نظمت جماعة الإخوان المسلمين أمس حفل إفطارها السنوي بمشاركة ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية فيما غاب عن الحضور المجلس الأعلي للقوات المسلحة والكنيسة القبطية. وكانت الجماعة قد أجرت أمس أول انتخابات علنية بأحد فنادق ال5 نجوم حيث فاز عبدالعظيم أبوسيف ومحمد أحمد إبراهيم وحسام أبوبكر الصديق في الانتخابات التكميلية لأعضاء مجلس الإرشاد التابع للجماعة بعدما تحررت من مطاردات ومضايقات جهاز أمن الدولة المنحل. ودعا الدكتور محمد بديع, المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين, جميع التيارات السياسية والفكرية إلي التوحد حول المتفق عليه دون اقصاء لأحد حتي تمر مصر بالمرحلة الحالية. وأكد خلال الإفطار السنوي الذي نظمته الجماعة أمس أن مصر عاشت ملكا لكل المصريين بكل ممتلكاتهم وأفكارهم وفشل كل المتآمرين عليها باستخدام ورقة الفتنة الطائفية, مضيفا أن الجميع قدم صورة لملحمة الشعب في ميدان التحرير.وقال: مصر لن تقبل أي تدخل خارجي في شئونها ولا أي جهة فمصر الثورة ماضية لاستعادة مكانتها وتمديدها للسلام مع الجميع وأن نعمل جميعا علي احترام ارادة الشعب وعدم النزول عن ارادته بعيدا عن التعالي أو إقصاء لأحد. وأشار بديع إلي أن النظام السابق اعتقل أكثر من40 ألفا من الإخوان علي مدار ثلاثين عاما ولذلك فلابد أن نتكاتف لبناء دولة مؤسسات ولبناء الدستور والقانون. وقال الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء إن اختلفنا في بعض الأفكار والطرق إلا أننا نتفق علي أهداف الأمة وأن نعمل معا لإعادة بناء مصر كما يجب أن تكون وأن تقوم علي سيادة القانون والمواطنة. ودعا الشعب المصري إلي أن ننحي خلافاتنا جانبا ونبحث عن صورة جديدة لمصر تليق بشعبها وبها. وأكد السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن مسألة مقاطعة الانتخابات كان معمولا بها عندما كان النظام السابق لا يصغي للرأي العام فالشعب المصري صاحب رأي وقرار. وأكد أن الرأي العام عندما يعترض علي القرار فلابد أن يستجاب له. وأضاف البدوي أن هذا التوقيت يحتاج منا إلي التوحد والتماسك فالمرحلة القادمة صعبة ولا يستطيع أي فصيل سياسي بمفرده أن يتحملها ولكن لابد من وحدة وطنية. وأكد أن أي حاكم قادم خادم لدي الشعب وأجير لدي الأمة والبرلمان المقبل يجب أن يكون توافقيا لأنه سيضع دستور البلاد. وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق وممثل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في حفل الإفطار في تصريحات لالأهرام المسائي إن اليوم يعتبر عيدا سعيدا لأن جماعة الإخوان استطاعت أن تنظم حفل إفطار بدون أي مطاردات أمنية من النظام السابق. وأضاف أن الإخوان تمثل تيار الإسلام الوسطي, وأنها قوة كبري استطاعت المشاركة في إنجاح ثورة25 يناير التي أسقطت النظام الظالم, مشيرا إلي أنه لا بديل عن تطبيق الدولة الإسلامية والحكم الرشيد, وقال إن الدولة الإسلامية هي في الأساس مدنية وليست دينية لأنه لا يمكن الفصل بين الدين والدنيا, فالدين لله والدنيا للجميع. وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إنه سعيد جدا بمشاركة الإخوان في حفل إفطارهم, لأنه ضروري جدا أن نجتمع معا من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمصر, ولم شمل المصريين, بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية والفكر للقوي السياسية المختلفة. وكان حفل إفطار الجماعة قد شهد حضورا إعلاميا مكثفا وعددا كبيرا من الشخصيات السياسية العامة, وكان في مقدمتهم أيمن نور المرشح المحتمل للرئاسة, بينما تغيبت الكنيسة عن الحضور, وكذلك المجلس العسكري. من ناحية أخري, أسفرت الانتخابات التكميلية لأعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أمس عن فوز عبدالعظيم أبو سيف, ومحمد أحمد إبراهيم, وحسام أبو بكر الصديق كبدلاء لكل من الدكتور محمد مرسي, والدكتور عصام العريان, وسعد الكتاتني لتوليهم مواقع قيادية بحزب الحرية والعدالة. وفي كلمته في افتتاحية اجتماع مجلس شوري الجماعة أكد الدكتور محمد بديع أن انتخابات أعضاء مكتب الإرشاد التكميلية جاءت في هذا الجو العلني بفضل من الله عز وجل, ونعمته علي مصر, حيث إنها ثمرة من ثمرات ثورتها المباركة التي حققت حرية الكلمة, وحرية المواطن المصري الأصيل, ومن ضمنها حرية جماعة الإخوان المسلمين.
