بعد انتشار استخدام التكنولوجيا بين الأطفال خلال الآونة الأخيرة, وظهور ألعاب وبرامج تستهدف هذه الفئة المهمة, حذر خبراء التربية وعلم الاجتماع من تراجع الدور الرقابي داخل الأسرة المصرية, وترك الأبناء عرضة لمواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي, مؤكدين أنه كما للتكنولوجيا من إيجابيات فإن لها أضرار علي النشء الجديد. وقال دكتور كمال مغيث خبير التعليم إن التكنولوجيا جعلت الإنسان يعيد التفكير في المسلمات والبديهيات إلا أننا لابد أن نذكر بعض الآثار شديدة السلبية خاصة علي الأطفال من ضمنها الآثار الصحية أي أن استخدام السوشيال ميديا الدائم واستخدام أجهزة تصدر طاقة تؤثر علي نمو الطفل والطاقة المغناطيسية التي توجد في أجسامنا والتي تشكل خطرا كبيرا علي الأطفال في مراحل النمو وخاصة بالنسبة للإناث وأيضا تسبب مرض البدانة بسبب الجلوس لفترات طويلة وتناول الوجبات السريعة, مشيرا إلي أن التكنولوجيا تعمل علي تدمير القدرات الاجتماعية والاتصالية للطفل حيث إنها أثرت علي العلاقات الأسرية والاجتماعية. وشدد علي دور الآباء نحو رقابة الأطفال قائلا: لابد من اللعب مع الأطفال أدوارا إنسانية ومصاحبتهم دائما كي يشعروا أن الوقت مع الأهل لا يقل متعة عن استخدام السوشيال ميديا وأن المدارس أصبحت لا تملك الرقابة والأسلوب لقياس قدرات الطفل. ومن جانبه أكد دكتور أحمد فخري أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يجب فيها التنشئة الصحيحة والبناء النفسي والشخصي للطفل, قائلا إن مؤسسة الأسرة من أهم المؤسسات للتنشئة الاجتماعية للطفل, لكن مع تقدم التكنولوجيا أصبح هناك تدخلات خارجية تؤثر علي عوامل التنشئة والتي يطلق عليه العالم الافتراضي, أي أن الأسر أصبحت تعجز عن منع التكنولوجيا عن أولادها وبالرغم أن التكنولوجيا لها أثار إيجابية مثل الألعاب التي تنمي الذكاء لدي الطفل وتجعله يتواصل مع الثقافات المختلفة إلا أن السلبيات تفوق علي الإيجابيات في النواحي النفسية, الإدراكية, المعرفية. وأشار إلي أن أحدث الدراسات الاجتماعية أكدت أن التكنولوجيا تسبب العزلة الاجتماعية للطفل بسبب إدمان الانترنت والألعاب الالكترونية التي أدت لانتحار الكثير من الأطفال السلوك الإدماني الذي يسبب الاكتئاب علي المدي البعيد, مؤكدا أنه لا يرجح أسلوب العقاب نهائيا لأن أسلوب التربية الصحيح يعتمد علي القدوة والحنان من قبل الآباء. وقالت دكتورة فادية أبو شهبة أستاذة القانون الجنائي والاجتماعي إن للإعلام دور كبير في التأثير علي سلوك الطفل وانتشار سلوكيات العنف بين الأطفال مثل مشاهدة بعض الأفلام العنيفة والمسلسلات, وأيضا سلوك الآباء مع بعضهما البعض يؤثر في الأطفال. وحذرت من استخدام العنف أو العقاب إطلاقا لا فعل ولا قول أي أن العنف يولد عنف, قائلا إن التربية لم تعد موجودة بالأسرة وبالتالي أصبحنا نفتقد الرقابة وأنه يجب التدقيق في اختيار المدرسين والمدرسات في المدارس لأنهم بمثابة القدوة للأطفال ويجب علي كل المدارس أيضا توفير حصة سلوكية لتعليم السلوك الصحيح والإتيكيت وآداب المائدة لدي الأطفال واحترام الآخرين.