لم يكن دور المصريين بالخارج أقل أهمية من المقيمين بداخل البلد بالنسبة لثورة30 يونيو منذ بداياتها الأولي وحتي ترسيخ أركانها, حيث لعب المصريون بالخارج دورا واضحا وكبيرا في تصحيح صورة مصر بعد30 يونيو, وتصحيح مفاهيم دول أوروبا عن ثورة الشعب التي استقوها من أكاذيب الإخوان, حيث نظموا مظاهرات في البلدان التي يعيشون بها لتأكيد أن30 يونيو هي ثورة شعبية رافضة لنظام حكم جماعة الإخوان. المصريون بالخارج يتحدثون لالأهرام المسائي عن دورهم وذكرياتهم مع ثورة30 يونيو مؤكدين أن تلك الثورة التي يذكرونها بكل فخر, هي ثورة شعب التحم جميع أبنائه وكل فئاته, ليعزفوا ملحمة وطنية لا ينقذون بها فقط مصر, بل ينقذون أمة كادت تذهب في أتون حرب مستعرة تأتي علي الأخضر واليابس, وأكدوا أن مصر برهنت للعالم كله أن بها شعبا عظيما وأنها أرض ولادة خرج منها قائد حمل كفنه علي يديه, قائد حمي شعبه ووطنه وأنقذ بلاده والمنطقة والعالم كله. من النمسا, يقول بهجت العبيدي, مؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج: نحن نتذكر سويا مشهدا خالدا لا يمكن أن تبهت صورته في ذاكرة من عاشه وشارك في صنعه, هذا اليوم الذي عبرت فيه مصر عبورا أذهل العالم كله بثورتها في الثلاثين من يونيو في ملحمة سجلها التاريخ لشعبها وجيشها العظيم والرئيس عبد الفتاح السيسي, عبورا أذهل العالم كله, إذ خرجت جموع الشعب المصري- يحميها جيشها- والمخلصون مسلمين ومسيحيين, وأكدوا للعالم كله أن مصر لا ولن تخضع لأحد ولا يمكن لأحد أن يملي عليها إرادة غير إرادة شعبها. وأكد أن المصريين في الخارج عموما, ومنهم المصريون بالنمسا, شاركوا بفعالية في أهم حدث في مصر في القرن الواحد والعشرين, وهو ثورة الثلاثين من يونيو, الذي خرجت فيه كل فئات وطبقات وطوائف شعبنا المصري رافضين حكم الإخوان, الذي رأوا فيه انحرافا عن مسار الدولة الوطنية التي تعلي من قيمة المواطنة وتتخذ من الديمقراطية في مفهومها الشامل سبيل حكم. وأضاف بهجت العبيدي أن المصريين بالنمسا قاموا بعمل جليل للثورة المصرية, حين تصدوا بكل قوة لذيول الجماعة الإرهابية في أوروبا, وكان للجالية المصرية بالنمسا دور مهم بعد الثورة حينما أكملوا عمل الخارجية المصرية, بمخاطبة المؤسسات الدولية وتقديم ملفات متضمنة لما قامت به جماعة الإخوان من عمليات إرهابية, ذلك الذي كان له دور في تصحيح الصورة التي كانت تشاع عن ثورتنا المجيدة في النمسا, كما أقامت الجالية المصرية في النمسا وقفات تأييد للجيش المصري وقائده, آنذاك, الفريق أول عبدالفتاح السيسي. واستكمل: بعد مرور خمس سنوات علي ثورتنا المجيدة فإننا بالنمسا نشعر بالفخر بثورتنا من ناحية, وبمشاركتنا الفاعلة فيها من ناحية ثانية, والدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة من ناحية ثالثة, مؤكدا أن المصريين الوطنيين بالنمسا وفي كل دول العالم المختلفة إنما يحكون لأولادهم الذين لم يكونوا في مرحلة واعية أثناء ذلك الحدث التاريخي المهم, عن تلك اللحظة الفارقة في تاريخ وطننا الغالي, لكي يغرسوا في نفوسهم عشق هذا الوطن والتضحية في سبيله. ومن ألمانيا يقول علاء ثابت, رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا: إن