100 يوم بالتمام والكمال مرت علي الكرة المصرية دون الكشف عن هوية المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الأول منذ الإعلان في الخامس من يونيو الماضي وعقب التعادل السلبي مع جنوب إفريقيا في التصفيات الإفريقية خلو منصب المدير الفني عقب تنحي حسن شحاتة عن مهمته في أعقاب الفشل ببلوغ نهائيات كأس الأمم الإفريقية وهي فترة زمنية قياسية نادرا ما تشهدها دول العالم. لم تمر رحلة المئوية الأولي في البحث عن خليفة لحسن شحاتة هادئة أولها أسباب يبرر بها التأجيل المتكرر في إعلان هوية المدير الفني الجديد بل حافلة بالخطايا والفضائح ارتكبها رجال الجبلاية دون المحاسبة حتي الآن. ويتصدر القائمة التي ضمت ملايين أجانب تفاوض معهم سمير زاهر رئيس الاتحاد بوب برادلي المدير الفني السابق للمنتخب الأمريكي الذي جرت إقالته عقب خسارته بطولة كأس أمم أمريكا الشمالية عام2011 بعد هزيمته في النهائي أمام المكسيك.. وهي البطولة التي أقيمت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكانت الجماهير تأمل في إحراز اللقب القاري بعد خيبة منتخبهم تحت قيادة برادلي في بطولة كأس العالم التي ودعت أمريكا منافساتها عقب الخسارة من منتخب غانا الإفريقي بهدفين مقابل هدف في دور الستة عشر. وجري ترشيح يوب برادلي عن طريق زكي عبدالفتاح حارس المحلة السابق الذي حصل علي الجنسية الأمريكية وعمل مدربا لحراس مرمي منتخب أمريكا مع برادلي. وضمت القائمة الصربي ميلوفان راجافيتش المدير الفني السابق لمنتخب قطر الذي جري التفاوض معه عقب إنهاء الاتحاد القطري العقد المبرم بينهما قبل أيام من انطلاق الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وتعيين البرازيلي لازاروني بدلا منه وإنهاء خدمة ميلوفان في قطر جاء لفشله في التعامل مع طبيعة اللاعب الصربي ودخوله في أزمات لا حصر لها مع اللاعبين وعدم تقديمه صورة فنية واضحة للمنتخب تحت قيادته.. وتم علي الفور إنهاء خدماته خشية تعرض قطر لنكسة في التصفيات المونديالية. وقبل قطر كانت هناك تجربة عربية فاشلة لميلوفان من خلال توليه تدريب فريق أهلي جدة السعودي بعد رفضه تجديد عقده مع منتخب غانا.. وقدم الأهلي بداية سيئة له في موسم2011/2010 مع ميلوفان وخسر عدة نقاط سهلة أبعدته عن المنافسة, ثم فسخ ميلوفان عقده مع أهلي جدة من طرف واحد عقب حصوله علي عقد مالي أكبر للعمل في منتخب قطر. ولا يختلف مواطنه زوراني عنه وهو أحد الأجانب الذين أتي بهم سمير زاهر للحديث عن الطموحات والتفاوض.. ولم يحقق زوران نجاحات قوية في الأعوام الستة الماضية وفشل في الإمارات أيضا. أما قمة الكوميديا فأتت مع الكولومبي ماتورانا الذي ابتعد عن مجال التدريب منذ فترة ولكن أتي به مسئولو الجبلاية إلي القاهرة عقب مشاركة المنتخب الوطني للشباب في كأس العالم تحت20 عاما في كولومبيا.. ولم يحقق ماتورانا إنجازات تدريبية في الأعوام الثمانية الماضية وله تجربة عربية فاشلة بالدوري السعودي وجرت إقالته سريعا. ومن أسرار دخول ماتورانا قائمة المدربين المحتملين ترشيحه لهذه المهمة من قبل مسئول في جمعية لاعبين محترفين بأوروبا تربطه صداقة بعضو في مجلس إدارة الاتحاد. تبدو خطيئة كبري في رحلة البحث عن خليفة لشحاتة تتمثل في عملية التفاوض مع نيلو فينجادا البرتغالي الهارب من تدريب الأهلي عام2009 بعد توقيعه عقدا بالرغم من فشله مع المنتخب الأوليمبي عام2007 في بلوغ التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية بأثينا. وهم التعاقد مع مدير فني عالمي.. كان من أدوات خداع الرأي العام من قبل مجلس إدارة سمير زاهر وتبرز هنا حالة الإيطالي مارشيلو ليبي المدير الفني السابق لمنتخب إيطاليا الذي فاز ببطولة كأس العالم عام2006 ثم ودع منافسات المونديال من