اكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء انه يتم العمل مع الجانب السوداني لاقامة علاقة استراتيجية وتكاملية بين مصر والسودان منوها الي ان مصلحة مصر من مصلحة السودان ومصلحة السودان من مصلحة مصر, وقال مصر والسودان لديهما قدرات هائلة نعمل علي تحسين مفرداتها التي تشوهت في العهد السابق وذلك من خلال فكر جديد يقوم علي العمق والاستراتيجية. ووصف شرف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني امس علاقات مصر بالسودان بانها علاقات تاريخية وغالية. من جانبه قال علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني ان زيارته والوفد المرافق له لمصر في هذه المرحلة تعد تأكيدا لدعم السودان لمصر في هذه المرحلة واستعدادها للوقوف الي جانبها حتي تعبر هذه المرحلة الانتقالية. واوضح انه سيتم خلال الزيارة تناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والمشروعات المشتركة الجاري تنفيذها, مشيرا الي انه تم الاتفاق علي الانتقال في العلاقات الثنائية الي افق استراتيجي واسع يتم فيها تغليب المصلحة المشتركة للبلدين. واعرب طه عن تطلعه الي ان تتمكن المشروعات المشتركة من تأمين حاجات شعبي البلدين في كل المجالات, مؤكدا ان جهد الحكومات هو توفير المناخ الاستثماري المناسب علي ان تكون المبادرة بعد ذلك في يد الشعب والقطاع الخاص والمؤسسات الاهلية. واضاف نتطلع الي ان يكون أداة الإعلام لاعادة تصحيح الصورة في العلاقة بين البلدين والتي تعرضت للتشويه خلال الفترة الماضية, وذلك حتي نتجنب السلبيات ونؤسس علاقة جديدة كانت وستستمر تاريخية وازلية. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت الثورة المصرية قد انجبت نظاما حرا مستقلا اكد شرف ان الشفرة تكمن في حق الشعوب في الحكم وان تكون الشعوب هي المعادلة وليست جزءا من المعادلة وفق آلية الديمقراطية وآليات للمحاسبة. واوضح ان تداول الصلح قد يحدث به تشوه بدون وجود آلية محددة قائلا إننا في مرحلة تهدف الي تحول مصر الي الديمقراطية التي تتيح التنمية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن جانبه اكد علي عثمان طه انه جاء والوفد المرافق له الي مصر لتأكيد دعم السودان لمصر ولتأييد استقرارها والتشاور حول كيفية توظيف القدرات في البلدين من منظور استراتيجي وفق المصلحة المشتركة. ووصف شرف الزيارة الحالية لعلي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني لمصر بانها حلقة من حلقات الزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين الي جانب المرحلة الاخيرة التي تؤكد عمق العلاقات المصرية السودانية والرغبة في تطويرها. وقال شرف ان العلاقات بين البلدين عميقة, وان التوافق السياسي بينهما رغم انه علي مستوي عال الا انه لم ينعكس بعد علي ارض الواقع خاصة في العلاقات الاستراتيجية مما يتطلب المزيد من المباحثات والنقاشات وان ذلك هو ما يحدث الآن من اجل استغلال كل القدرات الكامنة في البلدين. واوضح رئيس الوزراء ان مباحثاته امس مع الجانب السوداني تطرقت الي دعم آليات التعاون الاقتصادي بين البلدين بالاضافة الي تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي لبدء مرحلة خالية من اي مشاكل واحداث التكامل المشترك. وردا علي سؤال حول مدي تفعيل التعاون المصري السوداني في اطار البروتوكولات السابقة التي تم توقيعها قال رئيس الوزراء ان التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف ثلاث مرات خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة, منوها الي ان استثمارات مصر في السودان بغلت5,5 مليار دولار مما جعلها تأتي في المرتبة الثانية عربيا والسابعة عالميا. واضاف اننا نحاول تغيير الثقافة التجارية والاستثمارية, مشيرا في الوقت ذاته الي ان مصر تمر حاليا بمرحلة انتقالية تحاول فيها ارساء قواعد جديدة في التعامل مع العالم الخارجي, وانها ستبدأ في هذا المجال بالتعاون مع السودان. ومن جانبه, اشار علي عثمان الي ان الجانبين قد عقدا العديد من الاجتماعات المشتركة منذ زيارة شرف الاخيرة للسودان حيث عقدت لجان ثنائية للتعاون في مجالات الطرق والنقل البري. ولفت الي ان هناك ترتيبات تجري حاليا لافتتاح الطريق الشرقي بين البلدين خلال شهرين بالاضافة الي ترتيبات لاستكمال طريق آخر تمهيدا لافتتاحه منتصف العام المقبل. وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الاستثمار الزراعي اوضح طه ان هناك مشروعا استرشاديا بين الجانبين يتم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الأسترالي علي مساحة18 الف فدان في السودان تمهيدا للتوسع في التجربة مستقبلا. وفيما يتعلق باستيراد اللحوم السودانية من جانب مصر, اكد طه ان هناك دراسات في هذا الامر قد تم استكمالها لاقامة شركة مشتركة بين الجانبين مشيرا الي انه يجري حاليا ترسية العطاء لاقامة المشروع في منطقة مشتركة. واوضح ان هناك مشروعات مشتركة يجري تنفيذها في هذا المجال بين رجال الاعمال بالبلدين في ضوء تشجيع الحكومتين لرجال الاعمال علي اقامة المشروعات المشتركة. وحول التنسيق الثلاثي المصري السوداني الإثيوبي لدراسة آثار سد النهضة المزمعة اقامته في اثيوبيا, قال طه انه يجري التشاور حاليا بين مصر والسودان للتنسيق واتخاذ موقف موحد نأمل في ان يقود الي تفاهم ثلاثي يراعي مصلحة الدول الثلاث.