مشاركة موسعة تحبط المخططين لحادث المنيا.. وروح ميلاد حنا ورحلة الأنبا بشاي من كندا تكشف سر صمود المصريين جسد منتدي شباب العالم بشرم الشيخ إرادة المصريين وتحديهم للإرهاب, وعزيمتهم في التصدي لأي محاولة من شأنها أن تهز صورة مصر أو تنال من وحدة النسيج الوطني الذي كان وسيظل علي قلب رجل واحد تحت علم مصر الخفاق. فعلي الرغم من الحادث الإرهابي الذي شهدته محافظة المنيا واستشهد خلاله وأصيب عدد من أقباط مصر, فإن ذلك لم يحل دون الإقبال علي المشاركة في منتدي شباب العالم من قبل الإخوة الأقباط من الشباب المشاركين والرموز الدينية من داخل وخارج مصر كأبلغ رد علي المحاولات الخبيثة للنيل من إرادة المصريين وعزمهم علي التصدي للإرهاب ومن يمولونه. من أرض السلام مدينة شرم الشيخ, انطلقت رسالة السلام والمحبة إلي جميع ربوع الأرض ليلة أمس; والرئيس عبد الفتاح السيسي يطلق فعاليات المنتدي في حضور5000 شاب من أكثر من163 دولة من جميع أنحاء العالم, وكان مفتتح المنتدي بكلمة وصوت قبطي مصري أصيل هو الدكتور هاني ميلاد حنا نجل المفكر المصري الراحل الدكتور ميلاد حنا صاحب كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية الذي يمثل شعار منتدي شباب العالم في نسخته الثانية. جاءت كلمات الدكتور هاني ميلاد حنا معبرة عن قوة الشخصية المصرية التي رسمها والده في مؤلفه العظيم, ومحاورها السبعة انتماء مصر الفرعوني والثقافة اليونانية والرومانية وكذلك الانتماء القبطي والإسلامي, ووقوعها في المحيط العربي والإفريقي وحوض البحر المتوسط, معبرا عن الثراء والتنوع الحضاري والتاريخي الذي يعطي زخما وصلابة وقوة لشخصية الإنسان المصري علي مر العصور. لقد حرص نجل المفكر الراحل أن يقف أمام هذا المحفل الدولي علي أرض بلاده, متحديا خفافيش الظلام التي أرادت إرهاب مصر وإفساد فرحة المصريين باستضافة أكبر تجمع شبابي في العالم, ووقف شامخا يسرد سيرة والده وكيف تشبع بحب هذا الوطن وتشكلت ثقافته من ترانيم الكنيسة وصوت الأذان في مزج مصري خالص كغيره من أبناء هذا الوطن, ليؤكد الرجل أمام هذا الحشد أن والده الدكتور ميلاد حنا احتفظ في شخصيته بملامح الأعمدة السبعة التي بني عليها كتابه, وأن فكره تشكل في ثورة1919 التي كانت شعارها الدين لله والوطن للجميع عاش الهلال مع الصليب. جاءت مشاركة الدكتور هاني ميلاد وغيره من أبناء مصر من الأقباط وفي مقدمتهم الأنبا بشاي الذي حرص علي الحضور من كندا للمشاركة في فعاليات المنتدي, لتبعث رسالة إلي من أرادوا أن يفسدوا هذا العرس العالمي علي أرض مصر, مفادها أن مصر لا تنكسر ولا تتأثر ولا تركع وستنتصر علي أعداء الحياة وكارهي السلام ولن يستطيع أحد أن يعطل مسيرتها نحو المستقبل, وفي الوقت ذاته لن تتهاون لحظة في محاربة الإرهاب ومن يمولونه.