مجال الاتجار في الخردة وجمعها يتربح منه كثيرون, لكن الأرزاق بيد الله. انتابت محمد حالة من الاكتئاب الشديد, فقد ضاق رزقه وأحس بثقل كبير يجثم علي صدره وكأنه الجبال, فظل شارد الذهن لفترات طويلة ينظر بعيون زائغة إلي ما حوله. ذات يوم عاد إلي المنزل مبكرا علي غير عادته فتساءلت والدته عن السبب فانتابته موجة من الغضب والهياج الشديد, فعذرته والدته فقد كانت حياته سلسلة من المشكلات لا تنتهي, خاصة بعد وفاة والده وتحمله مسئولية أشقائه الصغار. حاولت والدته أن تتحاور معه و ترشده إلي أن طريق العمل والتعب في نهايته الخير لكنه رفض تماما الإصغاء لها وصار ينفق ما لديه من مال علي نفسه حتي يشعر أنه لا يقل شيئا عن غيره. تلقي اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية, إخطارا من العميد محمد شرباش مدير مباحث المديرية, بورود بلاغ لمركز شرطة المنصورة, من إ. المدعوة أم إبراهيم53 سنة ربة منزل, ومقيمة قرية بدواي دائرة المركز باكتشافها انتحار نجلها المدعو محمد18 سنة عامل تجميع خردة, بالشقة إستئجارهما بذات القرية. انتقل مأمور وضباط وحدة مباحث المركز وبالفحص تبين وجود جثة المذكور معلقة من العنق بواسطة شال بسقف حجرة نومه ويرتدي ملابسه كاملة وتبين وجود آثار زرقة واحمرار حول الرقبة, وبسؤال المبلغة قررت بأنها اثناء عودتها للشقة سكنها عقب قضاء بعض احتياجاتها اكتشفت انتحار نجلها, وعللت ذلك لمروره بضائقة ولم تتهم أحدا بالتسبب في ذلك. تم تحرير محضر واحالته للنيابة التي تولت التحقيق.