أبناء مصر في الخارج عموما, وأوروبا خاصة, وألمانيا علي وجه التحديد, لم تكن مشاركتهم في نجاح ثورة الثلاثين من يونيو يوم الحدث الأعظم فحسب بل كانت مشاركة بأكثر من شكل, وأكثر من عمل, فبالإضافة لتنظيم مظاهرة كبري في الثلاثين من يونيو لإيصال رسالة قوية نعلن من خلالها التحام أبناء الشعب المصري في الخارج مع إخوتهم في الداخل. فلقد راقبوا بكل دقة الأحداث التي تمت في مصر في السنة التي تولي فيها الرئيس المعزول ممثل جماعة الإخوان الإرهابية في قصر الرئاسة, وأدرك أبناء مصر في ألمانيا مثلهم مثل أبناء الشعب المصري في كل مكان أن حكم هذه الجماعة فاشي بامتياز, وهو ما يستدعي الثورة الفورية عليه, وهو ما قام به شعب مصر في الداخل والخارج والذي كنا جزءا لا يتجزأ منه. ويضيف أن الجالية خاضت معارك شرسة ضد الجماعة الإرهابية, لتصحيح الصورة عن ثورة الثلاثين من يونيو التي حاولت الآلة الإعلامية الإخوانية تشويهها, وكادت تنجح لولا مجهود أبناء مصر الشرفاء في الخارج, الذين صححوا هذه الصورة المغلوطة, ليس ذلك فحسب بل أفسدوا في ألمانيا كل المؤتمرات التي دعت لها جماعة الإخوان الإرهابية. وأضاف: بعد العام الأسود لحكم الإخوان الذي أحدث انشقاقا بين المصريين وبعضهم في ألمانيا شارك أبناء الجالية في ثورة الثلاثين من يونيو, حينما خرجوا في مظاهرات في المدن الألمانية الرئيسية, تندد بحكم جماعة الإخوان الإرهابية, وتؤكد رفضها ورفض أبناء الشعب للحكم الديني الفاشي, وتعلن للألمان أننا نرفض حكم المرشد, ونريد دولة مدنية يتمتع فيها الجميع بالمساواة وتحترم مفهوم المواطنة. وأوضح أن هذه المظاهرة التي قاموا بها كانت رسالة مهمة للشعب المصري في الداخل بأن أبناء مصر في الخارج يقفون صفا واحدا معهم في ثورتهم ضد جماعة الإخوان الإرهابية.ومن روسيا يقول أيمن العيسوي, رئيس الجالية المصرية بروسيا: إن حكم الإخوان كان يتناقض مع كافة أسس التقاليد والأعراف والثقافة وفكر المواطن البسيط في مصر, و30 يونيو هو العبور الثاني للشعب المصري نحو المستقبل وإعادة بناء الذات والحفاظ علي الهوية المصرية, ونحن كجاليات نعلم مدي الخطورة التي كانت يشكلها حكم الإخوان علي الدولة المصرية, لذلك نحرص دائما علي حث المصريين علي الحفاظ علي الترابط مع الوطن ومعايشة همومه. وأضاف أن الرؤية كانت واضحة لهم بالخارج عما ينتظر مصر من مصير مجهول وهو ما جعلهم يعلنون التمرد علي حكم تلك الجماعة, موضحا أن الجالية شأنها شأن الشعب وجزء أصيل منه, وتحرص دائما علي المشاركة في صياغة الرؤية نحو المستقبل. ومن أمستردام, قال الدكتور محمود السلاموني, رئيس بيت العائلة المصرية بهولندا, عضو المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج: إن المصريين في هولندا شاركوا بقوة في ثورة الثلاثين من يونيو; لأنهم ضد الإخوان ذلك التنظيم الإرهابي الذي له في هولندا وجود كبير, وهو ما جعل مهمتنا في حاجة إلي مجهود مضاعف, وهو ما تم بالفعل, ليس فقط في الثورة بل ما تبع قيام الشعب المصري من ثورة حيث إن أبناء مصر في أوروبا كان عليهم دور إضافي, وهو مواجهة الشائعات الكبيرة التي كانت تطلقها الجماعة الإرهابية. وأكد السلاموني أنه كان للمظاهرات المؤيدة