نجا المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم من فخ «الهزيمة» واكتفى بالتعادل الإيجابى مع مضيفه النيجر بهدف لكل فريق فى اللقاء الذى جمع بينهما أمس فى ملعب سيناى كونتشى فى الجولة السادسة والأخيرة من عمر المجموعة العاشرة للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا . وبهذه النتيجة حل المنتخب «المتأهل بوصفه صاحب شرف تنظيم البطولة القارية» فى المركز الثانى خلف تونس رافعا رصيده إلى 13 نقطة، فى المقابل نال منتخب النيجر النقطة الثالثة له فى التصفيات . وتقدم المنتخب بهدف سجله لاعبه محمود حسن تريزيجيه فى الدقيقة 47، ورد النيجر بالتعادل فى الدقيقة 82 عبر موتارى أمادو ، وكادت النيجر أن تهز الشباك فى الثوانى الأخيرة وتنتزع النقاط الثلاث . وكشفت المباراة التى تعد الأولى لخافيير أجيرى المدير الفنى للمنتخب فى رحلة »الإعداد« لأمم إفريقيا المقبلة النقاب عن عدة سلبيات لابد من الإسراع فى علاجها خلال الأشهر الثلاث المقبلة لتوفير منتخب قوى قادر على إحراز الكأس القارية للمرة الثامنة فى التاريخ . وأول السلبيات «غياب صانع الألعاب والعقل المفكر» ، وهى ترجع فى الأساس إلى سوء تمركز لاعبى الوسط فى ظل الاعتماد على طريقة 4-1-4-1 التى تتحول إلى 4-3-3 ويتخلى فيها أجيرى عن لاعب الوسط المهاجم صاحب القدرة على بناء الهجمات وتنظيم الكرة وتوجيه تقدم ظهيرى الجنب ، فى ظل النزعة الدفاعية التى يملكها ثلاثى الوسط الذى بدأ بهم المواجهة وهم نبيل دونجا وعمرو السولية وعلى غزال ، وهو ثلاثى يجيد فقط التسديد من خارج منطقة الجزاء على الصعيد الهجومى أو المتابعة الهجومية فى الكرات العرضية ، وهى نفس المشكلة التى يعانى منها طارق حامد ومحمد الننى محورى الإرتكاز الغائبين عن اللقاء . وثانى السلبيات «الدفاع السيئ فى العرضيات» وهى مشكلة تواجه المنتخب باستمرار رغم الدفع بثنائى متفاهم يلعبا معا منذ بداية الموسم فى فريق واحد وهما على جبر وأحمد أيمن منصور »ثنائى بيراميدز« وكلاهما فشل فى التعامل بسبب التمركز الخاطيء مع الكرات العرضية كما لم يظهر دور ليبرو الوسط أو المدافع الثالث الوهمى الذى يؤدى دوره على غزال فى تشتيت الكرات الضالة وكذلك نبيل دونجا الذى تحول إلى ليبرو الوسط فى الشوط الثانىوهو سبب من أسباب هدف التعادل الذى سجله منتخب النيجر فى المواجهة وأهدر أكثر من فرصة ، ولم ينجح أجيرى فى وضع أدوار واضحة لظهيرى الجنب محمد هانى وكريم حافظ فى التغطية العكسية رغم أن الأول لعب مدافعا عدة مرات فيما يلعب الثانى محترفا فى أوروبا ، نفس المشكلة تكررت فى مباراة تونس بالجولة الخامسة مع ظهيرى جنب آخرين هما أحمد المحمدى وأيمن أشرف . وثالث السلبيات »حقل التجارب« الذى فرض نفسه على الجهاز الفنى فى التعامل مع وضع التشكيلة الأساسية التى سيبدأ بها اللقاء وأشرك فيها أكثر من 70% من لاعبين لم يكونوا موجودين فى المنتخب الذى واجه تونس فى الجولة الخامسة مثل أحمد الشناوى حارس المرمى ومحمد هانى وأحمد أيمن منصور وعلى جبر وكريم حافظ وعلى غزال وكوكا وعمار حمدي. وهو ما أدى إلى افتقاد الخطوط الثلاث للترابط فى أرض الملعب ، وهو ما أدى إلى لجوء المدير الفنى للدفع بلاعبه محمود حسن تريزيجيه لتنشيط الجانب الهجومى فى النصف الثانى ، ومحاولة الوصول لمرمى المنافس. فى الوقت نفسه خرج المنتخب بعدة مكاسب من اللقاء أولها الظهور الجيد لأحمد الشناوى حارس المرمى رغم مشاركته فى مسئولية الهدف الذى اهتزت به شباكه حيث تصدى لركلة جزاء وأكثر من فرصة ، وثانيها عمار حمدى صانع تمريرة هدف تريزيجيه فى اللقاء والذى لعب دور الجناح المهاجم بشكل جيد وكان مصدرا فى صناعة سرعة الأداء ، وثالثها استمرار التألق «الفردي» لتريزيجيه خاصة فى غياب محمد صلاح وتسجيله لهدف هو الثانى له على التوالى مع المنتخب بعد التسجيل فى تونس وهو يعد النجم الثانىهجوميا فى تشكيلة الفراعنة