كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 30 يونيو 2024    حسام هيبة: حزمة إصلاحات استراتيجية لتحول مصر لمركز إقليمي للاستثمارات    تحذيرات من هطول أمطار غزيرة على نيودلهي    إحصائية مميزة للأرجنتين في بطولة كوبا أمريكا 2024    نتائج أولية.. الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا    ظهور نتائج البكالوريا 2024 سوريا حسب الاسم ورقم الاكتتاب عبر موقع وزارة التربية السورية    ميتا تبدأ اختبار برامج المحادثة الآلية التي يطورها المستخدمون عبر استديو ميتا أيه آي على إنستجرام    محمد رمضان يكشف عن عمل سينمائي جديد مع سعد لمجرد    قناة MBC مصر تحصد 4 جوائز في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو ضرب البنية التحتية والهيكل العسكري لحزب الله في جنوب لبنان    30 يونيو.. الرائد محمود منير سيرة عطرة لرجال الشرطة الشهداء    بعد تراجعها.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الأحد 30 يونيو 2024    منتخب الأرجنتين ينتظر الإكوادور أو المكسيك لمواجهة أحدهما في ربع نهائي كوبا أمريكا    درجات الحرارة اليوم الأحد 30-6-2024 فى مصر    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    «زي النهارده».. ثورة 30 يونيو تطيح بحكم الإخوان 30 يونيو 2013    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 بعد آخر ارتفاع الأحد 30 يونيو 2024    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ياسر أيوب: اتحاد الكرة يعاني من تهديد الأهلي والزمالك في قرارات الانسحاب    إعادة ضخ المياه إلى منطقة الدقى وإستئناف تسيير حركة السيارات (تفاصيل)    هشام يكن: الزمالك أخطأ لخوضه مباراة سيراميكا كليوباترا    رهينة إسرائيلية مطلق سراحها: هل يمكننا أن نتعلم الحب وليس الكره    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوم العالم العربي يطلوّن في البرنامج الجديد «بيت السعد»    محمد كمونة: هدف الاتحاد السكندري صحيح 100%.. وعلينا تعيين حكام خبرة على تقنية ال VAR    "أبو الغيط": مبارك رفض التصدي للاتصالات الأمريكية مع الإخوان لهذا السبب    تفاصيل جديدة عن زواج نجوى كرم    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    الصحة: مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسرطان    ملف يلا كورة.. مصير الشناوي.. انتصار الزمالك.. ونهاية مشوار موديست مع الأهلي    «السيستم عطلان».. رابطة مصنعي السيارات تكشف أسباب تكدس العربيات في الموانئ    وزير خارجية اليمن: هجمات الحوثيين هدفها كسب تأييد شعبي والهروب من مشكلاتها    7 معلومات عن الأميرة للا لطيفة.. حزن في المغرب بعد رحيل «أم الأمراء»    أسعار ومواصفات بيجو 2008 موديل 2024    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    عصام عبد الفتاح يكشف فضيحة تلاعب كلاتنبرج بالخطوط لصالح الأهلي    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    عاجل.. لطلاب الثانوية العامة.. الأسئلة المتوقعة في امتحان الإنجليزي    عاجل.. فيروس "حمى النيل" يهدد جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وحالة من الرعب    اعرف وزن وطول طفلك المثالي حسب السن أو العمر    متحدث التعليم: شكلنا لجنة للوقوف على شكوى امتحان الفيزياء والتقرير في صالح الطلاب    عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    يورو 2024 - مدرب جورجيا: مؤخرا كرة القدم كانت مثل كرة تنس طاولة بين رونالدو وميسي    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    «الزنداني»: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هدفها كسب تأييد شعبي    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولات مشرفة في ذاكرة النصر

الرقيب محمد حسين محمود سعد أول شهيد مصري في حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدي قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب‏(‏ محمد حسين محمود سعد‏)‏ ولد عام‏1946‏ م.
