استغل محمد الشهير ب بزازة البيئة غير الطبيعية التي نشأ فيها منذ نعومة أظافره واتجه للإجرام بعد أن أدمن الهيروين بشراهة ولم يعد قادرا علي التخلي عنه وراح يبحث عن كيفية إيجاد المال بأي وسيلة وتخصص في مجال السرقة بنظام الإكراه والمغافلة, حيث يصطاد ضحاياه بدقة بعد رصد تحركاتهم في أوقات متأخرة من الليل ويجردهم من متعلقاتهم الشخصية ويلوذ هاربا من مسرح الجريمة دون أن يدري به أحد. واستمر علي هذا الحال حتي سقط في قبضة الأجهزة الأمنية ودخل وخرج من السجن عدة مرات, ولكنه لم يعلن توبته وأصبح همه الوحيد كيفية تدبير نفقات شراء البودرة لكي يتعاطاها بالشم والحقن حيث يتسلل مع غروب الشمس لمنطقة السحر والجمال التي يتردد عليها تجار الكيف الكبار الذين ينتمون لأصول بدوية للحصول منهم علي الهيروين بالجملة لكي يطرحها في عبوات صغيرة بين عملائه للتربح عن طريقة لسداد الديون المتراكمة عليه فضلا عن استقطاع أجزاء منه لاستخدامه الشخصي ولم تقف أفعاله عند هذا الحد بل لجأ لحيازة الأسلحة النارية لتأجيرها للبلطجية لاستغلالها في المشاجرات لترويع المواطنين, ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب القبض عليهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من استهدافه متلبسا وبحوزته كمية من الهيروين ومبلغ مالي وتحرر المحضر اللازم ضده وتولت النيابة العامة التحقيق. ترجع وقائع القضية عندما تلقي اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية إخطارا من اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي يفيد قيام أحد أرباب السوابق الذي خرج من السجن مؤخرا بالاتجار في البودرة بمنطقة الحمادة ليلا للمدمنين من الجنسين والذين يقصدونه للحصول علي احتياجاتهم اللازمة من الهيروين حسب الكميات التي يريدونها وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث رفيع المستوي بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والمقدم أحمد شطا رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقباء محمد فؤاد ومحمود فراج. وتوصلت تحرياتهم إلي أن المدعو محمد الشهير بلقب بزازة30 سنة عاطل سبق اتهامه في10 قضايا حيازة أسلحة نارية وضرب وتبديد اتجه لترويج الهيروين الخام بعد أن فتح وكرا في محيط سكنه لاستقبال زبائنه داخله. وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء المفرط الذي يساعده للتمويه عندما يشعر أن هناك تحركات غير طبيعية تحدث من حوله ودائما يدعو زبائنه لمقابلته في أماكن هادئة, واشارت التحريات الي أن بزازة بعد أن يفرغ من ترويج الهيروين يجلس مع نفسه ويتعاطي المسحوق الأبيض. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وتم وضع خطة بمقتضاها تجنيد مصادر سرية ذات صلة موثوق بها لشراء الهيروين عن طريقها وعندما اطمئن المتهم للتعامل معهم وعند تسليمه البضاعة إليهم تمت مداهمته وبتفتيشه عثر معه علي كميات من البودرة في عبوات صغيرة كانت معدة للبيع لهم وبمواجهته اعترف تفصيليا بحيازته للمضبوطات بقصد ترويجها وبإحالته إلي محمد الهوبي وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.