فيما يترقب العالم ختام الدورة 72 من مهرجان كان السينمائى الدولى الليلة، أعلنت مساء أمس الجمعة جوائز مسابقة «نظرة ما» الرسمية بالمهرجان، حيث فاز بالجائزة الأولى الفيلم البرازيلى «الحياة الخفية ليوريديس جوسماو»، إخراج كريم آينوز، وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم «النار قادمة»، للمخرج أوليفييه لاكس، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى «حرية» لألبير سيرا. ومنحت لجنة التحكيم جائزة التمثيل لكيارا ماسترويانى عن فيلم «ليلة سحرية» للمخرج كريستوف أونوريه، وجائزة الإخراج لكانتيمير بالاجوف عن فيلمه «فتاة كبيرة»، كما منحت اللجنة تنويها خاصا لفيلم «جان دارك» للمخرج برونو دومون. شارك فى مسابقة «نظرة ما»18 فيلما، نصفها من الأعمال الأولى للمخرجين، ورأست لجنة التحكيم المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، وضمت فى عضويتها الممثلة الفرنسية مارينا فوي، والمنتجة الألمانية نورهان سيكرسي- بورست، والمخرج الأرجنتينى ليساندرو ألونسو، والمخرج البلجيكى لوكاس دون. ويختتم المهرجان الليلة فى حفل كبير بمسرح لوميير يقدمه الممثل الفرنسى إيمانويل باير، كما قدم حفل الافتتاح، ويُعرض بعد الحفل وتوزيع الجوائز فيلم الختام «المتميزون»، إخراج إيريك توليدانو وأوليفييه نقاش. ويتنافس 21 فيلما على جوائز المهرجان وأشهرها السعفة الذهبية، إلا أن أقربها للتتويج الفرنسى «البؤساء»، الذى يرتقى لمستوى التحفة السينمائية الحقيقية، رغم كونه العمل الطويل الأول لمخرجه لادج لي.. والفيلم ليس له علاقة مباشرة ب«بؤساء» فيكتور هوجو، لكنه ينطلق من إحدى عبارات هوجو ليس هناك نبات سيئ، ولا رجال سيئون، ولكن هناك مزارعون سيئون، ليقدم رصدا آنيا جدا ومتوهجا ومفعما بالحيوية والخشونة لباريس اليوم. وهناك تحفة أخرى قادمة من كوريا الجنوبية هى فيلم «طفيلى» للمخرج «بونج جوون هو»، الذى يُعد صرخة ضد الطبقية فى كوريا الجنوبية والتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء. وهناك فيلم المخرج الفلسطينى الكبير إيليا سليمان »لا بد أن تكون هى الجنة»، الذى عُرض فى آخر أيام المهرجان، ولاقى ترحيبا كبيرا وتصفيقا استمر عشر دقائق.. وكذلك فيلم «نأسف لعدم لحاقنا بك» للمخرج البريطانى الكبير كين لوتش، وهو من أفضل وأهم أفلامه خلال السنوات الأخيرة، وفيه يثبت مجددا أنه أستاذ الدراما الاجتماعية، التى تظل تتصاعد وتتصاعد حتى تبلغ ذروة كاشفة تنتصر دائما للإنسان وتدين المجتمعات الرأسمالية المادية. وينافس بقوة المخرج الإسبانى الكبير بدرو ألمودوفار، الذى قدم فيلما جميلا باسم »الألم والمجد» وضع فيه خلاصة خبرته الطويلة، ورصد برهافة وصدق شديدين أزمة مخرج سينمائى (جسده النجم أنطونيو بانديراس) يتراجع على جميع المستويات، سواء لمرضه أو لإحساسه بأنه لم يعد لديه ما يقدمه. وفى التمثيل، هناك فى فئة الرجال بانديراس وبطل فيلم كين لوتش وبطل فيلم «حياة خفية» للمخرج تيرنس ماليك، ومن الممكن أن يطغى بريق النجومية فيتم منح الجائزة لأى من ليوناردو ديكابريو أو براد بت عن فيلم «حدث ذات مرة فى هوليوود».. وفى فئة النساء نويمى ميرلان أو آديل آنيل عن فيلم «بورتريه للفتاة المحترقة»، ومن الممكن أن تتقاسم الممثلتان الجائزة. ولا شك أن مهمة الاختيار صعبة جدا على لجنة التحكيم الرئيسية التى يطلقون على رئيسها فى «كان» لقب «رئيس المهرجان»، وتضم ثلاثة من أهم مخرجى العالم حاليا، وهم رئيسها المكسيكى أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، واليونانى يورجوس لانتيموس، والبولندى بافل بافليكوفسكي، كما تضم فى عضويتها الممثلة الأمريكية إيل فانينج، والممثلة ميمونة نداى من بوركينا فاسو، والمخرجة الأمريكية كيلى ريكارت، والمخرجة الإيطالية أليس رورووتشر، ومؤلف الرسوم المتحركة الفرنسى إنكى بلال، والمخرج الفرنسى روبن كامبيلو. واستقبل مهرجان «كان» أمس بكل الحفاوة النجم الأمريكى سيلفستر ستالون، وأقام له تكريما مبهرا شمل جلسة تصوير صباحا أمام عشرات المصورين والآلاف من الجماهير، ثم لقاء مع الصحفيين ظهرا أجاب خلاله على أسئلتهم، ثم حفلا بمسرح لوميير الكبير مساء شمل عرض فيلمه الشهير «رامبو.. الدم الأول».