الدور الأول في نسخة جنوب إفريقيا عام2010 وأصبح عاطلا. وفشل ليبي مع إيطاليا في بطولتي كأس العالم للقارات ثم كأس العالم في عامي2010,2009 وودع المنافسات في المرتين من الدور الأول ولم يتم تجديد عقده إلي جانب تقدمه في السن وتخطيه حاجز الستين مما تتراجع معه حيويته في العمل. إهانة المدرب الوطني من الخطايا التي لا تغتفر في رحلة البحث عن خليفة لحسن شحاتة.. ليس لتجاهلهم بل للتفاوض مع عدد من المدربين المصريين ثم التراجع وكذلك تبديل المواقع والمناصب من مدير فني إلي مدرب عام.. وبدأت فصول إهانة المدرب الوطني بالتفاوض الذي أداره سمير زاهر مع طلعت يوسف عقب استقالة حسن شحاتة وفي أثناء تولي يوسف منصب المدير الفني لفريق اتحاد الشرطة.. وبعد موافقة يوسف شفهيا علي قيادة المنتخب وإنهاء عقده مع الشرطة فوجئ بعرض آخر وهو العمل كمدرب عام مع أي مدير فني أجنبي يجري التفاوض معه.. وهو ما رفضه صراحة ووقع عقدا لتدريب المصري البورسعيدي. وهناك طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة الذي تفاوض معه حازم الهواري عضو المجلس علي العمل في الجهاز الفني المعاون واعتذر يحيي عن منصب المدرب العام وأكد أنها مرحلة انتهت في مشواره.. وبدوره أيده الهواري ونقل له موافقته لعمله كرجل أول. ثم فوجئ طارق يحيي بمكالمات هاتفية تدعوه للجلوس مع سمير زاهر للاتفاق علي العقد وطبيعة عمله بداعي موافقة الهواري علي العرض ليكرر يحيي اعتذاره عن تولي منصب المدرب العام للمنتخب. وتكرر السيناريو نفسه مع حسام البدري المدير الفني الحالي للمريخ السوداني الذي جري ترشيحه أولا كمدير فني وثانيا كمدرب عام بعد إصرار زاهر علي التعاقد مع مدرب أجنبي. ومن السقطات التي عرفتها رحلة سمير زاهر ورجاله في إيجاد خليفة لحسن شحاتة إصرارهم علي الانفراد بالقرار وإهمال ترشيحات خبراء الكرة المصرية خاصة السرية منها. وعندما تكررت جلسات سمير زاهر مع حسن شحاتة لإيجاد صيغة تفاهم حول إجراءات إنهاء التعاقد تعرض شحاتة لسؤال مباشر حول رأيه في هوية من يخلفه بتدريب المنتخب الوطني.. وتحدث شحاتة بحيادية في جلسته مع سمير زاهر واعتبر مساعدوه شوقي غريب المدرب العام السابق للمنتخب هو الاسم الأبرز حاليا علي الساحة لقيادة المنتخب وخلافته.. وعدد مزايا غريب وتمثلت مبرراته في هذا الترشيح امتلاك مساعده صورة كاملة عما يحتاج إليه المنتخب الوطني في الفترة المقبلة للتعافي من كبوة الخروج المبكر من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية وامتلاكه خبرات هائلة عن طبيعة الكرة الإفريقية وامتلاكه شخصية محببة إلي اللاعبين وقدرة للسيطرة علي النجوم وعدم المجاملات في العمل إلي جانب تحقيقه إنجازا مهما كرجل أول في عالم التدريب بقيادة منتخب الشباب لإحراز الميدالية البرونزية والمركز الثالث لبطولة كأس العالم للشباب عام2001, والمثير أن زاهر لم يهمل نصيحة حسن شحاتة فقط بل قام رجاله بتسريب معلومات تفيد بأن شحاتة تمسك بإنهاء عقده مع المنتخب دون شروط جزائية وعدم الاستعانة بشوقي غريب أو حمادة صدقي ضمن الجهاز الفني الجديد للمنتخب الوطني. وهو ما دفع شحاتة لنفي هذه الأنباء والاعتراف بحقيقة ترشيحه غريب لخلافته في قيادة المنتخب قبل سفره برفقة الزمالك للنمسا لأداء فترة الإعداد استعدادا للموسم الكروي الجديد. وأهمل سمير زاهر ترشيحات محمود الجوهري المستشار الفني للاتحاد الأردني وأحد أساطين الكرة المصرية الذي رد علي رئيس الاتحاد بضرورة إسناد المسئولية إلي مدرب وطني واعتبر الساحة ممتلئة بالأكفاء مثل حسام حسن وطلعت يوسف وطارق يحيي وطارق العشري وشوقي غريب. وألقي الجوهري بهذا التأييد للمدرب الوطني رافضا تزكية اسم بعينه علي حساب آخر وناصحا بعدم استقدام مدرب أجنبي للمنتخب في ذلك الوقت.
