عتبر يوليو شهر النجوم, حيث شهد ميلاد ورحيل عدد كبير من نجوم الزمن الجميل, والذين تركوا بصمة مهمة في عالم الفن, ومرت أمس ذكري ميلاد اثنين من مبدعي الزمن الجميل هما علي الكسار وفردوس محمد, اللذان خلدت أعمالهما اسميهما لتعيشا كل هذه الفترة. بدأ الكسار المولود عام1887, في فرقة مسرحية تسمي دار التمثيل الزينبي قبل أن ينتقل الي فرقة دار السلام بحي الحسين, وذاع صيته ليدخل في منافسة مع الكوميديان الكبير نجيب الريحاني بعد أن ابتداع شخصية عثمان عبد الباسط النوبي لمنافسة شخصية كشكش بيك التي كان يقدمها الريحاني, وفي عام1924 قفز بفرقته قفزة هائلة عندما انضم إليها الموسيقار الكبير الشيخ زكريا أحمد وقدم لها العديد من الألحان المسرحية, وفي عام1934 سافر الي الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحا كبيرا, قبل أن يمر بأزمة أدت الي إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم ما يزيد علي160 عرضا مسرحيا, اتجه بعدها الي السينما وقدم فيها عددا من الأفلام الناجحة من أشهرها, ألف ليلة وليلة, غفير الدرك, علي بابا والأربعين حرامي, نور الدين والبحارة الثلاثة, سلفني تلاتة جنيه, وآخر كذبة. أما فردوس محمد فهي من مواليد1906 واشتهرت بتقديم دور الأم بالسينما, حيث انضمت بعد انفصالها عن زوجها الأول الي فرقة عبد العزيز خليل وشاركت في عدد من الأوبريتات ومن أشهر المسرحيات التي شاركت فيها إحسان بك وتزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس, ودامت حياتها الزوجية خمسة عشر عاما وانتهت بوفاة الزوج لكنها لم تعرف الأمومة, رغم أنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية, وأشهر أعمالها عنتر بن شداد, والفرسان الثلاثة, ورد قلبي, والملك الصغير, وسلامة في خير, وشباب امرأة, وحبيب الروح, وغزل البنات. لم يقتصر يوليو علي هذين النجمين فقط ولكنه شهد أيضا ميلاد الفنانة الراحلة زوزو نبيل التي بدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت الي فرقة يوسف وهبي, وكان أول أفلامها السينمائية الدكتور عام1937, واشتهرت بتقديم دور الأم المتسلطة, والزوجة القاسية, أو العجوز المتصابية, وكان أحد أهم نقاط انطلاقها في عالم السينما هو دور صديقة أم كلثوم في فيلم سلامة كما كررت نفس التجربة ولكن هذه المرة مع شادية في فيلم لحن الوفاء وكان آخر أفلامها المرأة والساطور حيث توفيت قبل افتتاح الفيلم. وشغلت زوزو العديد من المناصب, ففي الخمسينيات عملت كرقيبة لمدة ثلاث سنوات في الرقابة علي المصنفات الفنية بمصلحة الفنون, كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام1959, وبعدها عملت بمؤسسة المسرح بين عامي1962 و1964, كما كانت تقوم بتدريس مادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر وفي الثقافة الجماهيرية حتي وصلت الي درجة وكيل وزارة. أما الفنان حسين صدقي فهو من مواليد يوليو1917, قدم للسينما32 فيلما وبدأ حياته الفنية في فيلم تيتاوونج عام1937 إخراج أمينة محمد, ثم أسس شركته السينمائية أفلام مصر الحديثة وكان باكورة إنتاجها فيلم العامل, ومنذ دخوله عالم الفن في أواخر الثلاثينيات عمل علي إيجاد سينما هادفة وحاولت أفلامه معالجة بعض قضايا المجتمع مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه العامل عام1942, وتشرد الأطفال في فيلمه الأبرياء عام1944, وغيرها من الأفلام الهادفة, وأسس عام1942 شركة مصر الحديثة للإنتاج لتخدم الأهداف التي كان يسعي لترسيخها في المجتمع.الفنانة وداد حمدي أيضا من مواليد يوليو عام1924, وقدمت للسينما ما يقرب من600 فيلم, بدأت حياتها الفنية كمغنية كورس, أشهر أدوارها كان دور الخادمة خفيفة الظل, قدمها بركات في فيلم هذا ما جناه أبي, ثم عملت بدلا من عقيلة راتب في مسرحية شهر زاد وذلك في الفرقة القومية المصرية, وتلتها مسرحيات أخري مثل مسرحية عزيزة ويونس من أشهر مسرحياتها أم رتيبة,20 فرخة وديك, عشرة علي باب الوزير ومن المسلسلات التي عملت بها غوايش, وفي السينما قدمت أفلاما كثيرة منها الخمسة جنيه أحمر شفايف, العرسان الثلاثة, فتح مصر, آمنت بالله, الآنسة حنفي, لحن الوفاء, حسن ونعيمة, أم رتيبة, وإشاعة حب.