لاقت الأفلام العربية التى عُرضت، حتى الآن، فى مختلف أقسام الدورة 72 من مهرجان كان السينمائى الدولى، استقبالا طيبا وإشادة من الصحفيين والنقاد، فضلا عن وسائل الإعلام والجمهور الفرنسى، الذى صفق لبعضها طويلا. وأبرز هذه الأعمال، حتى كتابة هذه السطور، الفيلمان اللذان عُرضا فى إطار مسابقةقسم أسبوع النقاد الدولى الموازى، وهما «أبو ليلى» للمخرج الجزائرى أمين سيدى بومدين، و«السيد المجهول» للمخرج المغربى علاء الدين الجم، ويتمتع الأول ببنية سينمائية وسردية متفردة تماما، رغم تناوله موضوعا سبق طرحه كثيرا فى الأفلام الجزائرية خلال الأعوام العشرين الأخيرة، وهو قضية الإرهاب الذى اجتاح الجزائر فى عقد التسعينيات الماضى، ويمزج بومدين، ببراعة شديدة، بين الحلم والواقع، وبين الحاضر والماضى فى قصيدة سينمائية جديدة تماما على السينما الجزائرية وتنقلها، موضوعيا وبصريا، إلى منطقة غير مسبوقة. أما «السيد المجهول»، فيتناول قضية الخرافات المفضلة عند كثير من المخرجين المغاربة.. فبعد تحويل ديكور جامع بُنى لتصوير فيلم للمخرج الإيطالى بازولينى إلى جامع حقيقى يرفض الناس هدمه لقدسيته، رغم رغبة صاحب الأرض فى استردادها، فى أحد أفلام داود أولاد السيد، يتم هنا تحويل نقطة دفن فيها أحد اللصوص حصيلة سرقته من النقود إلى ضريح لشيخ مجهول من أولياء الله الصالحين يرفض الناس هدمه أيضا. وعُرض أمس الثلاثاء، فى تظاهرة نصف شهر المخرجين الموازية، فيلم المخرج التونسى علاء الدين سليم «طلامس»، ولاقى بدوره استقبالا طيبا. ويترقب الجميع هنا، فى أقسام الاختيار الرسمى، عودة المخرج الفلسطينى الكبير إيليا سليمان إلى المسابقة الدولية بفيلم «لا بد أن تكون هى الجنة»، بعد غياب 10 سنوات عنها منذ أن شارك بفيلم «الوقت المتبقى». وتعتبر المشاركة فى الدورة الحالية هى الرابعة، حيث شارك عام 2002 بفيلم «يد إلهية»، الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى فيلم «7 أيام فى هافانا»، الذى شارك فى قسم «نظرة ما «عام 2012. وفى قسم عروض خاصة الرسمى شارك فيلم «من أجل سما» للمخرجة السورية وعدالخطيب والمخرج الإنجليزى إدوارد واتس. وضمن الاختيارات الرسمية فى قسم «نظرة ما»، شاركت المخرجة المغربية مريم التوزانى بأول أعمالها الروائية الطويلة بعنوان «آدم»، ويدور حول أرملة تدعى «عبلة «تعيش برفقة ابنها الذى يبلغ من العمر 10 سنوات، وتقرّر أن تفتتح عملاً تجارياً من مطبخها بعد وفاة زوجها، حتى تؤمن لابنها حياة أفضل.. وفى نفس القسم عُرض فيلما «بابيشا» للمخرجة الجزائرية مونيا مدور و«زوجة أخى» إخراج التونسية الكندية مونيا شكرى.