وكأن الأهلي موعود أمام الترجي التونسي تستقبل شباكه هدفا غير شرعي.. فما أشبه الليلة بالبارحة ففي الموسم الماضي خرج الأهلي علي يد الترجي من الدور نصف النهائي بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم عندما فاز الأهلي بالقاهرة1/2 وخسر في تونس بهدف بيد النيجيري إينرامو.. ومساء أمس دفع نفس الضريبة وخرج بهدف مشكوك في صحته سجله هذه المرة الكاميروني بانانا وتعادل الأهلي بهدف أبو تريكة الذي جاء في الشوط الثاني لينتهي اللقاء بالتعادل1/1 وبهذه النتيجة احتل الأهلي المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثانية وتأهل الترجي برصيد10 نقاط وتعادل الأهلي والوداد البيضاوي المغربي الذي خسر امام المولودية3/1 في رصيد7 نقاط لكنه تأهل الوداد لتفوقه في المواجهات المباشرة حيث تعادل الفريقان في القاهرة3/3 وفي المغرب بدون أهداف. استحق الأهلي الخروج لأنه أهدر كل الفرص التي لاحت له للوصول للنصف النهائي ليس في هذه المباراة بل في مباريات سابقة عندما تعادل مع الوداد بالقاهرة وفي المغرب وتعادل مع المولودية في الجزائر وخسر من الترجي في تونس حتي عندما تعادل منافساه علي الصعود الوداد والترجي ذهابا وعودة لم يستفد من ذلك.. كما ان الأهلي لم يفز إلا في مباراة واحدة من6 مباريات وخسر واحدة وتعادل مع أربع جمع7 نقاط من مجموع18 نقطة أي أنه ضعيف جدا. أدار اللقاء طاقم تحكيم سوداني بقيادة خالد عبد الرحمن باستثناء خطأ هدف الترجي الغلطة القاتلة لم تكن للطاقم أخطاء أخري. وتبقي التحية والتقدير للجمهور الأهلاوي الذي قدم صورة حضارية ورائعة عن مصر بالتزامه وسلوكياته رغم الخوف الشديد قبل اللقاء من حدوث شئ لكن هذا هو معدن المصري الأصيل فشجع فريقه حتي آخر لحظة. بإستثناء قلة ألقت زجاجات المياه علي لاعبي الاهلي والترجي وطاقم التحكيم بعد نهاية المباراة حزنا بعد صدمة خروج الاهلي. شوط متواضع قدم الأهلي مستوي غير مرض خلال الشوط الأول وخرج متأخرا بهدف رغم أنه لعب بقوته الضاربة بوجود أحمد عادل عبد المنعم في المرمي وأمامه الثلاثي رامي ربيعة ومحمد نجيب ووائل جمعة وفي اليمين أحمد فتحي وفي اليسار سيد معوض وفي الارتكاز محمد شوقي وحسام عاشور وامامهما محمد أبو تريكة وفي الهجوم جدو وعماد. كما لعب الترجي بكل أوراقه المميزة ومثل الحارس معز بن شريففية والهمشري وخليل شمامي بانانا وادريسا كوليبالي.. وخالد القربي والمساكني والمولهي وجوزيف بانيك نيانج. الأهلي قدم شوطا سيئا وظهر عاجزا عن الاختراق سواء من الأطراف أو العمق وهو يواجه فريقا يدافع من وسط الملعب كان الأهلي يتبادل الكرة علي دائرة السنتر أما اذا فكر في التقدم فهو لايستطيع بفضل الأداء المميز للاعب الوسط التونسيين الذين لعبوا باسلوب الدفاع الضاغط ومواجهة الأهلي في ملعبه قبل أن يصل هو إلي أرضهم الأمر الذي أربك لاعبي الأهلي فساءت تحركاتهم وساءت تمريراتهم وفشلوا في الوصول إلي المرمي. هدف غير شرعي وفي ظل حالة ارتباك الأهلي حصل الترجي علي ركلة حرة من منطقة معروفة للأهلي علي بعد22 ياردة تم لعبها داخل المنطقة