حاليا . وعن أحداث اللقاء ، بدأ المنتخب الشوط الأول بتشكيلة تضم أحمد الشناوى حارسا للمرمى وعلى جبر وأحمد أيمن منصور قلبى دفاع ومحمد هانى ظهير أيمن وكريم حافظ ظهير أيسر ونبيل دونجا وعمرو السولية وعلى غزال كمثلث وسط مدافع خلف الثلاثى عمرو وردة وعمار حمدى صانعى الألعاب أو الجناحين الهجومين خلف أحمد حسن كوكا رأس الحربة . ومع انطلاق الشوط الأول اشتعلت المباراة مبكرا عندما طالب واتارا مهاجم النيجر بركلة جزاء بسبب عرقلة دونجا له داخل منطقة الجزاء فى كرة تحمل الكثير من الشك لمصلحة »النيجر« بعد مرور دقيقتين فقط ، لم يحتسبها الحكم ، ثم حاول المنتخب بناء هجمات عبر كوكا وعمرو وردة وعمار حمدى مثلث المقدمة ولاحت فرصتان الأولى فى الدقيقة 26 عبر تسديدة قوية لعمار حمدى تصدى لها الحارس ، والأخرى فى الدقيقة 33 عندما نجح واتارا فى اختراق الدفاع المصرى وحول عرضية تلقاها بتسديدة قوية مرت بجانب القائم الأيمن لأحمد الشناوى لينتهى الشوط الأول بالتعادل السلبى بدون أهداف . وفى النصف الثانى كان التغيير الأول بمشاركة تريزيجيه بديلا لعلى غزال، وتغيير لافت فى طريقة اللعب إلى 4-2-3-1 ، ومع أول ظهور هجومى لتريزيجيه، عبر تمريرة زميله عمار حمدى نجح اللاعب المحترف فى قاسم باشا التركى فى تسجيل هدف التقدم للمنتخب فى الدقيقة 47 بمهارة فردية استخدم فيها خبراته فى هز الشباك ووضع الفريق فى المقدمة . وفى الدقيقة 54 يرد منتخب النيجر بهجمة سريعة ويتعرض سليمانى للعرقلة من جانب على جبر ويحتسب الحكم ركلة جزاء ، ينفذها ساكو ويتصدى لها بنجاح أحمد الشناوى حارس المرمى . ويستمر ضغط النيجر وينقذ الشناوى فرصة أخرى عبر خطأ كاد أن يكلف المنتخب هدفا فى مرماه من نيران صديقة عبر كرة عكسية فشل فيها على جبر وكادت أن تسكن الشباك فى الدقيقة 56 . ويدفع المدير الفنى بلاعبه عبدالرحمن مجدى بديلا لعمار حمدى ، ثم يشرك مصطفى محمد بديلا لأحمد حسن كوكا ، وسط استمرار لضغط النيجر الذى أسفر فى الدقيقة 82 عن تسجيل هدف التعادل عبر موتاري أمادو من تسديدة صاروخية، وتمر الدقائق تباعا ويتصدى الشناوى لفرصة أخرى عبر أمادو كاد يهز بها الشباك ليطلق الحكم صفارة نهاية اللقاء معلنا التعادل الإيجابى بين الفريقين . تناول المشروبات تناول لاعبو المنتخب الوطنى المشروبات مرتين خلال شوطى المباراة بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى النيجر، بناء على الاتفاق الذى تم خلال الاجتماع التنسيقى للمباراة بين الجانبين وتم الحصول على موافقة الاتحاد الإفريقي، بإيقاف المباراة مرتين لتناول المشروبات، فى اللحظات الأخيرة خاصة وأن درجة الحرارة تخطت ال 40 . استياء فنى ظهرت حالة الاستياء على وجوه اعضاء الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بسبب حالة عدم الانسجام التى ظهر عليها اللاعبون خلال المباراة، وخاصة فى الشوط الثانى الذى شهد حالة من التراجع على المستويين الفنى والبدني، وكاد منتخب النيجر ان يستغل هذا التراجع ويحقق الفوز وظهرت الصيحات من جانب الجهاز الفنى فى الدقائق الأخيرة عالية . 2000 مشجع شهد ملعب الجنرال سيناى كونتشي، الذى استضاف مباراة مصر والنيجر، فى ختام تصفيات أمم إفريقيا حضور 2000 مشجع لمساندة منتخب مصر، وبالتنسيق مع مسئولى السفارة المصرية فى العاصمة نيامى ومحمد أبو الوفا عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس بعثة الفراعنة، والذين دعموا اللاعبين بشكل قوى طيلة 90 دقيقة . إشادة خاصة حرص أحمد ناجى مدرب حراس مرمى المنتخب على توجيه الإشادة على أداء حارسهأحمد الشناوى فى أول ظهور دولى له بعد غياب دام عاما، مشيرا إلى أن الشناوى نجح فى التصدى لأكثر من فرصة بالإضافة إلى ركلة الجزاء التى قدم فيها رد فعل سريع فى التعامل معهاوهو إضافة قوية لمركز حراسة مرمى الفراعنة فى الفترة المقبلة . فرصة جنش تصاعدت أسهم محمود عبدالرحيم