اخترعت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق طريقة جديدة للحساب غير تلك التي يعرفها ويعمل بها جميع البشر منذ أرشميدس وابن الهيثم, وأصبح لديها فقط الواحد يساوي اثنين, بمعني أنك إذا ركبت المترو محطة واحدة فقط سيتم احتسابها محطتين, لتتحطم علي صخور قوانين ولوائح الشركة قواعد المنطق أيضا! المنطق يقول إنك إذا ركبت المترو من المحطة( أ) إلي المحطة( ب) مثلا ثم غادرته, فإنك هكذا تكون قد استخدمته لمسافة محطة واحدة, لكن مسئولي المترو يصرون علي أنهما محطتان باحتساب محطة الركوب نفسها! وكنت قد ركبت المترو, أمس الأربعاء, علي الخط الثاني من محطة أم المصريين إلي محطة العتبة, وراجعت الخريطة وعددت المحطات لأجدها تسعا, الجيزة وفيصل وجامعة القاهرة والبحوث والدقي والأوبرا والسادات ومحمد نجيب والعتبة, أي منطقة واحدة, وعليه فقد اشتريت تذكرة بثلاثة جنيهات.. وعندما وصلت إلي محطة العتبة, فوجئت بمسئوليها يصرون علي أن تذكرتي متجاوزة وأن علي دفع غرامة خمسين جنيها وإلا سيتم تحرير محضر لي وتحويلي إلي النيابة! وباللجوء إلي ناظر المحطة, قال إن هذه هي اللوائح ولا ذنب له فيها, وهي تنص علي احتساب محطة المغادرة.. وعندما رددت بأن ذلك غير منطقي وبأن التحرك من نقطة إلي نقطة يساوي محطة واحدة, قال إن المواطن من الممكن أن يدخل المحطة ويشتري التذكرة ثم يخرج دون أن يستقل المترو وبذلك يتم احتسابها(!!) فسألته: هل أنت مقتنع بما تقول؟ فرد: لا ولكنني مضطر إلي تنفيذ اللوائح والتعليمات! دفعت الخمسين جنيها لكي يكون لدي مستند أعرضه علي من يرغب في حل هذا اللغز, والمسألة أهديها لوزير النقل والمواصلات ورئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو لعلهما ينتصران للمنطق وأصول الحساب.