للجيش, والمنددة بالعمليات الإرهابية التي ضربت البلاد بعد إزاحة حكم الجماعة الإرهابية, في أوروبا دور مهم لتوضيح الدور القذر الذي تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية, كما عكست هذه المظاهرات التفاف أبناء الشعب المصري في الداخل والخارج, حول السيسي, وكذلك حول مؤسسات الدولة الوطنية وأن الشعب المصري يقف صفا واحدا في الداخل والخارج مع مؤسسات الدولة المصرية العريقة وعلي رأسها الجيش والشرطة. ومن كندا يؤكد هشام بيومي, عضو المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية بكندا, أنه عندما أعلن فوز المعزول محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية كنا نأمل أنه سوف يعمل لصالح الوطن ولرفعة شأنه, ثم بدأنا نسمع عن تمكين الإخوان في كل الوزارات واستبدال أصحاب الفكر والخبرات بأهل الثقة, وبدأت وجوه غريبة علينا وعلي المجتمع المصري في الظهور, وكأن مصر التي نعرفها جيدا بدأت في السير في طريق مجهول وغريب. واستكمل: كنا نتابع ما يحدث بمصر كأبناء للجالية المصرية بكندا, وشعرنا بضرورة أن يتدخل الجيش الذي يعد سندا للشعب لإيجاد حل لكل هذه الانقسامات, بعد أن أصبحت قيادات الإخوان تسعي لإقامة دولة داخل الدولة واحتلوا ميدان رابعة العدوية, وهذا ما لا تقبله أي دولة في العالم. ويضيف: بحكم عملي أتعامل كثيرا مع الكنديين وقليل منهم يعرف أصل المشكلة وماذا يريد الإخوان, وكنا نقوم بشرح واف لأساس المشكلة لأن وسائل الإعلام هنا تقوم بنشر ما يتوافق مع سياستها, ولكن نحن هنا نقوم بشرح كامل لأصل المشكلة سواء لوسائل الإعلام أو للمواطنين المهتمين بالشأن المصري ومن وجهة النظر المصرية. وقال: عندما خرجت ملايين الشعب في الشارع المصري يوم30 يونيو عام2013 لرفض نظام حكم الإخوان, كنا أول من أيد الجيش المصري لاستعادة زمام الأمور إلي أن تجري انتخابات رئاسية جديدة فالشعب هو مصدر السلطة, وقمنا بتأييد الرجل الذي وضع حياته علي المحك وفضل مصلحة الوطن علي أي شيء آخر, وتمت الانتخابات, وكان التأييد المطلق للرئيس عبدالفتاح السيسي, وهو الرجل الذي حمل هم هذا الوطن علي عاتقه. ومن باريس يقول صالح فرهود عضو, مجلس رئاسي الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية بفرنسا: الإخوان بعد25 يناير لم يكن لهم صوت مسموع في فرنسا وظهرت حقيقتهم ومدي كراهيتهم لمصر بعد30 يونيو, وكانوا يحشدون بصورة لا مثيل لها وساعدتهم الدولة الفرنسية في الحشد حينها, فلم تكن هناك علاقات سياسية ودبلوماسية جيدة, فكانوا يقومون بإفساد أي مؤتمر يعقد بالمركز الثقافي المصري وغيره من اللقاءات والمؤتمرات. وبدأ الإعداد ليوم من أعظم أيام التاريخ المصري ثورة إنقاذ مصر من الإحتلال الإخواني ثورة30 يونيو المجيدة, وتعتبر هذه الثورة من أنقي ثورات مصر; لأن الشعب المصري توحد في هذا اليوم وخرج إلي الشوارع والميادين بكل حب وقوة واتحاد لكي يقول كلمة الحق لمرسي وأعوانه مطالبين بالرحيل, وخرج أكثر من30 مليون مصري, ونجحت الثورة في نفس اليوم. ويؤكد أن هناك جهات وحركات سياسية بدأت تحالفها مع الإخوان في فرنسا عقب ثورة30 يونيو بدعم مادي كبير للتمويل من دولة قطروتركيا, واتحد معهم شباب ورجال بعض الدول