رغم مرور الصومال بكارثة حقيقية تضرر علي أثرها مالايقل عن10 ملايين شخص بسبب الجفاف, فان السفر إلي هناك ينطوي علي خطورة كبيرة لعدم وجود حكومة مستقرة بالبلاد منذ عام1991. إلي جانب وصف منظمة مراسلون بلا حدود بالبلد الأكثر دموية للصحفيين في إفريقيا وهو ما أدي إلي تقلص اعداد مراسليها هناك, وهو ما أثر سلبيا علي تقديم تغطية واقعية وصور حقيقية للكوارث اليومية ومن ثم التبرعات. فدولة كبري كبريطانيا لم تستجب بالشكل الأمثل, فتبرعاتها جاءت أقل بكثير من تبرعاتها السابقة في أزمة تسونامي أو زلزال هايتي, ورغم أن كارثة الصومال خلفت ضحايا أكبر فتبرعاتها وقفت عند4.50 مليون جنيه استرليني فقط مقارنة ب58.89 مليون لهايتي و96 مليونا لتسونامي أي مايعادل هذه التبرعات45 مرة. ورغم تفاقم الأزمة فالأرقام الصادرة عن لجنة الطوارئ والكوارث تكشف عن عدم الاستجابة بالشكل المناسب للأزمة, ففي الأسابيع الأولي من الحملة المخصصة لجمع التبرعات وردت تبرعات بقيمة45 مليون جنيه اسرتليني للصومال مقارنة ب396 مليون جنيه استرليني لضحايا تسونامي في عام2004 و106 ملايين جنيه استرليني لضحايا زلزال هايتي و71 مليون جنيه استرليني لباكستان لمساعدتها في حملاتها الأخيرة علي الإرهاب مع الأخذ في الاعتبار أن الأسابيع القليلة الأولي للتبرعات تتميز بحصيلة أكبر, حيث تكون استجابة الناس أسرع لوسائل الاعلام. وصرح كاث هيندلي نائب الرئيس التنفيذي للجنة الطوارئ والكوارث بأنه من الصعب المقارنة بين ماحدث في الصومال وماحدث في هايتي لما أحدثته الصور من فارق كبير جدا, فالناس يستجيبون بشكل أكبر وأسرع للزلازل عن المجاعة. النقص في التبرعات البريطانية ينعكس بشكل كبير علي العالم أجمع, فالأمم المتحدة تناضل لجمع919 مليون دولار لتقديمهم كمساعدات إنسانية للصومال في ظل وجود أعداد هائلة من المنكوبين في جميع أنحاء الصومال وجنوب السودان واثيوبيا وكينيا. فعدم قدرة الإعلام علي الوصول إلي هناك ترجع إلي الأوضاع الأمنية وخير دليل علي ذلك مقتل فرح حسن سهل(45 عاما) مقدم في محطة إذاعية صومالية بالرصاص يوم الجمعة الماضي. وكان السبيل الأمثل والآمن لهؤلاء المراسلين لتقديم تقرير عن الأزمة التي تشهدها الصومال هو مقابلة اللاجئين الصوماليين الذين فروا سيرا علي الأقدام إلي مخيمات في مناطق نائية في كينيا واثيوبيا وكان من المقرر أن تصطحب وكالات الإغاثة بعض الصحفيين إلي العاصمة مقديشيو حيث عشرات الآلاف من السكان الذين فروا من الريف ولكن تم إلغاء هذه الترتيبات بسبب المخاوف الأمنية, وكان هناك بعض الصحفيين يدفعون مايصل إلي900 دولار يوميا مقابل دخولهم وحراستهم من قبل رجال الميليشيات.