نأي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه مجددا عن تكريم السيناتور الراحل جون ماكين وتوجه أمس إلي ناد للجولف الذي يملكه قرب واشنطن خلال جنازة ماكين الوطنية في العاصمة الأمريكية. وغادر ترامب البيت الأبيض فيما كانت ميجان ابنة ماكين, توجه تحية حارة إلي والدها في كاتدرائية واشنطن علي بعد بضعة كيلومترات. وقالت: أن أمريكا جون ماكين لا تحتاج إلي أن نعيد لها عظمتها لأنها كانت دائما عظيمة, في سخرية واضحة من شعار حملة ترامب. وأثارت هذه العبارة تصفيقا طويلا للحاضرين وبينهم مقربون من ترامب تتقدمهم ابنته إيفانكا. في تلك اللحظة, كان ترامب يغادر البيت الأبيض معتمرا قبعة تحمل شعاره الشهير اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخري. وكان ماكين أعلن قبل وفاته انه لا يرغب في أن يحضر ترامب جنازته بسبب العلاقة السيئة بينهما. وبدأت الجنازة الوطنية للسيناتور الأمريكي الراحل في العاصمة الفيدرالية واشنطن بحضور رئيسين أمريكيين سابقين. وألقي الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي باراك أوباما كلمتين تأبينيتين لرثاء الصديق والمرشح الأسبق للرئاسة الأمريكية, في الكاتدرائية الوطنية. وخطط ماكين بنفسه لهذه المراسم خلال الأشهر الأخيرة فيما كان يصارع سرطان الدماغ. وتلقي ماكين, الذي توفي السبت قبل الماضي عن81 عاما, كلمات رثاء وإشادات استثنائية وعاطفية, من بينها موافقة زملائه في الكونجرس علي أن يسجي جثمانه في مبني الكابيتول في واشنطن. وهي مراسم مخصصة لكبار الشخصيات في تاريخ الولاياتالمتحدة مثل الرئيسين جون كينيدي ورونالد ريجان. وأتيح للأمريكيين إلقاء النظرة الأخيرة عليه طيلة ست ساعات. وشارك عشرات من أعضاء الكونجرس في الجنازة, التي شارك فيها كبار الشخصيات الأمريكية مثل بيل وهيلاري كلينتون, وآل جور وديك تشيني اللذين شغلا منصب نائب الرئيس, ووزيري الخارجية السابقين جون كيري وهنري كيسنجر. وحضرت ابنة الرئيس إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر الجنازة, التي حضرها أيضا وزير الدفاع جيم ماتيس وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي. و نقل حرس الشرف جثمان ماكين المغطي بالعلم الأمريكي من الكابيتول ووضعوه في سيارة سوداء توقفت عند النصب التذكاري لمحاربي حرب فيتنام للسماح لأرملته كينيدي ماكين بوضع إكليل من الزهور لتكريم كل من قضوا في هذه الحرب. وفي الكاتدرائية الوطنية, تركز الاهتمام بلا شك علي كلمتي بوش وأوباما اللذين هزما ماكين في طريقهما للبيت الأبيض. ويمثل غياب الرئيس ترامب عن الجنازة ضربة جديدة له, وخصوصا أنه سبق أن دخل في خلافات كبيرة مع ماكين, عكست الصراع الكبير بين السياسي المرموق في الحزب الجمهوري والرئيس الحالي المنتمي للحزب نفسه.