انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تواجد عدد من الدراجات البخارية بأوقات متأخرة من الليل ويبدأون في التجوال بالشوارع ودخول الأحياء الشعبية والأزقة ويمارسون أعمال البلطجة علي الأهالي نتيجة الانفلات الأمني وهو ما يثير الرعب بين أهالي المناطق كما يقومون باستخدام السنج والمطاوي وطعن المشاة وهو ما يثير القلق للكبار والصغار ويزعج المرضي والأطفال ويستقلها شباب دون السابعة عشرة ولا تحمل معظمها أي ألواح مرورية حتي صارت وباء لا يمكن تحمله. وتتزايد أماكن تأجير هذه الدراجات دون أي شروط أو ضمانات وهو ما يجعلها أداة لممارسة البلطجة دون حسيب أو رقيب. أحمد منسي تجاوز الأربعين من عمره تعرض لحادث وذلك علي يد أحد هؤلاء السائقين وتعرضت إحدي ساقيه للإصابة وهو ما جعله عاجزا عن التحرك أو العمل ومن حينها يبحث عن أي مصدر رزق يناسب ظروفه لكن لم يتمكن من ذلك. حالة أحمد يوجد العديد منها بالمستشفيات ويكون الجاني لا يتجاوز عمرهم العشرين عاما ويقودون هذه الموتوسيكلات دون أي رقابة ومع الغياب الأمني انتشرت هذه الموتوسيكلات وانتشر مؤجروها ونتيجة عدم وجود أي شروط لتأجير هذه الدراجات يكثر الضحايا يوما بعد الآخر. بمنطقة الجيزة أعرب علي حمدي أحد سكان المنطقة عن استيائه من تواجد هذه الدراجات بكثرة خلال الفترة الأخيرة حيث يتم تأجيرها لصبية صغار السن دون أي شروط ومن المفترض أن تقوم المحافظة بالتحفظ علي هذه الدراجات إذا كانت لا تحتوي علي لوحات معدنية نظرا لما تسببه من خطورة علي أرواح وحياة المواطنين بالإضافة إلي ما تسببه في حوادث متكررة وعدم انتظام الحركة المرورية لذلك لابد أن يتم حجزها حتي يتم ترخيصها وصرف اللوحات المعدنية وهو ما كان يحدث قبل الثورة ولكن مع الغياب الأمني انتشرت دون حسيب أو رقيب مطالبا بضرورة ضبطها وتحرير محاضر ضدها. وأوضح قدري السيد موظف وأب لطفلين أن أغلب الذين يستقلونها لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما وتبدأ في مهاجمة المشاة وتقتل وتصيب دون حسيب أو رقيب بالرغم من أنها غير مسموح بسيرها بالشوارع ويقوم بتأجيرها البلطجية ويستخدمونها في ترويع الآمنين بالمنطقة كما أنه يعوق حركة سير السيارات ومن المفترض أن يكون هناك حملات أمنية مستمرة لضبط المخالفين لما يمارسونه من حركات بهلوانية تثير رعب المشاة. وتنتشر بضواحي الجيزة أعداد كبير من الموتوسيكلات التي يقودها الصغار بشكل يجعل الأهالي يشعرون بالرعب نتيجة استخدام الصبية لسنج وآلات حادة يستخدمونها لسرقة وترويع الأهالي كما تستخدم في السرقة والخطف والتهديد وأغلبها لا تحمل أي ترخيص أو لوحات معدنية. وفي شارع شبرا لا يختلف الأمر كثيرا فتنتشر هذه الدراجات ليلا فيقول حسن محمود موظف ويقطن بالمنطقة إن حياتهم تحولت إلي جحيم لا يطاق نتيجة فوضي تواجد هذه الدراجات والموتوسيكلات دون ترخيص كما أنها تهدد حياة المواطنين وتنشر الفوضي نتيجة الغياب الأمني وعدم تواجد رجال المرور بكثافة ويقوموا بترويع الفتيات والأطفال مطالبا الأجهزة الأمنية بتكثيف الحملات لضبط هذه الموتوسيكلات وضبط سائقيها. ويقول محمد صلاح موظف أن السبب في انتشار هذه الظاهرة هو تواجد الموتوسيكلات الصيني التي غزت الأسواق ويتم تأجيرها بالساعة ولا يهمهم سوي تحقيق الربح بصرف النظر عن أعمار من يستأجرونها لذلك لابد من التعرف علي الأماكن التي تقوم بتأجيرها حتي لا يتعرض الناس لمضايقات وتعرضهم للخطر تحت عجلات هذه الموتوسيكلات كما أن المستشفيات بالمنطقة تستقبل العديد من الحالات التي تتعرض إلي حالة الإصابة منها نتيجة السرعة الجنونية لهذه الموتوسيكلات مؤكدا ضرورة تكثيف الحملات الأمنية لمواجهة هذه الظاهرة التي تواجه الأهالي وتعرض حياتهم للخطر. ويقول أحمد علي مدرس وأب لطفلين إن المنطقة تعاني الأمرين من انتشار هذه الموتوسيكلات دون أي تواجد أمني وهو ما جعل الأهالي يتقدمون ببلاغات ضدهم لضبطهم ولكن لا حياة لمن تنادي وهو ما جعلهم يفقدون الثقة في الأمن. ويضيف أن تواجد هذه الموتوسيكلات يكون بكثافة في الأوقات المتأخرة من الليل وفي أوقات الأفراح فالبعض يعتبرها وسيلة للتعبير عن أفراحهم ويقومون بعمل حركات دائرية بالأرض علي شكل خمسة لمنع الحسد وهو ما يتسبب في حدوث أصوات مرتفعة لهذه الموتوسيكلات مما يثير إزعاج الأهالي. أما طلعت علي محاسب وأب لثلاثة أطفال فيوضح أن قائدي هذه الموتوسيكلات لا يكتفون بذلك بل يقومون بتركيب أجهزة لتشغيل الأغاني بصوت مرتفع ويظلون يتجولون بالمنطقة حتي ساعات متأخرة مما لا يمكنهم من النوم وفي رمضان يعدون بمثابة المسحراتي ولم يكتفوا بذلك بل يقومون بإطلاق النار أيضا وهو ما يسبب حالة ذعر للأهالي. فمسلسل الانفلات الأمني مازال مستمرا مع ما تتعرض له شوارع العاصمة من مظاهر تحتاج إلي وقفة وتشديد الرقابة للحفاظ علي أرواح المواطنين وحياتهم داخل وخارج منازلهم. تحقيق: سارة طعيمة