إن قلب الإنسان يكاد يكون مثل القلعة الحصينة, ولكن هناك دائما عدو مترقب لهذه القلعة, منتظر أن يجد ثغرة ليس عليها حراس, وما إن تفتح هذه الثغرة إلا وينفذ منها العدو في لمح البصر إلي داخل القلب. ومن تلك الثغرات التي ينفذ منها الشيطان إلي القلب: 1- الغضب والشهوة فالغضب هو غول يضعف التحكم في العقل, وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان, وكلما غضب الإنسان كلما لعب به الشيطان, فحين تغضب يجري منك الشيطان مجري الدم, فلا تدري ما تفعل, لذا إياك والغضب, وإذا غضبت قم فتوضأ فإن الوضوء سيعيدك إلي توازنك واستعذ بالله من الشيطان الرجيم. 2- الحسد والحرص فإذا تمكن الحسد والحرص من العبد فإنهما يعميانه عن نور البصيرة, فعندها يجد الشيطان فرصة رائعة للدخول إلي هذا الحصن. واعلموا أن بالحرص والحسد يهلك إبليس الناس, فإبليس بالحسد لعن وجعله الله شيطانا رجيما, ولما أبيح لآدم الجنة كلها إلا الشجرة أصاب منه إبليس حاجته بالحرص. 3- الشبع من الطعام فإن الشبع يقوي الشهوات وهو من أسلحة الشيطان للدخول إلي قلب الإنسان, ففي كثرة الطعام خصال كثيرة مذمومة, ومنها أنها تثقل العبد عن طاعة الله, ويكون هناك في القلب قساوة فإذا سمع العبد كلام الحكمة والموعظة لا يجد له رقة في قلبه, ثم إن هذا القلب يهيج فيه الأمراض. 4- الطمع في الناس إذا غلب الطمع علي قلب الإنسان, فقد ينافق إنسان آخر طمعا فيما عنده, وقد يمدحه ويداهنه حتي يحصل علي ما عنده, لذا انتبهوا فالعبد لا يجب أن يسأل أحدا غير الله سؤال طمع, لأن عندها سيدخل إليك إبليس بمنتهي السهولة. 5- العجلة وترك التثبت في الأمور من مداخل الشيطان علي الإنسان وقد قال سبحانه( خلق الإنسان من عجل) وقال أيضا: (وكان الإنسان عجولا) ولقد نبه النبي صلي الله عليه وسلم أيضا علي التسرع فقال:( العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالي) وهذا معناه أن الأعمال ينبغي أن تكون بعد التبصرة والمعرفة والتأمل والتمهل, والعجلة تمنع ذلك, واعلموا أنه عند الاستعجال يفرش الشيطان شره علي الإنسان ومن ذلك الاستعجال في الصلاة حتي ينقرها العبد ويكون كما قال النبي صلي الله عليه وسلم للرجل الذي يسرع في صلاته, ارجع فصل فإنك لم تصل.