وجه المصريون القدماء اهتمامًا كبيرًا إلى الرياضية البدنية، وحرصوا على تنظيم البطولات الرياضية منذ آلاف السنين، يقول د.على أبودشيش خبير الآثار المصرية ل«واحة الأهرام المسائى»: عرف المصرى القديم معظم الألعاب التى لا يزال الجميع يمارسها حتى الآن فى مختلف دول العالم؛ ذلك إلى جانب إقامة الدورات والبطولات الكبري». ويتابع: «كان الفراعنة أيضًا يستضيفون فى دوراتهم الرياضية اللاعبين لإقامة المسابقات». وتوجد الكثير من الكتابات والرسوم والدلائل على أنهم كانوا يمارسون الرياضة لأهداف متعددة، ومنها ممارسة الرياضة للمتعة والوصول إلى الرشاقة، ولإظهار القوة والشجاعة».ويضيف د. أبودشيش موضحًا: «كانت المصارعة وحمل الأثقال، والقفز، والتحطيب، والعدو، والسباحة، والتجديف، وكرة اليد من أهم الألعاب عند الفراعنة، كما كانت مصر دومًا الأولى فى كل الرياضات، فقد كانت أول بلد ينظم الألعاب الأوليمبية، فمنذ 2000 عام ق.م؛ نظم الفراعنة المسابقات الرياضية بصفة منتظمة، وكان الملك رمسيس الأول هو أول من أنشأ هذه الألعاب، والدليل على ذلك أنه تم العثور على مجموعة من الرسوم التى تصور الرياضيين المصريين وهم يمارسون ألعاب المصارعة الحرة؛ والمبارزة، والرماية، ورفع الأثقال، والجمباز، والملاكمة، والجرى وغيرها من الألعاب، فى أماكن مختلفة، ومنها مقابر بنى حسن بالمنيا وفى مقبرة أمنتحتب حاكم الإقليم السادس فى مصر العليا». ويضيف: «وكانت تصاحب البطولات إقامة حفل الاستقبال أثناء المصارعة، وحفل تكريم للزوار؛ ويلاحظ أن المصارعة كانت من الألعاب التى اهتم بها الفراعنة بصفة خاصة. واشترك العسكريون الرياضيون فى بعض مبارياتها، وكان يشترط للفوز أن يجبر المغلوب على أن يضرب الأرض 3 مرات، كما هو معتاد الآن، ومن الرياضات الأخرى التى مارسها الفراعنة بحب واهتمام هى حمل الأثقال». و«يلاحظ أيضًا أن الفراعنة قد برعوا فى استخدام السلاح على مر الزمان، وكان المتسابقون يستخدمون عصيا من الخشب تحمى أطرافها قطعًا من الرصاص، وهى تعتبر الأقدم للتبارى لإظهار القوة الجسدية والعضلية بين المتباريين، أما العدو فيعد اللعبة الأشهر، لأنها تتطلب المهارة فى إظهار سرعة المتسابق واستباق أقرانه». أما الرماية بالقوس فكانت تخص بالرماة بالجيش والقادة فى الجيش، خاصة الملوك والأفراد، وفيها يتم وضع أهداف ويقوم الرامى بالتصويب عليها، وتتدرج هذه الرياضة من المسافات القصيرة إلى المسافات البعيدة، بازدواجية القوس للرمى البعيد أو تعدد الأهداف المراد إصابتها.ويوضح د. أبو دشيش: «وكان صيد الطيور فى مقدمة الرياضيات، لاسيما لدى النبلاء، وكانوا يستخدمون العصا المعقوفة التى تقذف فى اتجاه الطير المراد صيده، والتى تعود إلى الرامى بحركة حلزونية، وذلك بعد سنوات من التدريب».