ارتبطت بأحداث التغيير التي صنعتها ثورة25 يناير كعكتان.. الاولي الكعكة الحجرية التي أطلقها ثوار التحرير علي منصة الميدان التي ظلت رمزا للمليونيات حتي احتلتها قوات الشرطة العسكرية والامن. وأما الكعكة الثانية فمازالت تتأرجح بين طموح البعض واتهامات الآخر وهي كعكة التمويل الأجنبي التي مازالت تلاحق الكثير من الحركات والائتلافات ولم يتم حتي الان حسمها رغم الخلاف المصري الأمريكي حولها حتي وصلت إلي ما تردد بشأن عرض أمريكي بأن تكشف الولاياتالمتحدة عن المنظمات والهيئات والائتلافات التي حصلت علي تمويل من كعكة ال165 مليون دولار مقابل ألا تخضع للمحاكمة من الجانب المصري. ورفع طموح الوصول إلي كعكة التمويل درجة الصراع بين العديد من الحركات للفوز بها واقتناصها تحت مسميات عديدة منها التحول الديمقراطي أو التوعية أو صنع جيل يتماشي مع التغيير أو قل حصد الاصوات أو الوصول اليها من أجل الوصول إلي مقعد البرلمان في مواجهة خبرة مرشحي الاخوان وبقايا الحزب الوطني المنحل واموالهما. وأوضح احمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري أن الأمر كله مرتبط بتداعيات تاريخية أدت إلي سهولة في المفاهيم الوطنية أو الالتزام الوطني, وحدود الحرية إلي آخره واضاف: هذه المنظومة التي كان يرتبط بها الناس والتراخي في اعتبار مجئ الحرية علي مدافع العدو شيئا مقبولا, يتساوي مع ذلك ما حل محل مدافع الدبابات الخارجية وهو الدولار والريال واليورو, وبالتالي عندما نحاول أن نستجلي الأمر نجد أن هذا مرتبط بانهيار منظومة القيم بإيعاز من الحكومات. أضاف أنه عندما يفسد رأس السمكة فلا أمل في جسدها, فعندما تبين أن رئيس الدولة السابق وحاشيته ورئيس الحكومة كانوا يمدون أيديهم للخارج بدون أي هدف وطني, ولكن بهدف الاثراء الشخصي لنفسه وأولاده وأسرهم من دول مثل السعودية والامارات والولاياتالمتحدةالأمريكية, بالاضافة إلي ابرام العديد من الصفقات المشبوهة مثل انشاء شركات لنقل السلاح مع مبارك وأبوغزالة وغيرهما, وأن تكون السمسرة علي حساب الوطن والحصول علي نقود خارجية أمر اعتياديا, وقال إن هذا فتح الباب علي مصراعيه, أمام مختلف الحركات للتكالب علي تمويلات خارجية, أمرا مسوغ لها أن الدولة تأخذ والكبار ينتفعون- لماذا لا نكون علي نهجهم. وأكد الجمال أن من هذا المنطلق نحن أمام مصيبة كبري, عندما تصبح الخيانة وجهة نظر ويرد من يقول: أنا أعمل والذي يمولني أعمل معه وعندما تتحول نظرية القيم العليا إلي وجهة نظر فنحن أمام تحولات جذرية خطيرة تتصل بالضمير الوطني, ويتساوي في ذلك الولاياتالمتحدة ودول النفط أو كوبونات صدام ودعم القذافي الفاتح المزعوم أو منظمة التحرير الفلسطينية أيا ما كان. وأكد نائب رئيس الحزب الناصري أن هناك خطة مدبرة لافساد الحياة السياسية المصرية بأيد وأصابع خارجية, والمراد منها أن تتعدد الولاءات, وأيضا تطبق أجندات أو مصالح خارجية تحقق مصالح هذه الأطراف في مصر, ثم وهو الأهم تمزيق ومزيد من تكريس التمزيق في الخريطة السياسية المصرية, وأشار إلي أنه علي سبيل المثال ما نشر أن جمال مبارك عندما تلمس الدعم الأمريكي لدعم الرئاسة قيل له إن الأمر بيد الشعب المصري- رد قائلا: إن الشعب المصري تحت السيطرة والمهم هو موافقة إسرائيل وأمريكا. فنحن أمام حالة تقول إن من يطمح أن يكون رئيسا للجمهورية يحاول أن يسترضي الخارج وبالتالي هو عندما يفعل ذلك فهو سيعمل علي أجندته, وإلا ما كان ذهب لاسترضائه وطلب التأييد له من الأساس, وعلي مستوي أصغر سنكتشف أن قيادات المنظمات والتكوينات التي سعت للحصول علي التمويل الخارجي, أو العكس سعي التمويل الخارجي إليها لا يمكن أن تعمل خارج أجندات الجهات الممولة, فالمثل العامي المصري يقول: اطعم الفم تستحي العين والمثل الآخر الأكثر دلالة الحدأة لا تلقم الكتاكيت فلا أحد يقدم أو يفعل شيئا بدون مقابل. فالاجندة واضحة, عندما ترفع أعلام دولة خليجية بميدان التحرير فهي فواتير تسدد علي حساب الوطن, لتمويل الخارجي للحركات السياسية تدخل في شئوننا ويؤثر علي تشكيل الحكومة ويمس مصالح مصر خارجيا وداخليا هكذا يري السفير ابراهيم يسري استاذ القانون الدولي. وأكد يسري أنه يجب علي الدولة اتخاذ موقف حازم لوقف هذه المهاترات والمزايدات علي كيان الدولة المصرية, فالشعب الذي قام بثورة وضحي بشبابه ويحاكم رئيسه والطغمة الفاسدة, لايحتاج لأي تمويل لممارسة حقوقه السياسية, وهذا معني مفهوم ويتضح كالشمس للجميع, ولأصحاب البوتيكات السياسية الجديدة. وأوضح استاذ القانون الدولي أن خطورة الأمر في أننا مازلنا في سنة أولي ديمقراطية واذا ظهرت النقود بيننا ضعنا وتفرقنا, فإذا أصبحنا بعد02 سنة اكثر ديمقراطية مثل النرويج والسويد وسويسرا فلا توجد مشكلة- وهذه الدول السابقة أيضا تصنع من القوانين ما يحفظ سيادتها بالرغم من تمتعها بالديمقراطية المكبلة, وأكد يسري أنه لايوجد تبربر لتلقي الاموال في الأحزاب السياسية أو الأفراد والجمعيات الأهلية وهو شئ مقزز وتجب محاربته ولا أدري كيف لهؤلاء ادعاء الوطنية.