واشنطن وكالات الأنباء: القت شرطة بوسطن القبض علي عشرات المتظاهرين من حركة احتلوا وول ستريت, في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة السبت المقبل موعدا للتحرك ضد المصارف. فقد فقد ألقت شرطة مدينة بوسطن الأمريكية القبض أمس علي عشرات المتظاهرين المنتمين لحركة' احتلوا وول ستريت' التي انتشرت في مدن رئيسية في أنحاء الولاياتالمتحدة. بدأت الاعتقالات بعد أن رفض المتظاهرون مطالب الشرطة بالابتعاد باحتجاجهم عن منطقة عامة تم تجديدها أخيرا, وكانت الشرطة تريد من المتظاهرين الانتقال إلي مكان الاحتجاج الأصلي وهو ساحة ديوي, حيث أقام المتظاهرون مدينة من الخيام. وقد هددت الشرطة المتظاهرين الذين لا يطيعون أوامرها بتهمة التجمع غير القانوني, والتعدي علي أملاك الغير. وينتمي العديد من المحتجين الذين تم اعتقالهم أمس لمجموعة' احتلوا بوسطن', وهي فرع من حركة' احتلوا وول ستريت' التي بدأت الشهر الماضي في نيويورك. ومع دخولها الأسبوع الرابع واكتسابها زخما داخليا, أعلنت حملة احتلوا وول ستريت, السبت المقبل, موعدا للتحرك ضد المصارف, في حين تستمر حركة الاحتجاجات السلمية في حي المال بنيويورك, التي وصفها سياسي أمريكي بأنها صراع طبقات ودعت حملة احتلوا وول ستريت, علي صفحتها بالموقع الاجتماعي, فيسبوك, لتوجيه الاحتجاجات, ضد ما يعتبره المحتجون ظلما اجتماعيا نتيجة النظام المالي, نحو المصارف السبت المقبل. وجاء في دعوتها الالكترونية: لن تصادر المصارف بيوتنا, ولن تسلب الطلاب المستقبل, ولن تقدر علي تدمير البيئة, ولن تمول الحروب البائسة, ولن تتسبب المصارف في كم هائل من البطالة, كما لن تحقق أرباحا من الأزمات الاقتصادية دون مشقة. ودعت المشاركين في احتجاج السبت للتوجه الي المصارف المحلية بمناطقهم التابعة الي بنك أوف أمريكا وويلز فارغون أو تيش لنقول لهم إننا لن نسمح بمزاولة الأعمال كالمعتاد وختمت الدعوة بالقول: نحن سوف نحتل كل مكان. ومن ذيوع حركة احتلوا وول ستريت وانتشارها حول العالم لتصل الي185 موقعا والعدد في تزايد, يتهافت الناس من سياسيين ورجال إعلام لمعرفة من يقف وراء حركة الاحتجاجات هذه. وقد دفعت قوة الحركة وزخمها الرئيس باراك أوباما وعددا من شيوخ الكونجرس ورئيس الاحتياطي الفيدرالي بالولاياتالمتحدة الي النظر اليها بعين التقدير والاحترام, حيث استطاعت أمس الأول تنظيم مظاهرات في مدن واشنطنونيويورك وجاكسو نفيل وموبايل وبورتلاند الأمريكية. كما أن الساسة والإعلاميين يقولون إن محاولات تحديد زعيم أو زعماء للحركة تستدعي إثارة اسئلة أكثر إلحاحا مثل: هل للحركة أي زعيم؟ فإن لم يكن لها فهل ذلك يعني أن مصيرها الفشل؟ من يتحدث باسم تلك الجماهير الهادرة وهل لهم صوت واحد يتحدث باسمهم؟ وما هي نقاط القوة والضعف في حركة بلا زعامة؟ وماذا تعني الزعامة أصلا في عصر الإعلام الاجتماعي؟. ويقول أستاذ علوم الاتصال بجامعة فوردهام بول ليفينسون إن جماعة احتلوا وول ستريت والحركات ذات الصلة بها تمثل بعثا جديدا للديمقراطية المباشرة التي لم تكن معروفة منذ العصور الغابرة. ويضيف ليفنستون قائلا: إن الخطر يكمن دوما في أن مثل هذه الجماعات قد تتحول الي حركات غوغائية لكن من مزاياها أن قراراتها تعبر حقا عن إرادة الشعب وترضي غرور المشاركين فيها أكثر من القرارات التي يتخذها زعماء منتخبون. وتشعر الجماهير في قطاع لوس أنجلوس بالفخر الشديد لعدم وجود قيادة لحركتهم ونهجها غير المنحاز لجهة. وفي ذلك يقول جو بريونس وهو طالب يدرس السينما إن أي فكرة تطرح ولكنها لا تروق للأغلبية توضع علي الرف. وتري أستاذة علم الاجتماع بجامعة جنوب كاليفورنيا, نينا الياسوف أن المشكلة ليست في افتقار تلك الحركات للزعامة بل في عدم وجود متحدث رسمي باسمها وتردف قائلة إن الولاياتالمتحدة شهدت طوال السنوات الثلاثين الماضية من نشاط الحركات السياسية العديد من المجموعات التي تعوزها القيادة ومع ذلك فقد كان بعضها ناجحا ومنظما تنظيما جيدا. غير أن خبير الاستراتيجيات بالحزب الجمهوري ديفيد جونسون يزعم أن هناك يدا كبيرة مرشدة لتلك الحركات, وأن القيادة في هذه الحالة تمسك بزمام الأمور من وراء ستار وهي مقربة من الحزب الديمقراطي والتنظيمات التقدمية الأخري.