عندما شعرت العجوز ببرودة الجو تعصف بجسدها النحيل فهي لا تقوي علي تحمل برد الشتاء القارس بعد أن تجاوزت العقد التاسع من عمرها ويئست من الحصول علي الدفء وهي علي فراشها ملفوفة ببطانية ثقيلة; فكرت أن تقاوم برودة الجو وتنهض من فراشها بحثا عن أي وسيلة تمكنها من الحصول علي الدفء. أمسكت المرأة العجوز بالعصا التي تتوكأ عليها ونهضت متثاقلة من فراشها تبحث عن حطب تشعله فوقعت عيناها علي قطع خشبية ملقاة في أحد جوانب المنزل فاتجهت إليها وأحضرت عود ثقاب وكمية من الكيروسين وسكبته علي الخشب وأشعلت النار فيها فجلست تستمتع بحرارة النار تسري في جسدها وكأن الحياة عادت إليها فغلبها النعاس. تلقي اللواء هشام الشافعي مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج إخطارا من العميد عبد الحميد أبو موسي مدير إدارة البحث بمصرع ربة منزل بدائرة قسم طهطا; فانتقل علي الفور العميد طارق يحيي رئيس مباحث المديرية والعقيد ياسر صلاح رئيس فرع البحث للشمال لمكان البلاغ لكشف ملابسات الواقعة; وبالفحص تبين مصرع استرضينا93 سنة ربة منزل وتقيم بذات الناحية وبسؤال ابنها رجب57 سنة عامل ويقيم بدائرة القسم أفاد بأنه أثناء قيام والدته بإشعال النيران بكمية من الأخشاب للتدفئة امتدت النيران لملابسها مما أدي لإصابتها بحروق بالجسم ووفاتها وأضاف أنها تقيم بمفردها ونفي الشبهة الجنائية; وبتوقيع الكشف الطبي علي الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بإصابتها بحروق بالجسم من الدرجات الثلاث الأولي وأن سبب الوفاة صدمة عصبية ولا توجد شبهة جنائية. فتم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة وباشرت التحقيق.