سجل منها جوزيف نيانج المتسلل هدفا غير صحيح في الدقيقة17 لكن رغم عدم صحة الهدف, إلا أن أحمد عادل عبدالمنعم تعامل معها بنفس أسلوب كرة الوداد من نفس المسافة بنفس الشكل وبنفس الرأسية, وكأنه لا يستفيد من أخطائه, المهم أن الأهلي دفع ثمن خطأ حاملي الراية, وخطأ الحارس مع اعترافنا هذه المرة بأنه أنقذ كرتين من تسديدتين من خارج المنطقة. كان الترجي يلعب بأسلوب القبضة الحديدية بفرض الحصار علي الأهلي إذا ما فكر في التوجه نحو مرمي بن شريفية ب8 لاعبين علي الأقل, وتضييق المساحات والضغط المستمر لإرباك المنافس واللعب بهدوء, والأمر الذي أظهر الأهلي كأنه تلميذ أمام استاذ ممسك ومتحكم في كل الأمور. وتم فرض حصار حول أبوتريكة لدرجة أنه ظهر وكأنه لاعب غير ذلك الذي شاهدناه خلال الشوطين الأول, والثاني من لقاء الوداد المغربي فلم يتسلم, ولم يمرر وكان الوسط غائبا وتائها وفي مثل هذه الظروف يتوه شوقي وعاشور أكثر, ولأن العرضيات لم تكن موجودة ولا تمريرات الوسط لهذا لم يكن لمتعب أي دور وتفرغ للمناوشات والاحتكاكات مع لاعبي الترجي, هذا ما يريدونه لتعطيل اللعب واختفي أيضا جدو. أداء الأهلي أصاب الجميع بحالة من الاحباط, ودفع جوزيه بوليد سليمان بعد نصف ساعة بدلا من محمد نجيب لدعم الهجوم مادام فريق الترجي لا يفكر في الهجوم ويكتفي بلاعب في نصف الملعب فاكتفي بجمعة وربيعة في الخلف لكن دخول وليد لم يضف جديدا باستثناء كرة وحيدة سددها وأنقذها الحارس التونسي لركنية ولم تكن للأهلي خطورة دونها بعدما فشلت كل المحاولات بسبب لجوء الأهلي للكرات الطويلة الغريبة, داخل المنطقة فتعامل معها دفاع الترجي بمنتهي السهولة لينتهي هذا الشوط بتقدم الترجي بهدف. هدف غير مفيد ومع بداية الشوط الثاني يلجأ التوانسة لتعطيل اللعب والسقوط ويحاول الأهلي, ويأتي الفرج من ركنية وصلت لتريكة الذي حولها برأسه دون مزاحمة من أحد في المرمي ليتعادل الفريقان1/1, بعد عناء شديد من الأحمر, وفي ظل هذا الأداء الدفاعي لا طريقة للتسجيل إلا بمثل هذه الكرات والضغط والعرضيات والتسديدات, الهدف تم تسجيله في الدقيقة55. ويدفع جوزيه بورقته الثانية عندما دفع بمحمد فضل. عشوائية الأهلي ويظل الأهلي علي لعبه العشوائي غير المنظم ويضيع الوقت, وكأنه فائز ونسي لاعبوه أنهم في بحاجة لهدف من أجل الصعود, ويفشل ثنائي الوسط عاشور وشوقي في إضافة شئ للفريق في الجانب الهجومي لمساندة الرباعي وليد ومتعب ودومينيك وفضل الذي سدد كرة قوية حولها الحارس لركنية. وفي الدقيقة35 يهدر محمد شوقي فرصة هدف الصعود بعدما وصلت عرضية داخل المنطقة وبلا مزاحمة من أحد سدد وهو مغمض العينين بعيدا عن المرمي. ويضغط الوقت علي الأهلي والجمهور في المدرجات ينتظر والترجي يتراجع بدنيا وفنيا حتي أنه لم يعد يمتلك ميزة الضغط المكثف علي لاعبي الأهلي في كل أرجاء الملعب, وأصبحت الأمور سهلة لكن لاعبي الأهلي لا يعرفون الطريق إلي المرمي, ولا يريدون أن يساعدوا أنفسهم. ومن ركنية في الوقت الضائع جاءت فرصة مرتين لكن الأهلي لم يسجل وظل متعادلا وودع البطولة من الدور نصف النهائي.
