أمام مكتب تسوية منازعات شبرا وقفت أم السعد(51 سنة) تائهة تتلفت يمينا ويسارا باحثة عن أحد يرشدها عن الدعوي التي يجب أن تتقدم بها قائلة إنها تريد أن تتخلص من الحياة التعسة التي تعيشها. قالت أم السعد إنها ربة منزل ولديها ولدان متزوجان يعيشان بعيدا عنها في رغد وبنت متزوجة وابنتان لم تتزوجا, وتعيش معهما في بيت جدتهم بالبساتين بعد أن طردهم صاحب العمارة لعجز زوجها صبري(57 سنة) عن دفع الإيجار. وأضافت الزوجة قائلة إن زوجها تركها هي وابنتيها واستأجر شقة صغيرة في منشية ناصر يعيش بها وتكون قريبة من ورشة لتصنيع لي الشيشة وهجر أسرته تاركا زوجته غارقة في الديون التي تراكمت عليها بعد تزويج ابنتها وتحملت مصروفات الزواج وضمنت لها عيشة كريمة مع زوجها. فعلت أم السعد كل مابوسعها وقامت بالخدمة في المنازل رغم مرضها بالقلب وتحملت الآلام التي كانت تعتصرها في كل عمل تقوم به حتي تستطيع سداد أقساط زواج ابنتها وفجأة عجزت عن العمل ولزمت المنزل وتكفل بها أخوها وسدد عنها الأقساط لكن القدر لم يمهله ليكمل مهمته فوافته المنية ليترك شقيقته المريضة وابنتيها ضائعات رغم أن رب الأسرة لم يزل علي قيد الحياة. بكت أم السعد أمام مكتب تسوية المنازعات قائلة أنا أعرف أنه ميسور الحال يستطيع أن ينفق علينا أنا وابنتيه لكنه رفض وصمم علي أن يتركهما تعيشان مع جدتهما وأعيش معه بمفردي.