أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إيمان مصر الراسخ بأن أمن اليمن واستقراره يمثل أهمية قصوي ليس للأمن القومي المصري فحسب; وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها. وجدد الرئيس رفض مصر بشكل قاطع لأن يتحول اليمن إلي موطئ نفوذ لقوي غير عربية أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وأشار الرئيس خلال مباحثات القمة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس بقصر الاتحادية, إلي تأييد مصر للجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية, وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية. من جانبه, ثمن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي موقف مصر تجاه بلاده والذي يستهدف استعادة الشرعية وهو ما يعد امتدادا للموقف المصري الداعم لبلاده منذ الثورة اليمنية, لافتا إلي أن مصر دائما تدافع بصلابة عن قضايا الأمة العربية. ووجه الرئيس اليمني الشكر لمصر حكومة وشعبا, لاحتضانها عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين الذين اضطرتهم ظروف الحرب إلي مغادرة بلادهم, منوها إلي أن ذلك الموقف ليس غريبا علي مصر. كان الرئيسان قد عقدا أمس بقصر الاتحادية جلسة مباحثات ثنائية, عقب مراسم الاستقبال الرسمي, واستعراض حرس الشرف, وعزف السلامين الوطنيين للرئيس الضيف. وأفاد السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الرئيس السيسي ونظيره اليمني عقدا عقب الجلسة الثنائية جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين, حيث رحب الرئيس بضيف مصر, مؤكدا قوة العلاقات الخاصة التي تربط بين مصر واليمن, والتي تتسم بطابع تاريخي ومشاعر مودة وأخوة صادقة. وشدد الرئيس علي الموقف المصري الثابت إزاء دعم الحكومة اليمنية الشرعية الحالية, وكذلك وحدة الدولة اليمنية, مؤكدا أن أمن واستقرار اليمن يمثلان أهمية قصوي لأمن المنطقة العربية بصفة عامة وأمن منطقة البحر الأحمر, ومن ثم الأمن القومي المصري. وأشار المتحدث إلي أن الرئيس السيسي أكد دعم مصر الكامل لجهود الحكومة الشرعية لاستعادة أركان الدولة ووحدتها وإنهاء الوضع الإنساني المأساوي في اليمن, مشيرا إلي حتمية مواصلة المساعي التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل إلي حل سياسي للأزمة, وفقا لمقررات الشرعية الدولية, والمبادرة الخليجية, وما توصل إليه الحوار الوطني من نتائج, بما يمهد الطريق لبدء عملية إعادة الإعمار في أقرب فرصة وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق. وأضاف السفير راضي أن اللقاء شهد مناقشة التعاون المشترك بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب, لتفادي تأثرها سلبا بالأوضاع الجارية في اليمن, كما تناول أيضا عددا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تقديم الدعم للجانب اليمني بما يمكنه من تجاوز الأزمة التي يمر بها هذا البلد العربي الشقيق, حيث أكد الرئيس استعداد مصر لزيادة حجم التدريب والدعم المقدم لبناء قدرات الكوادر اليمنية في مختلف المجالات مع زيادة عدد المنح الدراسية والبرامج التدريبية لهم, فضلا عن المنح العلاجية لاستقبال وعلاج الجرحي اليمنيين. من جانبه, أعرب الرئيس اليمني عن سعادته واعتزازه بزيارة مصر, موضحا تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة لليمن, ومشيرا إلي أهمية الدور المصري في دعم أمن واستقرار المنطقة, وتطلع بلاده إلي تكثيف التعاون المشترك بين البلدين علي مختلف الأصعدة خلال الفترات المقبلة. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس عبد ربه منصور هادي استعرض خلال اللقاء تطورات الأوضاع في اليمن, وجهود حكومته لاستعادة السلام والاستقرار, وكذلك التحديات التي تواجه اليمن نتيجة للحرب الدائرة هناك منذ سنوات وآثارها الكارثية علي الشعب اليمني. وعقب اللقاء شهد الرئيسان مراسم التوقيع علي مذكرة تفاهم بين البنك المركزي المصري ونظيره اليمني حول التعاون في القطاع المصرفي خاصة في مجال تبادل المهارات وتدريب العاملين في هذا القطاع.