فيما تصاعد الغضب الشعبي ضد الجريمة الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد ضابط وأربعة مجندين مصريين وإصابة آخرين أكد المجلس العسكري أن أمن سيناء شأن مصري خالص لا تقبل مصر فيه أي تدخل بالفعل أو بالتصريح أو بالرأي من أي طرف خارجي وجاء في بيان قرأه أسامة هيكل وزير الإعلام عقب اجتماع مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيس الوزراء عصام شرف الذي عقد لبحث الحوادث التي وقعت شمال طابا ويرجح أن تكون إسرائيل هي المقصودة بهذا التدخل المرفوض وذلك بسبب الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وصف الخميس اعتداءات إيلات بأنها هجوم إرهابي منسق وخطير يدل علي ضعف سيطرة مصر علي سيناء وعلي توسع النشاط الإرهابي وأعرب باراك السبت عن أسفه لمقتل رجال الشرطة المصريين وعرض دراسة ظروف الحادث مع الجيش المصري وقال: إسرائيل تأسف لمقتل رجال شرطة مصريين خلال الهجوم علي الحدود, موجها أمرا إلي الجيش بفتح تحقيق تتم بعده دراسة ظروف هذا الحادث بالتعاون مع الجيش المصري إلا أن بيان المجلس العسكري اعتبر أن هذا الأسف الإسرائيلي, وإن كان خطوة إيجابية, إلا أنه لا يكفي, وأضاف: ينبغي أن يستتبع ذلك تحقيق وسقف زمني للانتهاء من التحقيق المشترك والإعلان عن إجراءات إسرائيلية لمنع تكرار مثل هذه الأحداث. وقد عقد المشير طنطاوي اجتماعا مع المجموعة الوزارية لإدارة الأزمات حضرها الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وعدد من قادة المجلس الأعلي والوزراء وأقر الاجتماع ما توصلت إليه اللجنة الوزارية بشأن الاعتذار والأسف الإسرائيلي والالتزام بمعاهدة السلام إلا أنه شدد علي تقدير المجلس الأعلي والحكومة لحالة الغضب التي تسود الرأي العام والفخر والاعتزاز بوطنية الشعب التي تجلت بوضوح في هذا الموقف ومطالبة المجلس والحكومة بضرورة توخي الحذر والبعد عن دعوات الإثارة من جانب البعض استغلالا لحالة الغضب الشعبي وبشكل يؤثر سلبا علي الأمن القومي وكذلك اتفاق المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة علي أهمية العمل في اتجاه تنمية سيناء بشكل جدي. في غضون ذلك أكد اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبدالنبي قائد قوات حرس الحدود علي هامش المؤتمر الشعبي الموسع مع أهالي سيناء أمس أن هناك العديد من الإجراءات التي تقوم بها عناصر حرس الحدود ضمن منظومة القوات المسلحة وباقي الأجهزة المعنية لتوفير الأمن وضبط الحدود الشرقية لمصر, التي تأثرت نسبيا نتيجة للضعف الأمني بعد ثورة25 يناير. وأوضح أن هناك إجراءات دقيقة وثابتة تقوم بها قوات حرس الحدود لتأمين حدود مصر مع إسرائيل التي ازدادت أخيرا نتيجة للأحداث الأخيرة بعد دخول قوات جديدة العريش وباقي مدن شمال سيناء. وعن بعض الانفلاتات الأمنية علي حدود مصر الشرقية أكد أن منظومات تأمين الحدود بين الدول حتي في أكثر الدول تقدما لا يمكنها تأمين الحدود بنسبة مائة بالمائة ولكن هناك القليل من الانفلاتات ونحن نجتهد ونستنفر كل الجهود لتأمين الحدود المصرية كما أن قوات حفظ السلام تسجل أي مخالفة تصدر عن مصر أو إسرائيل ورصدها. وعن مدي تحقيق هذه الحملة لنتائجها أشار إلي أن الحملة الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية أتت بجزء من ثمارها في القضاء علي بعض البؤر ويجري استئصال باقي البؤر التي تؤدي إلي زعزعة الأمن, بالإضافة إلي تكثيف الوجود الشرطي في مناطق رفح والشيخ زويد وسوف تؤتي المراحل القادمة ثمارها أكثر وأكثر, والتي أسفرت عن ضبط العديد من المخالفات والعناصر الخارجة عن القانون التي يجري التحقيق معها والتعرف علي أبعادها. وبادرت مصر بالرد علي بيان اللجنة الرباعية بقوة خاصة قلقها إزاء الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء, وأعرب محمد عمرو وزير الخارجية عن استيائه من البيان خاصة تجاهله سقوط ضحايا مصريين وإشارته إلي الوضع الأمني في سيناء بشكل لا ترضي عنه مصر. وقال وزير الخارجية خلال لقائه أمس مع روبرت سري مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط إن مصر تعتبر معالجة الوضع الأمني في سيناء شأنا داخليا تضطلع به مصر ولا مجال لتناوله في بيانات من هذا النوع. يأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه آلاف المتظاهرين اعتصامهم لليوم الثالث أمام السفارة الإسرائيلية ورفض المتظاهرون فض اعتصامهم حتي طرد السفير الإسرائيلي ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل وبينما استمر العلم المصري برفرف علي علم السفارة استمر المتظاهرون في إطلاق الألعاب النارية والصواريخ والشماريخ. وزعم التليفزيون الإسرائيلي أن نزع العلم الإسرائيلي من فوق السفارة الإسرائيلية جريمة وطالب السلطات المصرية بفتح تحقيق عن هذه الواقعة. من جانب آخر أكد وزير الخارجية في مداخلة مع برنامج الحياة اليوم تقديره لمشاعر الشعب المصري الرافض لوجود السفير الإسرائيلي وأعرب عن التزام مصر بالمعاهدات الدولية وحماية أي تمثيل أجنبي في مصر وناشد الشعب المصري المساعدة في توفير الأمن وحماية السفارات الموجودة علي الأراضي المصرية. وفي هذا السياق يلتقي وفد شعبي من ممثلي الأحزاب السياسية والشخصيات العامة والمرشحين المحتملين للرئاسة مع أعضاء من المجلس العسكري حاملين عددا من المطالب الشعبية التي تمت صياغتها في رد شعبي علي الانتهاكات الإسرائيلية للحدود المصرية, وقال د. محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة لم تتلق دعوة للمشاركة في الاجتماع, وقال صفوت عبدالغني المتحدث باسم الجماعة الإسلامية إن الجماعة لم تقرر المشاركة. وأضاف د. خالد سعيد المتحدث باسم الجماعة السلفية إن الجماعة لن تشارك ودعا المصريين للمشاركة في الاحتجاجات أمام السفارة. من ناحية أخري تصاعدت الحرب الإلكترونية بين القاهرة وتل أبيب وشن هاكر مصري هجوما علي موقع نتنياهو وقام خلاله بوضع صورة لجنود الجيش المصري وهم يرفعون علم مصر علي أرض سيناء في انتصارات1973 علي الصفحة مع عبارة ضد الصهيونية باللغة الإنجليزية.