إن الناظر فى أحوالِ الناسِ اليوم يجد أن الكثير من الناس قد تورطوا فى الإسراف فى الكثير من أمور حياتهم والإسراف هو تجاوز الحد فى الحلال، كإنفاق المال فى الطعام والشراب الزائد عن حاجتك فلا تأكل منه إلا القليل ثم ترميه فى القمامة بعد ذلك فشراء الطعام فى حد ذاته حلال لكن كونه زائد عن حاجتك ومن ثم عدم استعماله حتى يفسد فهذا إسراف نهي الإسلام عنه فقال سبحانه «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين» سورة الأعراف: 31. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فى الأمور كلها فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله «كُلوا واشربُوا وتَصدَّقوا والبسُوا منْ غيرِ سَرَفٍ ولا مَخِيلةٍ» رواه ابن ماجة. وللإسراف فى حياتنا صور كثيرة منها: الإسراف فى الماء: حيث يستخدم بعض الناس الماء استخداما فيه سرف شديد فيهدره فى رش الطرق وغسل السيارات بخراطيم المياه والمبالغة فى استخدام الماء فىالمنزل سواء كان ذلك فى المطابخ أو فى دورات المياه مع أن النبي نهى عن الإسرافِ فى الماءِ، ولو كان استعماله فى عبادة فضلاً عن غيرها، فلقد رأى النبي سعد ابن أبي وقاص يسرف فى استخدام الماء عند وضوئه، فقال له ما هذا السرف يا سعد؟ فقال سعد أفى الوضوء سرف يا رسول الله، فقال نعم، وأن كنت على نهر جار «أخرجه الإمام أحمد, والإسراف الواقع من بعض المسلمين فى حفلات الزواج، والتنافس فى البذخ وإنفاق الأموال الطائلة؛ مع أن الله تعالى سائل كل عبد عن ماله فيما أنفقه؟! فليعد كل منا للسؤال جوابا , والإسراف فى إقامة سرادقات العزاء وخروج الأمر عن قصد استيعاب المعزين الذين لا تسعهم البيوت إلى التفاخر والتباهي بالفراشة التي تتم إقامة السرادقات بها بل وبقارئ القرآن وبأجره الذي يتقاضاه وغير ذلك ولا شك أن هذا من الإسراف المحرم وتشتد حرمتها إذا كان أهل الميت فى حاجة إليها, والإسراف فى الشراء فالإنسان عنده شهوة للشراء، فهناك أناس للأسف مولعون بالشراء وخاصة النساءفيشترون ما لا يحتاجون إليه من الكماليات.إن من أعظم ما يتميز بهالمسلم فى حياته هو التوسط والاعتدال فى جميع شئونه، فلا إفراط ولا تفريط ونحن لا نقول بأن لا يهتم الإنسان بأكله ولا بشربه، ولا يلبس لباسًا حسنًا أمام الناس، لكن لا يتجاوز المعقول فيصل إلى حد الإسراف!