أكد الفنان أحمد بدير أنه يعتبر نفسه تراجيديان بقدر ما هو كوميديان.. وأشار في حواره مع الاهرام المسائي إلي أن فيلمه شارع الهرم قد حقق أعلي إيرادات يومية في تاريخ السينما المصرية وأن المصريين في أمس الحاجة الآن إلي الكوميديا علي الرغم من أن الكوميديا ليس لها توقيت.. وأن فيلمه القادم ساعة ونص هو إرهاصة للثورة بلا مزايدة. *بصراحة.. هل أنت راض عن شارع الهرم؟ ** طبعا وإلا لما كنت قبلته من البداية.. فهو فيلم خفيف لذيذ اعتبرته بونبوناية العيد *لكن الجمهور كان يتوقع أفلام عيد مختلفة هذا العام وهو ما لم يحدث.. لماذا؟ *أولا الجمهور قال كلمته بذهابه إلي الفيلم ليحقق أعلي إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية حيث حقق مليونين وربع المليون في يوم واحد وهو ما لم يحدث من قبل وتكرر هذا الرقم في الأيام التالية وحتي الآن. * أليس غريبا أن تتنافس خمسة أفلام في العيد ليس من بينها فيلم واحد عن الثورة؟ ** لا ليس غريبا.. لانه ليس من المطلوب ولا من الصحيح أن يتم تقديم أفلام أو أعمال فنية عن ثورة لم يمض علي بدئها أكثر من ستة شهور ولو كان هذا قد حدث اعتبرته ركوبا للموجة بالاضافة إلي أنها ستكون أعمالا مسلوقة ودون المستوي. * قد يكون كلامك صحيحا من الناحية الفنية.. لكن ألا تتفق معي أن أفلام العيد ومن بينها فيلمك لم تراع الحالة المزاجية للجمهور المصري؟ ** لا أتفق معك في ذلك لان الناس تحتاج إلي الكوميديا في كل وقت لأنها الشريان الرئيسي للفن وليس لها توقيت وأعتقد أن المصريين الآن في أمس الحاجة إلي الكوميديا بعد تعرضهم لأوقات عصيبة عانوا فيها من البلطجية والانفلات الأمني وسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية وأصبح الحصول علي البسمة والضحكة غاية في الصعوبة.. لأنه حتي في عز الثورات لايستطيع إنسان أن يعيش في تراك واحد: إفطار وغذاء وعشاء في ثورة!! والجندي علي جبهة القتال يحمل بندقيته في الصباح ويحتاج لأن يرفه عن نفسه في المساء! وإلا ماتت الناس من الكآبة. * بماذا إذن تفسر حملة لاتشاهدوا شارع الهرم علي الفيس بوك؟ ** لم ألتفت لهذه الحملة ولم أقلق منها لان الشعب المصري غاية في الذكاء ولايمكن خداعه أو توجيهه بمثل تلك الحملات السخيفة لانه يعلم من هو الفنان الصادق ومن الكاذب والدليل علي عدم تأثر الجمهور بتلك الحملة هو ذهابه للفيلم وتحقيق أعلي الايرادات فهل هناك دليل أكبر من ذلك علي فشل الحملة؟ * ألم تخش أن يقال أنك قبلت شارع الهرم لمجرد الوجود خاصة بعد وضعك في القائمة السوداء؟ * قال بانفعال شديد: ** أرفض هذا السؤال وأعتبره مزايدة رخيصة!! لأني لا أهتم بتلك التصنيفات كما إنني لا أحتاج إلي الوجود.. فقد قدمت شارع الهرم وانتهيت من فيلم ساعة ونص وأقوم حاليا بتصوير فيلم الألماني فإذا كان تصنيفي في القائمة السوداء وراء عملي في ثلاثة أفلام وتحقيق أحدهم أعلي الايرادات إذن فليسعد كل من هم بالقائمة السوداء!.. هذا كلام مرفوض شكلا وموضوعا واتهام لا أقبله. * معظم أفلام السبكي أثارت جدلا حول قيمتها ومضمونها.. ألا تعتبر تعاونك معه مغامرة في التوقيت الحالي؟ ** السبكي منتج محترم ومن أقوي المنتجين علي الساحة السينمائية.. وهو الذي قدم أفلام أحمد زكي التي لا تنسي وهو الذي قدم كباريه والفرح وغيرها من الأفلام القوية ومن حقه أن يقدم أيضا الأفلام الخفيفة وهذا يدل علي قوته وتنوع تفكيره لذلك لم أتردد حينما عرض علي المشاركة في شارع الهرم * حتي عندما وجدت أن قصة الفيلم لاتحمل مضمونا جديدا؟!! ** من المعروف أن السينما في العالم كله تلعب علي36 تيمة أو قصة أساسية والجديد يكون في طريقة تناولها ومعالجتها.. وقد وجدت أن شارع الهرم يحمل علي الأقل معاني جميلة وقصة إنسانية من خلال محام تخصص في قضايا الآداب واستعراض حال فتيات كن يعملن في فرقة فنون شعبية ليجدن أنفسهن بعد ذلك راقصات. * لماذا حقق شارع الهرم النجاح الذي حدثتني عنه في ظل منافسة قوية لأفلام العيد؟ *أنا لم أستطع مشاهدة أي من أفلام العيد حتي الآن بما فيها فيلمي لكنني لا أخفي أنني كنت أتوقع منافسة قوية مع فيلم بوم تك لمحمد سعد لذلك لا أستطيع تحديد أسباب تفوق شارع الهرم.. ربما لأنه جمع بين استعراض جميل ل دينا مع أغنية لطيفة ل سعد الصغير مع كوميديا دمها خفيف ولاخلاف علي أن دينا والصغير أصبح لهما جمهور ينتظرهما.. في النهاية ربما يرجع النجاح ل سيكولوجية الجمهور التي لا أستطيع تفسيرها. * هل تعتبر أن هذا العام هو عام عودتك للكوميديا بتقديمك ل كيد النسا وشارع الهرم؟ ** أنا في الأصل لا أعتبر نفسي كوميديان وفقط.. بل أعتبر نفسي تراجيديان كوميديان لأنني من الممثلين القلائل الذين قدموا الاثنين بالقدرنفسه.. صحيح أنني ابتعدت عن الكوميديا في الدراما التليفزيونية عشر سنوات وذلك بعد نجاحي الكبير في الزيني بركات والذي دعا كثيرا من المخرجين إلي تقديمي في أدوار مشابهة.. لكن نجاح شخصية حنفي في كيد النسا أعادني مرة أخري للكوميديا أما بالنسبة للسينما فأنا لم أعد إلي الكوميديا فقط لان الفيلمين القادمين: ساعة ونص والألماني هما فيلمان اجتماعيان يقدمان مشاكل الطبقة الشعبية والناس المطحونين من البسطاء بلا أي كوميديا. * هل تري أنه قد آن الآوان للحديث عن المسرح؟ ** لا.. فما زال الوقت بعيدا للتحدث عن المسرح وأحواله وذلك لأن المسرح بالذات يستحيل تقديمه في ظل الانفلات الأمني فإذا جاز لنا تقديم سينما الآن لايجوز تقديم مسرح لأنه يحتاج إلي تلاحم مع الجماهير التي يجب أن تشعر بالأمن علي نفسها وعلي سياراتها وعلي طريق عودتها في وقت متأخر.. وعندما تستقر الحالة الأمنية يجب أن يعاد النظر في الموضوعات التي يجب أن تقدم علي خشبة المسرح.