أعلن متحدث باسم مقاتلي المعارضة في ليبيا, أن الثوار منحوا قوات العقيد الهارب معمر القذافي التي تقاتل في سرت مهلة لإلقاء السلاح. فيما تواصلت غارات حلف شمال الأطلسي ناتو, علي المدينة. وأعلن الثوار أمس الأول أنهم يسيطرون علي عدة مناطق رئيسية, بما في ذلك مدينة بالقرب من مسقط رأس معمر القذافي في سرت. من جهته, قال مسئول عسكري كبير إن هناك نحو14 ألف مقاتل كانوا علي استعداد لتحرير سرت مشيرا إلي أن الثوار أعطوا قوات القذافي في سرت حتي أمس لإلقاء السلاح والسماح للثوار بدخول المدينة سلميا. وتعهد المتحدث باسم الثوار ألا تبقي سرت تحت سيطرة الطاغية, مهما كلف الأمر, لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية التفاوض, قائلا كل الشعب الليبي يعرف حقيقة أن الناس في مدينة سرت هم ليبيون أيضا.وأضاف إننا نتحدث عن مفاوضات لوقف إراقة دماء شعبنا, ولكن تحرير وتطهير المدن التي لا تزال تحت قبضة الطاغية.. هي مسألة أيام فقط.و قال حلف شمال الأطلسي ناتو, أن طائراته قصفت بلدة سرت الليبية الساحلية مع اقتراب قوات المعارضة منها, وأضاف مسؤول بالحلف نفذنا ضربات جوية علي سرت لانها ما زالت تمثل تهديدا للسكان المدنيين. من جانبه; نفي اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية في الجيش الليبي وجود عناصر من القاعدة في ليبيا, ولكنه أقر بوجود جماعات متشددة, معتبرا أن وجود هذه الجماعات ليس في صالح الليبيين.وأكد أن90% من طرابلس الآن هي آمنة, ولا توجد إلا بعض الجيوب القليلة التابعة لكتائب القذافي, منوها إلي سقوط20 ألف قتيل في الثورة الليبية, أعمارهم تتراوح بين20 إلي50 سنة وأوضح حفتر أن400 شخص قتلوا في اقتحام باب العزيزية, مشيرا إلي أنه سيتم جمع الأسلحة بطريقة صحيحة من الثوار بعد انتهاء القتال, مشيرا إلي أنه لن تكون هناك أي صعوبة في ذلكوقال: بدأنا بتنظيم الجيش الوطني, والوحدة التي تريد الالتحاق بالجيش الوطني سيجري عليها ما يجري علي الجيش النظامي, أما الوحدات الأخري فستنتهي مهمتها, ويعود أولئك الأشخاص إلي أعمالهم الأساسية في المصانع والمشافي والمؤسسات الحكومية. وعن اقتراح المجلس الوطني الانتقالي الاستعانة بقوات شرطة من دول عربية, قال: ربما يكون ذلك للاستفادة من خبراتهم في الفحص وفرض الأمن وضبط المنافذ الحدودية, خاصة وأن جهاز الشرطة المحلي بحاجة إلي تطوير, ولكن في مجال الجيش أصبحت لدينا خبرات وجنود يتمتعون بإرادة قوية, ويملكون عزيمة لا تجدها عند أي جندي نظامي في العالم. وعن الوضع الميداني الحالي, قال: الجبهة الشرقية آمنة, وعندما استشهد اللواء عبد الفتاح يونس في بنغازي حصلت ردة فعل قوية وحماس كبير من الثوار وأرادوا التحرك نحو الغرب, ولكن طلب منهم التريث وبعدها أصروا أن يتجهوا إلي البريقة وأخذوا وقتا طويلا جدا بسبب حقول الألغام بالإضافة إلي حرصنا علي عدم سفك دماء أخوتنا المغرر بهم في كتائب القذافي, وبعد سقوط طرابلس واقتحام باب العزيزية أصبح الطريق سهلا جدا, ولكن لم تكن لدينا نية للانتقام, ونتعامل مع مدينة سرت مع مراعاة العامل القبلي, وتحرير المدينة سلميا والمفاوضات ما زالت جارية من أجل تحقيق ذلك دون حدوث عمليات إبادة أو قتل.وأضاف ان المنطقة الجنوبية تكاد تكون آمنة, ولا يوجد فيها شيء يستحق الذكر, لكن هناك خصوصية لمنطقة سبها بسبب وجود القبائل ونتعامل بحكمة لتفادي خسائر غير ضرورية. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس أن وحدات من الثوار الليبيين التي شاركت في المعارك التي دارت في العاصمة الليبية طرابلس تتخذ الآن استعداداتها للمشاركة في الهجوم علي مدينة سرت في محاولة للسيطرة علي معقل العقيد معمر القذافي والمأوي الأخير لنظامه. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن قوات للثوار تتوجه الان صوب سرت من ناحيتي الشرق والغرب, فيما تجري محادثات مع قادة القبائل في سرت قد تفضي إلي تسليم سلمي للمدينة. ونقلت الصحيفة ما صرح به أحد قادة القوات الثورية بأن قبيلة الفرجان- كبري القبائل في مدينة سرت- وحليفتها قبيلة الحمانلة أصبحتا أكثر تقبلا لعروض المحادثات السلمية, كما أصبح من المرجح انضمام بعض أعضاء عائلتي راسون وأولاد وافي- المواليتين بحكم العرف للعقيد القذافي وسبق أن قاتلتا إلي جانبه خلال الشهور الستة الماضية- الي الفرجان والحمانلة في موقفهما, وتقبلهم لهزيمتهم في المعركة وأنه لا عار في قبول وقف إطلاق النار. وأردفت الإندبندنت أن خطط الثوار النهائية لضم سرت- والتي وضعت بمساعدة مستشارين غربيين- تنص علي إبقاء أقل عدد من المقاتلين الثوريين في المدينة بعد تجريد القوات الموالية للقذافي من أسلحتها, كما نصت علي بذل محاولات مضنية لمنع الصدام بين قبائل المدينة.