شهدت الساعات الأخيرة الماضية تطورات مفاجئة في مواقف القوي السياسية والحزبية باجماعها علي توحيد صفها والمشاركة في مظاهرة الغد المليونية الثورة أولا بميدان التحرير. بل وتصاعدت دعوات تحويلها إلي اعتصام مفتوح حتي يتم تحقيق جميع المطالب وفي مقدمتها سرعة محاكمة رموز النظام السابق وقتلة الثوار, ورفع الظلم عن أهالي الشهداء ومنحهم كل حقوقهم, وتطهير جهاز الشرطة من المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان, واقالة الوزراء المنتمين للنظام السابق, ومطالبة المجلس العسكري بمساندة حكومة الثورة ودعمها في فرض الأمن. ووسط توقعات بان يتجاوز عدد المشاركين في المظاهرة المليون مواطن وتحذيرات من المندسين دعت الحركات الثورية نحو نصف مليون مواطن من قاطني المناطق الشعبية والعشوائية للمشاركة في المظاهرة تحت شعار الفقراء أولا, كما اتفقت مجموعة من النشطاء السياسيين واللجان الشعبية علي خطة تأمين الميدان بأكثر من2500 شاب من الثوار. يأتي ذلك في الوقت الذي قررت فيه وزارة الصحة حسبما صرح الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة رفع حالة الطوارئ لمليونية الغد, وذلك برفع درجة الاستعداد القصوي بأقسام الطوارئ والاسعاف بجميع المحافظات تحسبا لوقوع حالات إصابة قد تنتج عن التظاهرات أو الاعتصامات. كما قامت الوزارة باعداد خطة طبية لتأمين المشاركين في المظاهرة المزمع تنظيمها غدا الجمعة وتتضمن الخطة كما يقول الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد الوزير للشئون الفنية والسياسية تمركز40 سيارة اسعاف و3 سيارات عيادة جراحة متنقلة بالمنطقة المحيطة بميدان التحرير. وأضاف أباظة أنه تم تجهيز40 سيارة اسعاف أخري احتياطيا تتمركز بمناطق قريبة من ميدان التحرير, كما سيتم وجود قافلة علاجية أمام مسجد عمر مكرم مكونة من6 عيادات للجراحة والقلب والباطنة والعظام بالإضافة إلي صيدلية, ولن تغادر القافلة الميدان إلا بعد انتهاء المظاهرة. وفي تطور مفاجيء لموقف الأحزاب والائتلافات التي أعلنت رفضها للمشاركة في مظاهرة الجمعة تحت شعار الثورة أولا قرر حزبا الحرية والعدالة والعدل والجماعة السلفية وائتلاف ثورة مصر واللجنة التنسيقية لجماهير الثورة والتي تضم في عضويتها العديد من الحركات السياسية المشاركة في مليونية جمعة الثورة أولا. وفي مفاجأة من العيار الثقيل قررت جماعة الإخوان المسلمين, والدعوة السلفية التراجع عن موقفيهما السابق بمقاطعة المظاهرات, وقررا الانضمام إلي جموع القوي السياسية, وقال بيان صادر أمس عن الجماعة أن ظهور مستجدات علي الساحة فرضت علي الجماعة التنازل عن قرارها الصادر السبت الماضي بعدم المشاركة, وأوضح البيان أن الهدف من المشاركة هو الحفاظ علي مصلحة الشعب والوطن والثورة المجيدة. وأرجع محسن راضي القيادي الاخواني وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة مشاركة الاخوان في جمعة الغد إلي أن المظاهرة لن تتطرق إلي ما يسمي بالدستور أولا وهو ما يعني توافق الآراء حول اجراء الانتخابات أولا وما يعني إلغاء شعار الدستور أولا. وقال الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية في تصريحات لالأهرام المسائي ان الدعوة السلفية قررت المشاركة في المظاهرات بعد اصدار أحكام قضائية ببراءة المتهمين في قضايا فساد من كبار قيادات النظام السابق. وأضاف أن شباب الدعوة السلفية تقدموا بطلب رسمي إلي مجلس إدارة الدعوة السلفية للسماح لهم بالمشاركة مع شباب مصر في المظاهرات السلمية, مشيرا إلي أن مجلس الدعوة السلفية وافق بعد أن حصل شباب السلفيين علي وعود من ائتلافات الثورة بعدم المطالبة بوضع الدستور أولا في المظاهرات واقتصار المطالبة علي باقي مطالب الثورة. وأوضح الدكتور طارق زيدان المنسق العام لائتلاف ثورة مصر الحرة أنه قرر التراجع عن موقفه السابق من مقاطعة مظاهرة الجمعة نتيجة الأحكام الأخيرة القاضية ببراءة المتهمين بقتل الثوار وبعض الوزراء في حكومة النظام السابق, وهو ما يعد لغزا يصعب فهمه وكأن الثورة لم تقم بعد! فيما أعد حزب العدل المشارك في مظاهرة الثورة أولا قائمة مطالب تتعلق بالأمن والعدالة والنمو الديمقراطي داعيا جميع القوي للتوافق عليها. بينما أكد محمد عادل المتحدث الإعلامي لحركة6 ابريل جبهة/ أحمد ماهر/ أن شباب الحركة قاموا بتوزيع500 ألف منشور في المناطق الشعبية ووسائل المواصلات لحث الشعب علي المشاركة بعد زيادة الخوف من الانقضاض علي الثورة والتي ظهرت في الأحكام القضائية الأخيرة بالافراج عن قتلة الثوار في السويس ومحاولات اخلاء سبيل بعض الوزراء في النظام السابق. ومن جانبه طالب اتحاد شباب الثورة في بيان له أمس بضرورة انشاء محكمة ثورية لإجراء محاكمات سريعة وشفافة ومحاكمة مبارك والعادلي وقتلة الشهداء وجميع الفاسدين في النظام السابق.