سوق الجمعة بالإسماعيلية من أكبر المناطق الخدمية علي مستوي المحافظة وتقع في وسط المدينة العاصمة يتردد عليها الآلاف من المواطنين يوميا لشراء احتياجاتهم من الخضر والفاكهة واللحوم والأسماك الطازجة والمجمدة, وبرغم أهميتها, فإنها تعاني الإهمال الشديد الذي جعل منها بؤر تلوث بمعني الكلمة, فتلال القمامة من حولها والإشغالات بالجملة تقع في نطاقها والمشاجرات والسرقات والتحرشات من الخارجين علي القانون عرض مستمر, خاصة في أوقات الذروة, حتي ضاقت السوق علي من بداخله ولابد من البحث عن نقلها أو تطويرها علي وجه السرعة, بعد أن تحولت إلي منطقة عشوائية. يقول محمد عبدالعال, موظف: إن عدد الباعة الجائلين تضاعف بعد الأحداث السياسية الأخيرة وامتلأت بهم السوق التي يصعب الدخول إليها في النهار أو الليل, حيث تسيطر عليها العشوائية في كل مكان والقانون لا وجود له في هذا المكان, فالأقوي وصاحب الصوت العالي هو الذي يأخذ حقه. ويضيف أحمد عبدالله, سائق: أن أصحاب المحلات الأصليين في مدخل سوق الجمعة عندما شاهدوا الباعة الجائلين يضعون بضاعتهم أمامهم من خضر وفاكهة اضطروا لنهج سلوكهم وتركوا متاجرهم وخرجوا بالفروشات حتي أنهم اقتربوا من الطريق العمومي الذي تستخدمه السيارات. وتشير فتحية القاضي, ربة منزل, إلي أنها تتردد علي سوق الجمعة وتعاني بشدة من الزحام داخلها والناتج عن قيام البعض من الباعة الجائلين بوضع فروشاتهم في الطرقات, الأمر الذي يصعب معه الحركة بسهولة وينتج عن ذلك مشكلات لا حصر لها من معاكسات ومضايقات للفتيات والسيدات, وهذا يحدث عن طريق أشخاص من أرباب السوابق يستغلون نشاط حركة البيع والشراء في أوقات الذروة لافتعال المشاجرات, حسب قولها. ويوضح محمود عبدالصمد, أعمال حرة, أن المسئولين عن حي ثان لا يعنيهم سوق الجمعة, حيث أهملوا نظافتها حتي خرجت منها الروائح الكريهة وتراكمت القمامة بالأطنان داخلها ولن يتم التخلص منها الآن إلا بإعادة فتح السوق لحركة السير بعد أن غطتها المظلات والخيام, وعلي حد قولها, فإنه وقبل نقل سوق الجملة كان الوضع أفضل مما هو عليه الآن. ويؤكد علي العركي, مدرس, أنه تم إنشاء مركز تجاري مكون من طابقين داخل نطاق سوق الجمعة منذ سنوات قليلة ولم يتم استغلال المحلات الموجودة به والتي تم بيعها في مزاد ومازالت مغلقة بحجج واهية, مطالبا محافظ الإسماعيلية بفتح هذا الملف, لأن تشغيل هذا المبني سيرحمنا من العشوائيات الموجودة حوله, ولابد من التصدي لظاهرة البلطجة بالسوق وعمل رخص للباعة الجائلين لمحاسبة المخطئ منهم, حيث إن هناك أشخاصا وافدين من محافظات أخري يأتون بالسلع الرديئة ويعرضونها للبيع, ومن هنا تحدث المشكلات مع الأهالي. وطالب محمد شعيب, بإحدي شركات التليفون المحمول, رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية بالمرور علي المناطق الحيوية لمتابعة القصور الحاد لدي المسئولين عن حي ثان, الذين تركوا الصرف الصحي والقمامة والفئران والكلاب الضالة والقطط والحشرات الطائرة تغطي سوق الجمعة التي يصعب التردد عليها, لأنها أصبحت بؤرة للتلوث, خاصة بجوار محلات الجزارة وبيع الدواجن. ويكشف رجب عبدالمتعال, مقاول, عن قيام البائعات الريفيات بتداول الطيور الحية دون ادني رقابة بيطرية أو تموينية, وهذا في حد ذاته يمثل خطرا صحيا علي المواطنين بخلاف أنهم يقومون ببيع الخبز المدعم بعد تجفيفه في أجولة لاستخدامه علفا للحيوانات, وهذا يحدث في العطلة الأسبوعية يوم الجمعة في الصباح الباكر, بالإضافة إلي طرح بعض السلع المنزلية مجهولة المصدر والمعلبات منتهية الصلاحية والملابس الجاهزة والأقمشة والأحذية, حتي المشروبات الصناعية الممنوع تداولها مثل الصوبيا والبوظة تباع بشكل عادي جدا في غياب مختلف الأجهزة المعنية.