مثل تركيا والجزائر وتونس والمغرب. وتابع: شعرت بحجم الخطورة التي تواجهها مصر والمؤامرة التي يدبر لها الإخوان, والتقيت صديق تونسي علي علاقة قوية جدا بالرئاسة الفرنسية, وطالبته بمساعدتي لخدمة مصر أم الدنيا, فأخبرني أنه سيحاول تحديد موعد للقاء مدير أمن باريس, وبالفعل أخذنا موعدا وهذه كانت أول سابقة لي كرئيس جالية فهو رجل من أصل يهودي, التقيته وقلت له بالنص: ما يفعله الإخوان الآن بمصر سيعود عليكم بالسلب, وعدم رضاكم عن الثورة المصرية أو اعترافكم بها لا يعني أن تقوموا بدعم الإخوان, أطالبكم بالتدخل لمنع المظاهرات, وما يحدث منهم لإفساد الندوات المصرية بالمركز الثقافي المصري. ويوضح: لم نسكت علي ما فعله الإخوان من محاولات تشوية الثورة المصرية أمام فرنسا, فطلبنا عدة لقاءات مع مسئولي الأمن بباريس, وبالفعل عقدنا هذا اللقاء مع مدير الأمن الذي استقبلنا استقبالا جيدا, واستمع إلي حديثنا ونقلنا له كل ما يدور من هؤلاء المتحالفين ضد مصر وقلنا له: لو استمر الحال هكذا سوف تخسرون دولة كبيرة مثل مصر, وفعلا في نفس اليوم أخذ قرارة بالوقوف ضد هؤلاء والتصدي لعنفهم الذي شعروا به بعد ذلك بعد الاعتصام بالقنصلية المصرية بباريس والتصدي لهؤلاء, وبعد ذلك عرفت السلطات الفرنسية والفرنسون مدي عنف هؤلاء وأصبحوا يثقون في إرادة الشعب المصري وتميزت العلاقات المصرية الفرنسيه بعد زيارة الرئيس السيسي لها, وها هو الحال الآن أقوي علاقات دبلوماسية تربطنا بالدولة الفرنسية. ومن إيطاليا يقول الدكتور وائل عبد القادر, عضو مجلس رئاسي الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية: إن الراصد للمشهد من خارج الوطن وبالتحديد مدينة ميلانو يجد أنه منذ خطاب الرئيس المعزول في28 يونيو كانت هناك محاولات لا تكف من الإرهاب باسم الدين, ولذلك كان واجبنا في ميلانو كجالية التنديد بما يحدث في مصر من مظاهرات واعتصام وإدانتنا للاعتداءات علي الكنائس والمنشآت الحكومية والأقسام وكل مؤسسات الدولة. ويضيف: في يوم30 يونيو وبعد إعطاء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي مهلة للرئيس المعزول مرسي لإجراء انتخابات مبكرة خرجنا جميعا في شوارع ميلانو وميادينها نعبر عن فرحتنا بالحدث, وفي3 يوليو, وبعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوي السياسية, في التاسعة مساء أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها إنهاء حكم المعزول محمد مرسي علي أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبعد ذلك البيان احتفلنا في ميدان لوريتو وهو أشهر ميادين ميلانو تم فيه تنفيذ حكم الإعدام علي موسوليني. ويؤكد أنه بعد الثورة تمت مخاطبة المجتمع الإيطالي والمحليات عن طريق الإعلام والصحف اليومية بأن هذه الثورة ثورة شعب قام بها نحو40 مليونا, خرجوا جميعا في الميادين بالصور والتسجيلات, وتم تنظيم مظاهرات لتأييد الثورة وسافرنا للبرلمان الأوروبي في بروكسل لتوضيح أنها ثورة شعبية, وكنا نقضي نحو12 ساعة يوميا بالقنصلية المصرية بميلانو لتلقي الوثائق والمادة التي تفيدنا في الرد علي الصحف ووسائل الإعلام لتوضيح الصورة المزيفة التي كان يروج لها أعضاء المنظمة الإرهابية وأتباعهم.