كرم معرض الكتاب, مساء أمس, الموسيقار راجح داود بمنحه درع اليوبيل الذهبي للمعرض, حيث سلمه له د.هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب, في لقاء مفتوح تحدث فيه عن نشأة الموسيقي التصويرية وتطورها والمصاعب التي تواجهها, كما تحدث عن محطات فنية في مشواره الفني. وقال داود إن الموسيقي في السينما الروائية تعد من أهم عناصر الفيلم, فهي روح العمل فلا يوجد فيلم يمكن مشاهدته بدون موسيقي جيدة تؤلف من روح الفيلم, ضاربا المثل بمقولة المخرج داود عبد السيد الذي قال الفيلم بلا موسيقي جسد بلا روح. وأوضح أن مشكلة التأليف الموسيقي إنتاجية بحتة, لأن الموسيقي التي ألفها الموسيقار ما هي إلا ورق لكي ينفذ, يجب أن يكون هناك أوركسترا وأجهزة تسجيل متخصصة, رغم أنها عملية مكلفة بالنسبة للمنتج, ففي فترة الأربعينيات كانوا يستعينون بالموسيقي العالمية في المشاهد. وأشار إلي أن بدايته كانت في السينما التسجيلية, معتبرا أهم فيلم قدمه بها هو محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع إخراج محمد كامل القليوبي, وفي الروائي كان أول فيلم الصعاليك مع داود عبد السيد, ثم البحث عن سيد مرزوق, والشكل التقليدي لتقديم موسيقي لفيلم هو أن المخرج يطلب من المؤلف الموسيقي وضع الموسيقي بعد انتهاء التصوير, وهذا حدث في فيلم الصعاليك وأرض الأحلام, أما في فيلم أرض الخوف قرأته قبل التصوير ووضعت أفكاري علي ورق, لأن فيه بعد فلسفي يوحي للمؤلف بروح معينة فعملت الموسيقي قبل تصوير الفيلم لأن هذا أعطاني مساحة للخيال لأن الصورة تحدد الخيال, لكن أفلام الحركة والكوميديا توضع الموسيقي بعد التصوير. وعن فيلم الكيت كات أوضح أن الفيلم يتحدث عن فكرة الإنسان الذي يحارب عجزه وينتصر عليه, وعندما فكرت في موسيقي ملائمة اخترت آلتين عكس بعضهما متناقضتين وعندما عرض الفيلم نال إعجاب الجمهور والنقاد إلا الموسيقي وجه لها النقد لكن بعد سنوات رأي الجمهور تغيرا, وكلمني أحد النقاد الذين انتقدوا الموسيقي عندما شاهدوا الفيلم للمرة الأولي وقال إنه يشاهده علي التليفزيون, واكتشف أنه أحب الموسيقي, وأن المشكلة ليست بها ولكن في الجمهور الذي تعود علي أن يسمع موسيقي معينة عندما يري منطقة شعبية. وأشار إلي أنه لا يفضل تقديم موسيقي للمسلسلات, لأنها عبارة عن كم وليس كيف, والمسلسلات نفسها مدتها30 حلقة, وكل حلقة أكثر من نصف ساعة, فالموسيقي فيها تكون مجرد رغي وهذه طبيعة هذا الفن, لكن الموسيقي التي يهتمون بها في المسلسل هي التتر, لكن الفيلم مدته ساعتان وتراه في مكان مخصوص, لكن بعض المسلسلات لها قيمة عالية وقدمت موسيقي لمسلسلات لكن ليست كثيرة وكنت أحاول أن أتعامل معها مثل السينما. وحول موسيقي المهرجانات أكد أنها مهمة وظاهرة صحية, وأنها نوع من التمرد علي ما هو ثابت, فالظاهرة في حد ذاتها جيدة لكن كموسيقي لا قيمة لها ولن تعيش, لكنها ستأخذنا لمرحلة أخري أفضل فهي عملية رفض لما هو ثابت.