طالب وزراء الخارجية العرب الرئيس السوري بشار الأسد بوقف فوري للعمليات العسكرية, والتنفيذ الفوري للإصلاحات التي وعد بها شعبه, وهو ما يعد أقوي إنذار عربي للرئيس السوري الذي يواجه احتجاجات غير مسبوقة ضد نظامه منذ شهر مارس الماضي.جاء ذلك خلال الاجتماع التاريخي الذي عقده الوزراء العرب مساء أمس بمقر جامعة الدول العربية, والذي غاب عنه وزير الخارجية السوري, وليد المعلم. وقال دبلوماسيون عرب: إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع علي إيفاد لجنة وزارية, إلي دمشق برئاسة د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وستة وزراء آخرين لنقل رسالة للرئيس السوري حول الموقف العربي المطالب بوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. ورحب يوسف بن علوي وزير الدولة للشئون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بعودة ليبيا للجامعة العربية, مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة أن يعمل العرب علي التغلب علي الأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا. وقال إن سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة, مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء في سوريا, بما يمكنهم من التغلب علي هذه الأزمة والخروج منها علي قاعدة التفاهم لما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار. من جهته, رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالوفد الليبي برئاسة السيد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي, معربا عن سعادته باستعادة ليبيا لمقعدها وعودتها لتساهم في العمل العربي, كما رحب بوزير الخارجية محمد كامل عمرو. من ناحية أخري, أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن مصر ستقف إلي جوار الشعب الليبي وحكومته ممثلة في المجلس الانتقالي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الشعب الليبي, وستقدم ما تستطيع لتلبية الاحتياجات العاجلة لليبيا, وتقديم الدعم المطلوب في مجالات الصحة والدواء وتجهيز المستشفيات والطاقة والكهرباء والأمن والتعليم, حتي تنعم كل المناطق الليبية بكل ما تحتاجه من خدمات, واستعادة المرافق والموانئ الليبية لنشاطها المعتاد. كما أكد أن مصر ستعمل مع ليبيا لبناء علاقات مستقبلية استراتيجية قائمة علي التعاون في كل المجالات بين ثورتين وشعبين لهما تاريخ طويل مشترك. وقد دخل ثوار ليبيا بلدة الجميل مساء أمس وذلك بعد مواجهات استمرت5 أيام مع كتائب القذافي التي لاذت بالفرار. يأتي ذلك بينما تكافح طرابلس في مواجهة انهيار امدادات المياه والطاقة, بينما تعهد الثوار الذين يسيطرون الآن علي معظم مناطق العاصمة الليبية بأخذ سرت مسقط رأس القذافي بالقوة إذا فشلت المفاوضات. وقد تفاقمت مشاكل الامدادات في طرابلس رغم أن المجلس الوطني الانتقالي أكد أن قواته اكتشفت مخزونا ضخما من الأغذية والأدوية في طرابلس من شأنه أن يقضي علي أي نقص.