تسعة عقود عاشها الفنان الراحل كمال الشناوي, استطاع خلال ستة منها ان يحافظ علي مكانة متميزة علي الشاشة الفضية. وكان الراحل كمال الشناوي واحدا من الفنانين القلائل الواقعيين فنيا, بمعني انه يدرك ان كل مرحلة لها مقتضياتها فلم يكن يكابر, ورغم احساسه العالي بوسامته في المرحلة الأولي من تاريخه الفني, فإنه تخلي عنها طواعية حين قدم شخصية عباس في فيلم المرأة المجهولة(1959 اخراج محمود ذو الفقار), حيث قدم الشخصية في مراحل عمرية مختلفة, حتي انه لعب دور رجل في سن والد الفنان شكري سرحان رغم إنهما من جيل واحد حتي انهما تقاسما بطولة فيلم اللص والكلاب( اخراج كمال الشيخ) بعد ذلك بسنوات ثلاث. وفي اللص والكلاب استطاع كمال الشناوي تقديم ابعاد جديدة لادوار الشر, فمن خلال شخصية رءوف علوان انتهي زمن الاعتماد علي الملامح الخارجية وارتفاع الحواجب وبدا الاعتماد علي تفاعلات الشخصية من الناحية النفسية. وقدم الراحل في مراحل لاحقة ادوارا وأعمالا كان سابقا بها, فقد كان من اوائل الممثلين الذين قدموا شخصية وزير الداخلية عن قرب, وبوضوح وذلك من خلال فيلم الإرهاب والكباب(1992 اخراج شريف عرفة), كما كان من اوائل من قدموا أفلام الاثارة الذهنية, وذلك من خلال فيلم طأطأ وريكا وكاظم بيه(1994 اخراج شريف شعبان). ولكن لايمكن في معرض الحديث عن كمال الشناوي ان نتجاهل تاريخه مع شادية, هذا التاريح الذي كان يشير اليه هو مرارا وتكرارا في أحاديثه التليفزيونية والصحفية, ومن أقواله عنها: انها أول من تتصل بي في العيد, فنحن حريصان علي الاتصال دائما خاصة بعد مشاهدة أي فيلم كان يجمعنا واتذكر أخيرا انه عرض لنا فيلم وكنا نغني معا واتصلت وقالت لي ايه ياواد ياكمال اللي أنت كنت بتعمله ده وظللنا نضحك ونتذكر منذ ان كان المنتجون يحتكرون اعمالنا لدرجة أنهم كانوا يصورون الأفيش ويكتب اسم الفيلم ويوزع ويبيع رغم ان القصة لم تكتب ولم نصور مشهدا واحدا في الفيلم.