سجل أحمد عبد الظاهر أغلي الأهداف.. ليضرب إنبي ثلاثة عصافير بحجر واحد استعادة الكأس بعد غياب.. والثاني استرداد ثقته والثالث أنه أثبت أنه لم يتأثر كثيرا بتخفيض الميزانية. جاء الشوط الأول متوسط المستوي سيطر الزمالك علي معظم فتراته ولكن لم تكن له خطورة علي مرمي محمد أبو جبل حارس مرمي إنبي بعدما فشل خط وسطه في بناء هجمة واحدة منظمة في ظل الصرامة الدفاعية التي ميزت منافسه خاصة في الثلثين الأوسط والدفاعي والذي احتاج لثلاثة أشياء لضربه الأول العمل الفردي للاعبي وسط الملعب والمهاجمين.. والثاني التحرك المنظم لسداسي الوسط والهجوم.. والثالث الضغط علي إنبي في مساحات متقدمة من ملعبه. وإذا كان دفاع إنبي تألق في الشوط الأول وأغلق الملعب ومنع الزمالك لأول مرة منذ مباريات طويلة في أن يلعب45 دقيقة كاملة دون صناعة فرصة واحدة أو بناء هجمة منظمة فإن ثلاثي وسط الملعب محمد شعبان ومحمد صبحي وعادل مصطفي كانت لهم أدوارهم المحورية وطبقوا كثيرا الدفاع المزدوج وساندوا بشكل رائع وصنعوا حائط صد مميزا أدي لتباعد خطوط الزمالك رغما عن أنف لاعبيه بعدما اضطروا للابتعاد عن المناطق المؤثرة. واضطر لاعبو الزمالك إلي العودة للخلف كثيرا خاصة شيكابالا للتسلم والتمرير القطري في الوقت الذي كان دوره أساسيا ومحوريا في الثلث الهجومي علي اعتبار أنه الأكثر كفاءة في التعامل الفردي والأفضل في المهارة ويكفي للتدليل علي ذلك أن كل الخطورة التي صنعها الزمالك في الشوط الأول كان سببها تحرك من شيكابالا في مناطق مؤثرة في الثلث الهجومي.. واهمها عندما تحرك عرضيا في الدقيقة21 وسدد قوية من25 ياردة أنقذها محمد أبو جبل. والثانية عندما مرر عرضية ارتدت من دفاع إنبي لحازم إمام الذي سدد قوية مرت بجوار القائم الأيمن لكن أخطر الفرص كانت لشيكابالا أيضا عندما تسلم الكرة وراوغ وتحرك عرضيا وسدد كرة قوية إرتطمت بالدفاع وتهيأت أمام عمرو زكي الذي رواغ مانو ثم سدد بشكل سيئ.. وفي المقابل لم يشكل إنبي أي خطورة علي الإطلاق علي مرمي عبد الواحد السيد الذي لم يختبر علي الإطلاق لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي صفر- صفر. وفي الشوط الثاني هاجم الزمالك بقوة بعدما بدا في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول أن حالة التجانس بين قلبي دفاع إنبي مانو الذي لعب بجوار عبد الظاهر السقا ليست في نفس قوتها في وجود الثنائي عمرو فهيم والثاني فارتبك في البداية خاصة وأن حسين علي لم يكن بنفس قدرات مانو الدفاعية في وسط الملعب وهو ما منح الكثير من مرونة الحركة للاعبي الزمالك وأدي لتقارب كبير بين لاعبي الوسط وثنائي الهجوم فازدادت الفاعلية في أول خمس دقائق التي شهدت أكثر من هجمة منظمة وجيدة للزمالك ولم تمض الدقيقة الرابعة حتي لعب حازم إمام عرضية تحرك لها عمرو زكي بشكل مميز للغاية نحو القائم الأيسر لمحمد أبو جبل ليسددها برأسه نموذجية في الزاوية العكسية مسجلا الهدف الأول للزمالك. وهاجم إنبي بقوة بعد الهدف وارتبك الزمالك وتحرك عادل مصطفي وتحول للاعب وسط مهاجم وسانده محمد شعبان بكفاءة كبيرة وتأتي الدقيقة السابعة ليتلقي أحمد رءوف كرة داخل منطقة الجزاء يراوغ بها محمود فتح الله الذي سقط علي الأرض ولمس الكرة بيده ليحتسبها الحكم السويسري جيروم ركلة جزاء سددها عادل مصطفي تلمس يد عبد الواحد السيد وترتطم بالقائم ثم به وتتهيأ من جديد لعادل مصطفي الذي سددها داخل المرمي الخالي من حارسه مسجلا هدف التعادل. ويتعرض إنبي لضربة قوية بخروج عبد الظاهر السقا مصابا ونزول رامي صبري لتقل قوة وصرامة دفاع الفريق بشكل كبير ويضطر لاعبوه للتكتل الدفاعي غير المنظم مما منح الزمالك القدرة علي السيطرة علي الكرة وحصار منافسه في وسط ملعبه.. ويتحرك عمرو زكي من عمق الملعب ويخترق ويسدد كرة قوية يحولها محمد أبو جبل لضربة ركنية.. ويخرج حازم إمام المصاب ويلعب عمر جابر في الناحية اليمني ليزيد من الحيوية فيها. ويتحول شيكابالا لجناح أيسر بشكل صريح ويلعب كرة عرضية رائعة في الدقيقة 26 لأحمد حسن خلف الدفاع غير المراقب وعلي بعد خطوات من المرمي ولكنه يسددها برأسه فوق العارضة مهدرا فرصة سهلة للتهديف. والمشكلة أنه في الوقت الذي كان يحتاج فيه الزمالك لضرورة التمركز في عمق منطقة الجزاء من رأسي الحربة كان يفرط عمرو زكي في الخروج ثم زاد من الأزمة سحب حسن شحاتة لأحمد جعفر ودفعه بعلاء علي كجناح أيمن صحيح أن المدير الفني للزمالك بني حساباته علي أساس فتح عرض الملعب لضرب التكتل الدفاعي باللعب بما يشبه جناحين ورأس حربة إلا أن الأزمة لم تكن في وصول الكرة في منطقة جزاء إنبي أو في الاختراق الذي لم تكن هناك مشكلات فيه وإنما كانت في الكثافة العددية في عمق منطقة الجزاء وكيفية التحرك لها وعندما أحسن الزمالك تنظيمهلم يجد صعوبة في التسجيل. وعلي غير المتوقع وضد سير المباراة تلعثم إبراهيم صلاح في كرة في وسط الملعب ليتسلمها أحمد رءوف ويخترق في المساحات الخالية ويدخل منطقة الجزاء ويلعب عرضية لحظة ضغط صلاح سليمان عليه لزميله أحمد عبد الظاهر غير المراقب يسددها قوية داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني. ويضطر حسن شحاتة لتعديل وضعه الهجومي من جديد والعودة للعب برأسي حربة مرة أخري عندما دفع بحسين حمدي بدلا من أحمد حسن ليصبح الزمالك يهاجم باربعة لاعبين ولكن المشكلة كانت في التنظيم والقدرة علي صناعة اللعب من الثلث الأوسط سواء بعمل فردي أو جماعي منظم ويلعب صالح جمعة في وسط إنبي فينجح في السيطرة علي الكرة عند فقده لها لينتهي اللقاء1/2 لإنبي.. ويخسر الزمالك بطولة كان قاب قوسين أو أدني منها وفي غاية السهولة.