مباريات ذات طابع خاص.. لقاءات تتسم بالحساسية والحماس.. وغير ذلك من العبارات التي تنطبق بحذافيرها علي صدامات المنتخبات والأندية المصرية أمام نظيرتها الجزائرية علي صعيد منافسات الكاف, وتحولت هذه المواجهات إلي قصص رائعة رسخت في وجدان وعقول عشاق الكرة في البلدين الشقيقين, اللذين قدما العظماء للعبة في القارة الأفريقية, ودافعا عن سمعتها ببراعة في العديد من المحافل العالمية. وتستعرض الأهرام المسائي من خلال تلك السطور أشهر حكايات مقابلات فرق الفراعنة وبلد المليون شهيد التي بدأت رسميا منذ48 عاما. انتصار الشاذلي المواجهة الأولي التي جمعت فرق مصر والجزائر, حدثت منذ عام1970, وتحديدا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالسودان في العام ذاته, وانتهي اللقاء الأول بانتصار الفراعنة علي ستاد القاهرة بهدف دون رد, سجله أسطورة الترسانة والكرة المصرية والأفريقية والعربية حسن الشاذلي, من تسديدة قوية من وضع الحركة قبل أن تلامس الكرة الأرض. وفي اللقاء الثاني بالجزائر, تعرض منتخبنا لهجوم جماهيري, أدي إلي غضب الراحل عبده صالح الوحش, المدير الفني للمنتخب الوطني وقتها, ليطالب لاعبيه بضرورة تحقيق الانتصار علي الجزائر قائلا لهم: اسحقوهم حتي لاتقوم لهم قائمة بعد ذلك, لينتهي اللقاء بالتعادل1/1 وبادر منتخبنا بالتسجيل للشاذلي, قبل أن يتعادل المنتخب الجزائري في الشوط الثاني, ويتأهل الفراعنة ويطيحوا بمحاربي الصحراء, وينفذون طلب الوحش. حسن شحاتة حارسا من أغرب المواقف التي شهدتها مواجهات مصر والجزائر, ذلك الذي جمع المنتخبين في دورة البحر المتوسط بالجزائر, عام1975, والذي انتهي بفوز الجزائر بهدف دون رد, وذلك بعد أن انتقل حسن شحاتة قلب هجوم الزمالك والمنتخب الوطني للعب كحارس مرمي بدلا من إكرامي الذي تعرض للإصابة بعد أن استبدل منتخبنا تغييراته الثلاثة. صدمة المولودية بالرغم من أن الأهلي يمتلك كل ماهو رائع ومشرف وقياسي في بطولات الكاف, إلا أن بداية رحلة فريق القرن في أدغال أفريقيا, شهدت إخفاقا كبيرا أمام مولودية الجزائر, تمثل في خروج الأهلي من دور ال32 لبطولة دوري أبطال أفريقيا بالخسارة الثقيلة في الجزائر بثلاثة أهداف دون رد, قبل أن يحقق الفوز بهدف وحيد في القاهرة سجله محمود الخطيب. انسحاب1981 تسببت الظروف السياسية في حرمان عاشق الكرة في مصر والجزائر, من مواجهتين مثيرتين بين الأهلي وجيت تيزي أوزو شبيبة القبائل وقت أن كان تحت مظلة شركة للصناعات المنزلية, وذلك في عام1981, وتحديدا في دور الأربعة لبطولة دوري أبطال أفريقيا, بعد أن انسحب الأهلي عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات ليتأهل الكناري إلي النهائي, ويتوج باللقب. ملحمة الزمالك انتصار رائع حققته الكرة المصرية علي نظيرتها الجزائرية, تحقق من خلال الزمالك في دور الأربعة لدوري أبطال أفريقيا عام1984, بعد أن اصطدم الزمالك الرهيب بجيت تيزي أوزو في نصف نهائي البطولة القارية, وفي اللقاء الأول بالجزائر خسر الفريق الأبيض بثلاثة أهداف لهدف, وسجل هدف الزمالك الراحل إبراهيم يوسف قلب دفاعه. وفي لقاء الإياب علي ستاد القاهرة احتشد أكثر من90 ألف متفرج لمؤازرة الزمالك, وكتب نجوم أصحاب الأرض ملحمة رائعة بانتصارهم0/3, كان من الممكن زيادتها لولا تألق عمارة حارس الكناري, وسجل ثلاثية أصحاب الأرض جمال عبد الحميد من ركلة جزاء, ونصر إبراهيم والغاني الراحل كوارشي بضربتي رأس. انتقام الشياطين الأهلي نجح في الثأر من الهزيمة التي لحقت به أمام مولودية الجزائر في عام1976 ببطولة دوري أبطال أفريقيا, وذلك بعد أن نجح الفريق الأحمر في الإطاحة بالمولودية من دور ال32 لبطولة أبطال الكئوس عام1984 عام مواجهات مصر والجزائر بعد أن خسر الأهلي في اللقاء