أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده' ستعلق تماما' علاقاتها مع إسرائيل فيما يتصل بالصناعات الدفاعية وستعزز الدوريات البحرية التركية في شرق البحر المتوسط مما يعمق من الخلاف القائم بين أنقرة وإسرائيل. وقال أردوغان للصحفيين في إشارة الي قاعدتين بحريتين تركيتين' شرق البحر المتوسط ليس مكانا غريبا علينا. اكساز والاسكندرونة هذان المكانان لديهما القوة والفرصة لتوفير مرافقة بحرية.' واضاف' بطبيعة الحال فان سفننا ستشاهد بصورة أكثر تكرارا في تلك المياه.' وقال اردوغان ايضا إن انقرة ستطبق مزيدا من العقوبات علي إسرائيل. وقال إن تركيا' ستعلق تماما العلاقات التجارية والعلاقات العسكرية والعلاقات الخاصة بصناعات الدفاع, سيعقب هذه العملية اجراءات مختلفة.' ولم يتضح من تصريحات اردوغان نطاق هذه العقوبات التجارية. وقال وزير التجارة التركي ظافر كاجلايان امس الأول إن بلاده لن تتخذ اي اجراءات في الوقت الراهن لتغيير علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل. وسئل مسؤول حكومي إسرائيلي- تحدث شريطة عدم نشر اسمه- عن تصريحات اردوغان فقال' إسرائيل لا تريد ان تشهد مزيدا من التدهور في علاقاتها مع تركيا.' وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في تصريحات اذيعت قبيل تصريحات اردوغان أمس:' إسرائيل وتركيا الاقوي وهما الدولتان الاكثر اهمية من عدة اوجه في الشرق الاوسط.' ووصف اردوغان إسرائيل بأنها تلعب دور' الصبي المدلل' مؤكدا أن إسرائيل فقدت' شراكتها السياسية' مع تركيا من الان فصاعدا. وقال اردوغان في تصريحات للصحفيين إن إسرائيل كانت تعتقد أنها ستواصل لعب دور' الصبي المدلل' بشكل مستمر, بيد اننا سنواصل' اتخاذ خطوات مختلفة أخري ضد إسرائيل'. جاء ذلك في الوقت الذي نفي رئيس المكتب الأمني والسياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية, عاموس جلعاد, ما تردد حول إعلان تركيا عزمها تخفيض مستوي علاقاتها العسكرية مع إسرائيل, مؤكدا أن تركيا سوف تخسر الكثير إذا اتخذت مثل هذه الخطوة الدبلوماسية. وقال جلعاد- في تصريح أمس نقلته صحيفة' جيروزالم بوست' الإسرائيلية علي موقعها الإلكتروني- إن تركيا لم تجمد علاقاتها العسكرية مع إسرائيل, مشيرا إلي أن الملحق العسكري الإسرائيلي في تركيا لا يزال يؤدي عمله بشكل طبيعي. وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب عن مساعي تقوم بها الولاياتالمتحدة للتوسط بين إسرائيل وتركيا عقب مخاوف من ان يسفر مزيدا من التدهور في العلاقات بين البلدين عن حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. وقالت الصحيفة- في تقرير بثته علي موقعها علي شبكة الانترنت أمس- ان إسرائيل تكثف الآن جهودها في سبيل اعادة علاقاتها مع الجانب التركي الي طبيعتها... مستعينة بمجهودات واشنطن في هذا الصدد حسبما صرحت مصادر دبلوماسية الي الصحيفة. في الوقت نفسه, هبط الشيقل الإسرائيلي لأدني مستوي في ستة أشهر أمام الدولار أمس بفعل تدهور علاقات إسرائيل مع تركيا وتوقعات متزايدة بألا يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة في المدي القريب بل وربما يخفضها. وجري تداول الشيقل عند3.655 شيقل للدولار في تعاملات امس وهو أقل مستوي منذ25 فبراير مقارنة مع السعر الرسمي الذي تحدد أمس الاثنين عند3.633. وخسر الشيقل ثمانية بالمائة أمام الدولار منذ سجل أعلي مستوي في ثلاث سنوات عند3.633 شيقل للدولار في يونيو. وقال مودي شافرير كبير الاقتصاديين في آي.إل.إس للسمسرة' العامل الأهم هو أن العوامل التي أدت لصعود الشيقل آخذة في الضعف.' علي صعيد آخر, أجري المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس, عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث, في أنقرة أمس سلسلة مباحثات مع كبار المسئولين الأتراك تناولت توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة الشهر الجاري للاعتراف بعضوية فلسطين فيها, والحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة وتقرير' بالمر'. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية( وفا) أن شعث التقي وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو, ومستشار رئيس الوزراء إبراهيم قالن, بحضور سفير فلسطين في أنقرة نبيل معروف, ومنسق دائرة أوروبا في مفوضية العلاقات الدولية لحركة فتح فرج الزيود. وأشار شعث إلي أن تركيا جندت فريقا يسعي لتحقيق أهداف الحملة الفلسطينية لنيل الاعتراف الأممي بدولتهم. وأضاف أن الطرفين الفلسطيني والتركي, اتفقا علي عقد لقاءات مكثفة في نيويورك بوجود الرئيسين الفلسطيني والتركي لمتابعة التطورات السياسية المتعلقة باستحقاق سبتمبر. وأبلغ شعث وزير الخارجية التركي بالدعم الفلسطيني الكامل لموقف تركيا من العدوان الإسرائيلي الهمجي علي أسطول الحرية العام الماضي, وبعدالة الموقف التركي بالتعويض والاعتذار, مشيرا إلي الإصرار الفلسطيني التركي علي إنهاء الحصار الظالم المفروض علي قطاع غزة.