ما حكم إجراء عملية زراعة الرحم؟ حرص الإسلام كل الحرص علي حياة الإنسان والمحافظة عليها وعدم الإضرار بها جزئيا أو كليا; فأمرت الشريعة الإسلامية الإنسان باتخاذ كل الوسائل التي تحافظ علي ذاته وحياته وصحته وتمنع عنه الأذي والضرر, فأمرته بالبعد عن المحرمات والمفسدات والمهلكات, ورغبته عند المرض في اتخاذ كل سبل العلاج والشفاء, قال الله تعالي: ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة, البقرة:195], وقال تعالي: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما, النساء:29]. ومن الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء بإذن الله تعالي للمحافظة علي النفس والذات: نقل وزرع بعض الأعضاء البشرية من الإنسان للإنسان, ومن هذه الأعضاء: الأعضاء التناسلية, ومنها الرحم, وعملية زرع الرحم جائزة بشروط: أن لا يتم النقل عن طريق مقابل مادي أو معنوي; إذ لا يجوز بيع أعضاء الإنسان حيا ولا ميتا, وأن يثبت علميا أن الرحم بمجرده لا يحمل الصفات الوراثية للمرأة المتبرعة, فإن ثبت العكس كان نقله حراما; وصار من جنس نقل الأعضاء التناسلية الناقلة للصفات الوراثية; كالخصية والمبيض, وأن يكون المنقول منها العضو قد ثبت طبيا يأسها من الحمل أو عدم قدرتها علي الإنجاب بأي صورة من الصور, أو كانت قد استؤصل رحمها لعلة مرضية وأمكن مع ذلك زرعه في المرأة المنقول إليها, أو كانت قد تحقق موتها موتا شرعيا وذلك بالمفارقة التامة للحياة, أي موتا كليا, وهو الذي تتوقف جميع أجهزة الجسم فيه عن العمل توقفا تاما تستحيل معه العودة للحياة مرة أخري. أما نقل الرحم من امرأة حية لم تيأس من حملها, ولم يستأصل رحمها لعلة مرضية, فمحرم شرعا; ويشترط أن تكون قد أوصت بهذا النقل في حياتها وهي بكامل قواها العقلية وبدون إكراه مادي أو معنوي, وأن تكون حالة المنقول إليها لا علاج لها طبيا إلا عن طريق زرع رحم من امرأة أخري. هل قطرة الأذن, أو غسول الأذن, أو قطرة الأنف, أو بخاخ الأنف, إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ منه إلي الحلق مفسد للصوم؟ وضع النقط في الأنف أو الأذن أو استخدام بخاخ الأنف ويسمي عندهم الاستعاط أو الإسعاط أو السعوط مفسد للصوم إذا وصل شيء من ذلك إلي الدماغ أو إلي الحلق, فإذا لم يجاوز شيء من ذلك الخيشوم إلي الحلق فلا يفسد الصيام. والله سبحانه وتعالي أعلم. مفتي الجمهورية