ودرس في معهد قويسنا الديني وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية انضم إلي القوات المسلحة عام‏1968‏ م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة علي حرب اكتوبر‏..‏ وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلي سيناء وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته‏6‏ اكتوبر‏1973‏ م كان أول شهيد في أعظم معارك الشرف والفداء‏.‏
العقيد الشهيد محمد زرد
بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس اضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط برليف المحصن حاجزا امام عبور القوات المصرية إلي قلب سيناء الا ان الهجوم الكاسح اسقط كل هذه الحصون الا نقطة واحدة بقيت مستعصية علي السقوط في ايدي القوات المصرية وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو انها كانت مخصصة لقيادات اسرائيلية معينة وفشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الارض‏..‏ ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية‏..‏ وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن ان الاعلام المصرية اصبحت ترفرف فوق جميع حصون برليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الاساليب العسكرية للفرقة المواجهة له واذا بالارض تنشق عن العقيد محمد زرد يجري مسرعا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الاسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه والقي بقنبلة بداخله عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلي داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التي كان قائدا لها‏,‏ وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليون من داخل الموقع سيلا من الطلقات النارية اخرجت احشاءه من جسده‏,‏ وفي هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده وما هي الا ثوان معدودة واذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاءه الخارجة من بطنه بيده اليسري واليمني علي باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه‏..‏ سبحان الله‏..‏ واندفع الجنود المصريون إلي داخل الحصن واكملوا تطهيره‏,‏ ثم حمل الجنود قائدهم زرد إلي أعلي الحصن وقبل ان يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق آخر حصون خط برليف اقوي حصون العالم في التاريخ العسكري ثم يفارق الحياة بطلا نادر التكرار‏...‏
عادل القرش
أما البطل الثالث والذي ارتبط اسمه بتدمير دبابة ياجوري والمشاركة في أسره قبل ان يجهز علي‏13‏ دبابة اسرائيلية ويدمرها بمفرده‏..‏ هو الرائد عادل القرش‏,‏ كان يندفع بدبابته في اتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتي أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو كان الشهيد قائد السرية‏235‏ دبابات بالفرقة الثانية في قطاع الجيش الثاني الميداني في اتجاه الفردان ويرتبط اسمه بتدمير دبابة العقيد عساف وفي نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصري وأخلي عددا كبيرا من جرحانا بعد أن شارك في صد هجوم اسرائيلي صباح‏8‏ أكتوبر وأدي مهامه بكفاءة عالية‏,‏ عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه في اتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الاسرائيلي وتمكن البطل من تدميرها كاملة‏.‏
عاش القرش‏25‏ عاما في الاسكندرية وتخرج في الكلية الحربية دفعة يوليو‏1969‏ وشارك في حرب الاستنزاف‏.‏
إبراهيم الرفاعي‏(‏ اسطورة العمليات الخاصة‏)‏
ابراهيم الرفاعي عبدالوهاب لبيب‏,‏ من مواليد‏1931‏ العباسية القاهرة قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر‏1973‏ قائد المجموعة‏39‏ الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية قام بتنفيذ‏72‏ عملية انتحارية خلف خطوط العدو من بين‏1973,67,‏ قام بتدمير معبر الجيش الاسرائيلي علي القناة الدفرسوار حصل علي‏12‏ وساما تقديريا لشجاعته استشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمة لبطل عظيم بسالة وشجاعة المجموعة‏39‏ قتال للاسف لم تجمع حتي اليوم نظرا لانتساب جميع افرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حماية هوياتهم لم يتم نشر موسع لعملياتهم‏..