أقسمت مصر على أن تثأر لشهدائها الأبرار، الذين تزينت مسيرة الوطن بأسمائهم، التى تستعصى على النسيان، فى ظل ما قدموه من تضحيات وبطولات، ضربت أروع الأمثلة على عقيدة أبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة، التى تقوم على منهج واحد، هو أمن هذا الوطن وسلامة مواطنيه، وهى العقيدة التى من أجلها يبذلون أرواحهم فداءً لمصر وشعبها. ولم يكن تسلم مصر للإرهابى هشام عشماوى من الجيش الوطنى الليبي، إلا جزءًا من رد الجميل الذى يستحقه الشهداء، بعد أن بذلت الأجهزة الأمنية المصرية جهودا كبيرة فى عملية تسلمه، تكللت بالنجاح مساء أمس، فى صورة مشرفة، أثلجت صدور المصريين جميعا، خاصة أهالى الشهداء الذين راحوا ضحية عمليات هذا الإرهابى الخطير . ورغم أن هذا الإرهابى يحمل الجنسية المصرية، فإنه خان وطنه، وتسبب فى آلام للمصريين جميعا، فاستحق ما هو عليه من لعنات تطارده فى اليقظة والمنام. وشتان الفارق بين خائن لوطنه ومن ضحى بحياته لحماية الأرض العرض من الشهداء الأحياء فى قلوب المصريين، لا يموتون أبدًا مهما مر الزمن.. فسيرتهم تتجدد كل يوم تنجز فيه مصر خطوة على طريق المستقبل الذى نصنعه بتضحيات وبطولات هؤلاء العظماء. وفى سجل الشرف يحتفظ المصريون بقناديل من نور وفخر، هم شهداؤنا من القوات المسلحة والشرطة. المنسى لا يُنسي يعد الشهيد أحمد المنسي، الذى استشهد فى 7 يوليو 2017، إثر هجوم إرهابى استهدف كتيبته فى رفح، بعد سجل حافل جعل منه أسطورة لا تموت، أيقونة الشهداء، الذى أصبح نموذجا للفداء والتضحية بين أقرانه من أبطال القوات المسلحة، وحظى بتقدير واحترام وحب الجميع؛ من يعرفه ومن لا يعرفه. ولد الشهيد أحمد المنسي، فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة ( 92 ) حربية ضابطا بوحدات الصاعقة، وخدم الشهيد فى الوحدة (999) قتال، وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة. حصل البطل المنسى على ماجستير العلوم العسكرية دورة أركان حرب من كلية القادة والأركان عام 2013، وكان له دور تنسيقى فى العمليات الميدانية التى كانت تجريها قوات مشتركة من الجيش والبدو لمداهمة بؤر داعش فى شمال سيناء. رامى حسنين .. بطل من نوع خاص الشهيد رامى حسنين، من مواليد مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتان، وله ثلاثة أشقاء، تخرج فى الكلية الحربية فى يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة تخصص الصاعقة دفعة 90.. وخلال فترة خدمته فى الصاعقة تدرج الشهيد رامى حسنين من قائد سرية وكتيبة، وسافر فى عدة بعثات خارجية، شملت دولا مختلفة، منها إنجلترا وأوكرانيا وتونس، حصل خلالها على جميع فرق الصاعقة، وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015. والشهيد رامى هو قائد الكتيبة 103 صاعقة، واستشهد عقب استهداف المدرعة التى كان يستقلها، بين حاجزى السدة والوحشى جنوب الشيخ زويد. الدرديرى عاشق سيناء الشهيد البطل أحمد عبد الحميد الدرديرى كان حبه الشديد للوطن دافعا قويا له للفداء والتضحية، حيث التحق البطل الشهيد بالكلية الحربية عام 97، وتخرج عام 99 دفعة 93 حربية سلاح المشاة. وخدم الشهيد البطل فى الكلية الحربية لمدة 4 سنوات، وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والأركان، حيث حصل على الدورة 63 أركان حرب، ليعود مرة أخرى إلى صفوف الجيش الثانى الميدانى بالقنطرة، وخلال هذه الفترة كان قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة فى المشاركة فى العمليات العسكرية فى سيناء أو ورفح أو الشيخ زويد أو العريش، وكل ذلك كان سرًا دون علم أسرته. حسنين .. عريس الجنة يعتبر البطل أحمد محمد حسنين، الذى استشهد قبل خطوبته بأربعة أيام، إثر مهاجمة مجموعة من العناصر الإرهابية عددا من الأكمنة والارتكازات الأمنية بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح شمال سيناء من أبطال الدفعة 110 حربية من قرية الخضرة التابعة لمركز ومدينة الباجور بالمنوفية، وتخرج من الكلية الحربية 2016 ثم التحق بالخدمة العسكرية فى شمال سيناء كأحد أفراد الصاعقة وهو الابن الأكبر لوالده. شويقة ..مارد سيناء الشهيد البطل محمد أيمن شويقة، لقبوه بمارد سيناء، حيث استشهد عقب احتضانه انتحاريا يرتدى حزامًا ناسفًا أثناء محاولة الإرهابى تفجير نفسه فى قوة لرجال الصاعقة بالعريش. والمقاتل محمد أيمن شويقة من مواليد 1995 من قرية الإبراهيمية مركز كفر سعد محافظة دمياط، والتحق بالقوات المسلحة فى 20 أكتوبر 2014، ثم التحق مع رفاقه بوحدات الصاعقة فى شمال سيناء فى شهر فبراير عام 2015.