الأول بالجزائر بهدف دون رد, قبل أن يفوز في القاهرة1/3, وسجل أهداف الفريق المنتصر مجدي عبد الغني هدفان وطاهر أبوزيد. ربيع ضحية سطيف عصام ربيع, لاعب وسط الأهلي والمصري البورسعيدي في الثمانينيات والتسعينيات, كان ضحية إخفاق الأهلي في تخطي عقبة وفاق سطيفالجزائري في دور ال16 لبطولة أبطال الكئوس الأفريقية عام1988, بعد أن خسر الأهلي حامل اللقب في سطيف بهدفين دون رد, قبل أن ينهي موقعة ستاد القاهرة لمصلحته بالنتيجة ذاتها عن طريق ربيع ياسين وعلاء ميهوب, وفي ركلات الترجيح, التي حسمها سطيف لمصلحته, يهدر عصام ربيع إحدي الركلات ليقرر الجهاز الفني الاستغناء عنه. الدراويش في الصورة لم يغب الإسماعيلي عن لقاءات فرق مصر والجزائر, وشارك الدراويش في طوفان تلك المواجهات عندما اصطدم بمولودية قسنطينة في مايو من عام1992, وتحديدا في دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أفريقيا, خسر الإسماعيلي في مدينة قسنطينة بهدف لبوخدنة, وفي لقاء الإياب بالإسماعيلية انتهي الوقت الأصلي من المباراة بفوز الإسماعيلي بالنتيجة ذاتها, عن طريق مهاجمه الخطير ياسر عزت, بعد أن أجاد متابعة ركلة الجزاء التي نفذها أيمن رجب لترتد من الحارس الجزائري وتجد ياسر ليودعها المرمي. ويلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي انحازت لمصلحة الدراويش. 93 عام الحزن محبو لعبة كرة القدم بالجزائر, يصفون دائما عام1993 بعام الحزن, بعد أن شهد فشلا ذريعا لفرق الجزائر, وأحداثا كئيبة بشكل حقيقي. وبدأت تلك الحالة بقرار الاتحاد الأفريقي باستبعاد الجزائر من التأهل إلي أمم أفريقيا التي أقيمت بتونس عام1994, إثر خطأ قاتل من الجهاز الإداري لمنتخب المحاربين, بالدفع باللاعب مراد كاروف, مهاجم شبيبة القبائل, في مباراة السنغال بالجولة الأخيرة من التصفيات التي انتهت لمصلحة الجزائريين0/4, رغم أن مراد كان موقوفا لحصوله علي الإنذار الثاني في مباراة منتخب بلاده أمام سيراليون بفري تاون. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلي خروج مولودية نفط وهران من ربع نهائي دوري الأبطال بشكل مخز أمام الزمالك, وإطاحة أفريكا سبور الأيفواري بشبيبة القبائل من المرحلة ذاتها لبطولة أبطال الكئوس, ثم الخروج الفادح لاتحاد الحراش أمام سيمبا التنزاني من ربع نهائي كأس الاتحاد الأفريقي. الغندور يدمر وهران في يوم الجمعة3 سبتمبر من عام1993 كان عشاق الزمالك والكرة المصرية علي موعد مع متعة كروية, قدمها الزمالك أمام مولودية نفط وهرانالجزائري, في ربع نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا, وذلك بعد أن سحق الأبيض نظيره الجزائري بأربعة أهداف دون رد علي ستاد المقاولون بالجبل الأخضر, وقدم خالد الغندور جناح الزمالك حليق الرأس مباراة رائعة, وسجل هدفا وصنع اثنين للنيجيري إيمانويل أمونيكي وعفت نصار, بعد أن بادر أيمن منصور بهز شباك الحارس بن عبد الله. وفي لقاء الإياب بوهران تعادل الفريقان بهدف, وبادر الزمالك بالتهديف عن طريق وليد معاذ إثر خطأ قاتل من بن عبد لله, قبل أن يتعادل بشير المشري لأصحاب الأرض من ضربة رأس رائعة. الشياطين رايح جاي من بين الانتصارات الرائعة التي حققتها الكرة المصرية علي نظيرتها الجزائرية, ذلك الذي حققه الأهلي في دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا, عندما وقع الأهلي في مجموعة واحدة مع شباب بلوزداد وأسيك ميموزا الإيفواري وبترو أتليتكو الأنجولي, وفي مباراتي الأهلي وبلوزداد, فاز الأهلي بهدف دون رد علي ستاد القاهرة برأس الصاعد حسام غالي, وفي لقاء الإياب بالجزائر يفاجيء الأهلي مضيفه بالفوز بالنتيجة ذاتها من صاروخ لإبراهيم سعيد, ليحقق الفريق الأحمر أول انتصار مصري علي الكرة الجزائرية بالجزائر.