جنش حارس مرمى الزمالك والمتواجد برفقة المنتخب الوطنى فى معسكره الحالى فى اللعب أساسيا خلال ودية الثلاثاء أمام النيجر بعد اطمئنان الجهاز الفنى على جاهزية أحمد الشناوى والذى خاض 90 دقيقة كاملة فى مواجهة «النيجر»، لمنحه الفرصة دوليا لتقييمه بعد أن جلس بديلا لمحمد الشناوى عدة مرات . حامد والننى يدرس الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى الدفع بالثنائى طارق حامد ومحمد الننى بشكل أساسى عندما يلتقى نيجيريا فى المواجهة الودية المنتظرة بينهما بعد غد الثلاثاء ، فى ظل استدعاء نيجيريا لقوتها الضاربة من المحترفين فى أوروبا والخليج فى ظل خبراتهما الدولية الكبيرة بعد منح الفرصة إلى نبيل دونجا وعمرو السولية أمام النيجر . عمار «فرحان» أعرب عمار حمدى لاعب وسط المنتخب الوطنى عن سعادته بالمستوى الذى ظهر عليه فى لقاء النيجر فى أول ظهور دولى له، مشيرا إلى أنه سيبذل أقصى جهد لديه فى المرحلة المقبلة للتواجد ضمن حسابات خافيير أجيرى المدير الفنى للفراعنة من أجل الاستمرار برفقة المنتخب عندما يخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية صيف العام الحالى . أجيرى والأخطاء المدير الفنى: هناك إيجابيات .. والحرارة سر التراجع النيجر خاص الأهرام المسائى شدد خافيير أجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى ضرورة الاستفادة من الأخطاء التى ارتكبها اللاعبون، وعدم تكرارها فى المستقبل خاصة الوجوه الجديدة التى شاركت لأولمرة مع المنتخب، مشيدا بمستوى الثنائى عمرو السولية وعمار حمدى اللذينقدما مستوى جيدا خلال المباراة ونفذوا تعليمات الجهاز الفنى حرفيا وهو ما ساعد فى السيطرة على مجريات الأمور وإيقاف خطورة لاعبى النيجر وحماسهم الشديد . وأرجع أجيرى سبب تراجع مستوى لاعبيه فى الشوط الثانى لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية التى عانى منها الفريق منذ الوصول إلى النيجر، مؤكدا أنه كمدير فنى يلتمس العذر للاعبين وينتظر منهم الافضل فى المباريات المقبلة . وتطرق مدرب المنتخب للحديث عن أهمية مباراة نيجيريا ورغبته فى الدفع بالعناصر الاساسية منذ بداية المباراة أمثال الثنائى طارق حامد ومحمد الننى الذين غابا عن هذه المباراة للإيقاف وكذلك محمود تريزيجيهوباهر المحمدي، فى ظل قوة المنتخب النيجيرى الذى يخوض هذه المباراة بكامل نجومه وسنبدأ فى التحضير لها من الآن . الحصاد .. 16 هدفا و13 نقطة والهداف «صلاح» مابين 6 مباريات والانتصار 4 مرات والخسارة »الوحيدة« جاء حصاد المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم فى رحلة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة فى صيف العام الحالى . وبانتهاء التصفيات ، نجد أن المنتخب خاض 6 مباريات قاده خلالها مدربان ، الأول هو هيكتور كوبر الذى خسر اللقاء الافتتاحى أمام تونس بهدف دون رد ، والثانى هو خافيير أجيرى المدير الفنى الذى أكمل المسيرة وفاز فى 4 مباريات وتعادل مرة واحدة ليحصد الفريق 13 نقطة . وسجل المنتخب فى التصفيات 16 هدفا فيما اهتزت شباكه 5 مرات . وينفرد محمد صلاح المحترف فى ليفربول الإنجليزى بلقب هداف المنتخب فى التصفيات برصيد 4 أهداف ، فيما يحل ثانيا خلفه فى اللائحة زميله محمود حسن تريزيجيه نجم قاسم باشا التركى3 أهدافثم يحل مروان محسن ثالثا فى الترتيب برصيد هدفين . نيجيريا تحت التقييم أغلق الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى المدير الفنى ملف مباراة النيجر فى ختام مشوار التصفيات المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا 2019 ، استعدادا لمواجهة نيجيريا وديا على أرضها بعد غد . وتحدث أجيرى عقب انتهاء المباراة مع لاعبيه مطالبا إياهم بالنظر إلى ما هو أهم والتفكير فى المباراة المقبلة أمام منتخب نيجيريا ، والتى لن تكون سهلة فى ظل استدعاء جهازه الفنى لكامل قوته الضاربة .