‏ وقد يكون ما اعلمه عنهم ضحلا للغاية ولا يذكر فهم الذين قاموا صباح استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم‏6‏ الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض وابادة‏44‏ عنصرا اسرائيليا كانوا داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط وكانت النتيجة ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في‏9‏ مارس‏69‏ ان قتلاها‏(‏ تم تمزيق جثثهم بوحشية‏)‏ كما ان المجموعة‏39‏ قتال هي صاحبة الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام‏1968‏ عندما قامت اثناء تنفيذ احدي عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد وكانوا اول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثة اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم‏6‏ وفي‏22‏ مارس‏69‏ قام احد افراد المجموعة القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر عسكرية تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافة تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص رأس احدهم وما كان الا القائد الاسرائيلي العام لقطاع سيناء كانوا الفرقة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبدالناصر بكسر اتفاقية روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعة‏39‏ قتال إلي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحرية خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم أول من الف نشيد الفدائيين المعروف استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم‏(‏ المجموعة‏39‏ قتال‏)‏ صباح الخامس من اكتوبر‏73‏ عندما تم اسقاطها خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخبارية ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعة الاشباح‏.‏
الشهيد العريف سيد زكريا خليل
قصة الشهيد سيد زكريا خليل واحدة من بين مئات القصص التي ابرزت شجاعة المقاتل المصري‏,‏ ومن الغريب ان قصة هذا الجندي الشجاع ظلت في طي الكتمان طوال‏23‏ سنة كاملة‏,‏ حتي اعترف بها جندي اسرائيلي سابق في ميدان المعركة‏,‏ ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصة هذا الشهيد واطلقت عليه لقب‏(‏ أسد سيناء‏).‏
تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلي عام‏1996‏ في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين في الحرب‏,‏ وفي هذا العام اعترف سفير اسرائيل في المانيا الذي كان جنديا اسرائيليا لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل‏,‏ مؤكدا انه مقاتل فذ وانه قاتل حتي الموت وتمكن من قتل‏22‏ اسرائيليا بمفرده‏.‏
وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلي السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به اضافة إلي خطاب كتبه إلي والده قبل استشهاده‏,‏ وقال الجندي الاسرائيلي انه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل‏,‏ وانه بعدما نجح في قتله قام بدفنه بنفسه واطلق‏21‏ رصاصة في الهواء تحية الشهداء‏..‏ وجاء هذا الاعتراف للسفير المصري من قبل الجندي الإسرائيلي السابق بعد تردد بالغ في كشف هذا السر‏..‏ ويقول السفير الإسرائيلي انه كان مذعورا من هذا الشخص الذي يقتل رفاقه واحدا تلو الآخر ولم يكن يصدق انه نفر واحد‏..‏ وقال انه كان خائفا وكان مختبئا حتي تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد‏..‏
تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في اكتوبر‏73‏ لطاقمه المكون من‏8‏ افراد بالصعود إلي جبل‏(‏ الجلالة‏)‏ بمنطقة رأس ملعب‏,‏ وقبل الوصول إلي الجبل استشهد احد الثمانية في حقل الغام‏,‏ ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدي التباب واقامة دفاع دائري حولها علي اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم‏,‏ وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافها زمجرت‏50‏ دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتي تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها‏.‏
وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة‏,‏ ظهر البدويان ثانية واخبرا النقيب غازي ان الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق‏,‏ ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلي منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت باحد التلال وكانت مياه الشرب قد نفدت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبدالعاطي ومحمود بيكار إلي بئر قريبة للحصول علي الماء‏,‏ حيث فوجئوا بوجود‏7‏ دبابات إسرائيلية فعادوا لابلاغ قائد المهمة باعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس‏,‏ وتم تكليف مجموعة من‏5‏ أفراد لتنفيذها منهم سيد زكريا وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود‏3‏ دبابات بداخلها جميع اطقمها‏,‏ فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها‏,‏ وفي هذه المعركة تم قتل‏12‏ اسرائيليا‏,‏ ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتي هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أي مصري للانتقام منه‏,‏ ثم انضمت إليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدي الطائرات يطلب من القائد غازي تسليم نفسه مع رجاله‏.‏
وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الاسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة‏(‏ آر‏.‏ بي‏.‏ جي‏)‏ علي احدي الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها في محاولة للنجاة حيث تلقفهم سيد زكريا أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل‏22‏ جنديا‏.‏
واستدعي الاسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندي اشتبك معهم أسد سيناء وفي هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام‏,‏ ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع أفراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائة‏,‏ حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي اسرائيلي خلف البطل وافرغ في جسده الطاهر خزانة كاملة من الرصاصات ليستشهد علي الفور ويسيل دمه الذكي علي رمال سيناء الطاهرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين‏..‏ وقد كرمت مصر ابنها البار‏,‏ فبمجرد أن علم الرئيس السابق مبارك بقصة هذا البطل حتي منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي‏,‏ كما أطلق اسمه علي أحد شوارع حي مصر الجديدة‏.‏
العميد يسري عمارة
هو العميد يسري عمارة وكان وقت الحرب برتبة نقيب وهو البطل الذي أسر عساف ياجوري أشهر أسير اسرائيلي في حرب أكتوبر حيا علي أرض المعركة بالرغم من اصابته‏,‏ كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في أسر أول ضابط اسرائيلي واسمه‏(‏ دان افيدان شمعون‏.‏ عبر النقيب يسري عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة وكانت الفرقة تدمر كل شيء أمامها من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض‏.‏ وفي صباح‏8‏ أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء‏190‏ مدرع الاسرائيلي‏(‏ دبابات هذا اللواء كانت تترواح ما بين‏75‏ حتي‏100‏ دبابة‏)‏ القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلي النقاط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان‏.‏
وكان قرار قائد الفرقة الثانية العميد حسن أبو سعدة يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلي أرض قتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الامامي والتقدم حتي مسافة‏3‏ كيلو مترات من القناة‏,‏ وكان هذا القرار خطيرا وعلي مسئوليته الشخصية‏.‏ وفي لحظة فريدة لم تحدث من قبل ولن تحدث مرة أخري تم تحويل المنطقة إلي كتلة من النيران وكأنها قطعة من الجحيم‏,‏ وكانت المفاجأة مذهلة مما ساعد علي النجاح‏,‏ وفي أقل من نصف ساعة اسفرت المعركة عن تدمير‏73‏ دبابة للعدو‏.‏
وبعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أي مدرعة اسرائيلية أو أقراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة آخري حتي لو اضطر الأمر إلي منعهم بصدور عارية‏...‏ وأثناء التحرك نحو الشرق أحس النقيب يسري عمارة برعشة في يده اليسري ووجد دماء غزيرة علي ملابسه‏,‏ واكتشف انه أصيب دون أن يشعر‏,‏ وتم ايقاف المركبة والتفت حوله فوجد الاسرائيلي الذي أطلق النار عليه‏,‏ وفي بسالة نادرة قفز نحوه النقيب يسري وجري باتجاهه بلا أي مبالاة برغم انه حتي لو كان الجندي الاسرائيلي أطلق طلقة عشوائية لكان قتله بلا شك‏.‏ الا ان بسالة النقيب يسري أصابت الجندي الاسرائيلي بالذعر ووصل إليه النقيب يسري وفي لحظة كان قد أخرج خزينة البندقية الالية وهي مملوءة بالرصاص وضربه بشدة علي رأسه فسقط علي الأرض النقيب يسري عمارة بجانبه من شدة الإعياء‏.‏
وعقب افاقته واصلت الفرقة التقدم وعند طريق شرق الفردان لاحظ النقيب يسري وكانت يده اليسري قد تورمت وامتلأ جرحه بالرمال مجموعة من الجنود الاسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت‏,‏ ووجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وأجبروا علي الاستسلام وكانوا أربعة وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد‏,‏ فتم تجريده من سلاحه ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة طالما انه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم‏9‏ أكتوبر‏,...‏ وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء‏190‏ مدرع‏.‏ وقد أصدر قائد الفرقة تحية لأبطال الفرقة الثانية مشاة‏,‏ حيا فيها النقيب الجريح يسري عمارة ومجموعته التي أسرت قائد اللواء الاسرائيلي المدرع‏190.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.